الصورة: وكالة فرانس برس
قال مسؤول صحي في حماس إن أكثر من 80 شخصا قتلوا يوم السبت في غارتين مزدوجتين على مخيم للاجئين في شمال غزة، بما في ذلك مدرسة تابعة للأمم المتحدة تستخدم كملجأ للنازحين بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، لم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق منها على الفور، جثثاً مغطاة بالدماء والغبار على أرضية مبنى، حيث تم وضع مراتب تحت طاولات المدرسة في جباليا، أكبر مخيم للاجئين في الأراضي الفلسطينية.
وتعهدت إسرائيل بتدمير حماس ردا على هجمات السابع من أكتوبر تشرين الأول التي يقول مسؤولون إسرائيليون إنها أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص معظمهم من المدنيين في جنوب إسرائيل واحتجاز نحو 240 شخصا كرهائن.
وأدت الحملة الجوية والبرية المتواصلة للجيش منذ ذلك الحين إلى مقتل 12 ألف شخص، من بينهم 5000 طفل، وفقا لحكومة حماس التي تحكم غزة منذ عام 2007.
وقال مسؤول في وزارة الصحة التي تسيطر عليها حماس في غزة لوكالة فرانس برس إن “50 شخصا على الأقل” قتلوا في غارة إسرائيلية فجرا على مدرسة الفاخورة التي تديرها الأمم المتحدة في المخيم، والتي تم تحويلها إلى مأوى للفلسطينيين النازحين.
ووفقا لأرقام الأمم المتحدة، فقد نزح حوالي 1.6 مليون شخص داخل غزة بسبب القتال المستمر منذ ستة أسابيع.
وقال المسؤول إن غارة منفصلة يوم السبت على مبنى آخر في مخيم جباليا أسفرت عن مقتل 32 شخصا من عائلة واحدة، 19 منهم طفلا. ونشرت الوزارة قائمة بأسماء 32 فردا من عائلة أبو حبل قالت إنهم لقوا حتفهم.
وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، لم يستجب الجيش الإسرائيلي على الفور لطلبات التعليق على الغارتين.
وطلبت إسرائيل من الفلسطينيين الانتقال من شمال غزة حفاظا على سلامتهم، لكن الغارات الجوية القاتلة استمرت في ضرب المناطق الوسطى والجنوبية من القطاع الساحلي الضيق.
وفر مئات الأشخاص يوم السبت سيرا على الأقدام بعد أن قال مدير المستشفى الرئيسي في غزة إن الجيش الإسرائيلي أمر بإخلاء المنشأة التي حوصر فيها نحو 2000 شخص.
وشوهدت طوابير من المرضى والجرحى، بعضهم مبتوري الأطراف، وهم يخرجون من مستشفى الشفاء باتجاه الواجهة البحرية دون سيارات إسعاف مع النازحين والأطباء والممرضات، فيما سُمع دوي انفجارات قوية في محيط المستشفى.
وفي الطريق، شاهد صحافي في وكالة فرانس برس ما لا يقل عن 15 جثة، بعضها في مراحل متقدمة من التحلل، على طول طريق تصطف على جانبيه متاجر لحقت بها أضرار بالغة ومركبات مقلوبة، بينما كانت الطائرات الإسرائيلية بدون طيار تحلق في سماء المنطقة.
وقالت وزارة الصحة التي تديرها حماس إن 120 جريحا، إلى جانب عدد غير محدد من الأطفال المبتسرين، ما زالوا في مستشفى الشفاء الذي أصبح محور القتال الأخير.
وتكثف إسرائيل عملياتها العسكرية داخل المستشفى بحثا عن مركز عمليات حماس الذي تقول إنه يقع تحت المجمع المترامي الأطراف وهو ما تنفيه حماس.
وفي مدينة غزة، دعت القوات الإسرائيلية عبر مكبرات الصوت إلى إخلاء مستشفى الشفاء “خلال الساعة المقبلة”، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس في المستشفى.
وأضاف أنهم اتصلوا أيضا بمدير المستشفى محمد أبو سلمية، وأبلغوه بالتأكد من “إخلاء المرضى والجرحى والنازحين والطواقم الطبية، والتحرك سيرا على الأقدام نحو الواجهة البحرية”.
لكن الجيش الإسرائيلي نفى إصدار الأمر بالإخلاء قائلا إنه “استجاب لطلب المدير” بالسماح لمزيد من المدنيين بالمغادرة.
وبحسب أحمد المخللاتي، الطبيب في المستشفى، فإن “معظم الطاقم الطبي والمرضى غادروا” لكنه كان يقيم في الشفاء مع خمسة أطباء آخرين.
وقال مخللاتي على موقع X، تويتر سابقا، إنه على الرغم من أمر الإخلاء، فإن “العديد من المرضى لا يستطيعون مغادرة المستشفى لأنهم في أسرة العناية المركزة أو في حاضنات الأطفال”.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 2300 مريض وموظف ونازح فلسطيني كانوا يحتمون بمشفى الشفاء قبل دخول القوات الإسرائيلية إليه يوم الأربعاء.
وفرضت إسرائيل حصارا على غزة، وسمحت فقط بدخول قدر ضئيل من المساعدات من مصر، ولكنها منعت معظم شحنات الوقود بسبب مخاوف من أن حماس قد تحول الإمدادات لأغراض عسكرية.
دخلت أول شحنة من الوقود إلى غزة بعد أن رضخت حكومة الحرب الإسرائيلية لضغوط حليفتها الولايات المتحدة ووافقت على السماح بدخول ناقلتي وقود يوميا.
وانتهى انقطاع التيار الكهربائي الذي استمر يومين بسبب نقص الوقود بعد وصول أول شحنة من مصر في وقت متأخر من يوم الجمعة، لكن مسؤولي الأمم المتحدة واصلوا المطالبة بوقف إطلاق النار، محذرين من عدم وجود أي جزء آمن من غزة.
وقال مدير مستشفى ناصر في خان يونس إن غارة على مبنى سكني في جنوب غزة أسفرت عن مقتل 26 شخصا.
وقال عماد المباشر (45 عاما) لوكالة فرانس برس “كنت نائما وفوجئنا بالقصف. أسقطت 20 قنبلة على الأقل”.
وقالت زوجته صابرين موسى إنها “شاهدت أشلاء بشرية في كل مكان” وصرخت طلبا للمساعدة.
وقالت الأمم المتحدة إن إسرائيل وافقت على السماح بدخول 60 ألف لتر (16 ألف جالون) من الوقود يوميا من مصر اعتبارا من يوم السبت، لكنها حذرت من أن هذا لا يزيد قليلا عن ثلث ما هو مطلوب لاستمرار تشغيل المستشفيات ومرافق المياه والصرف الصحي.
وقال توماس وايت من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن إسرائيل “سمحت فقط بـ 50% من احتياجاتها اليومية من الوقود للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة”.
وقال كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط إن المزيد من شحنات الوقود و”التوقف الكبير” المحتمل في القتال يعتمدان على إطلاق سراح الرهائن.
وقال بريت ماكجورك خلال مؤتمر أمني في البحرين: “زيادة المساعدات الإنسانية وزيادة الوقود والتوقف المؤقت… ستأتي عندما يتم إطلاق سراح الرهائن”.
