المركبات بالقرب من منطقة أناند فيهار وسط ظروف جوية ضبابية، في نيودلهي، الأحد 5 نوفمبر 2023. وتدهور مؤشر جودة الهواء من 415 في الساعة 4 مساءً يوم السبت إلى 460 في الساعة 7 صباحًا يوم الأحد. الصورة: بي تي آي
مددت السلطات في العاصمة الهندية نيودلهي التي يخيم عليها الضباب الدخاني، اليوم الأحد، إغلاق المدارس الطارئة لمدة أسبوع، دون أي علامات على تحسن في مستويات التلوث الخانقة في المدينة الكبرى.
وفي كل خريف، تغطى نيودلهي بالضباب الدخاني اللاذع، ويُعزى السبب في المقام الأول إلى حرق المزارعين في الولايات الزراعية المجاورة.
وتُصنف المدينة بانتظام كواحدة من أكثر المدن تلوثًا على هذا الكوكب، حيث يُلقى باللوم على الضباب الدخاني السنوي في مئات الآلاف من الوفيات المبكرة كل عام.
وقال وزير التعليم في ولاية دلهي أتيشي على موقع X المعروف سابقًا باسم تويتر: “مع استمرار ارتفاع مستويات التلوث، ستبقى المدارس الابتدائية في دلهي مغلقة حتى 10 نوفمبر”.
وأضاف أتيشي، الذي يستخدم اسمًا واحدًا فقط، بعد أيام من ارتفاع مستويات التلوث، أن المدارس الثانوية “تم منحها خيار التحول إلى الفصول الدراسية عبر الإنترنت”.
صنفت العاصمة الهندية التي يبلغ عدد سكانها 30 مليون نسمة، مرة أخرى، الأحد، المدينة الأكثر تلوثا في العالم، وفقا لشركة المراقبة IQAir.
وتفرض ولاية دلهي سنويا قيودا على أنشطة البناء وتأمر بعض المركبات بالخروج من الطرق عندما يصل التلوث إلى مستويات خطيرة.
لكن المنتقدين يقولون إن الحكومات تتجاهل عمدا المصدر الزراعي الرئيسي لأزمة الصحة العامة.
ويشكل المزارعون في الدول المجاورة جماعة ضغط انتخابية قوية، وقد قاوم الزعماء المنتخبون منذ فترة طويلة الدعوات لفرض غرامات صارمة وإجراءات عقابية أخرى عليهم بسبب أفعالهم.
ومن المقرر أن تستضيف نيودلهي مباراة في كأس العالم للكريكيت يوم الاثنين بين سريلانكا وبنغلاديش.
لكن كلا الفريقين ألغيا الدورات التدريبية المقررة قبل المباراة في الأيام الأخيرة بسبب المخاطر الصحية الناجمة عن الضباب الدخاني.
ومن المتوقع أن تستمر مستويات الضباب الدخاني الشديدة لعدة أسابيع أخرى.
وصلت مستويات أخطر جزيئات PM2.5 – وهي صغيرة جدًا لدرجة أنها يمكن أن تدخل مجرى الدم – إلى 570 ميكروجرامًا لكل متر مكعب يوم الأحد وفقًا لشركة IQAir، أي ما يقرب من 40 ضعف الحد الأقصى اليومي الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية.
وأرجعت دراسة لانسيت في عام 2020 1.67 مليون حالة وفاة إلى تلوث الهواء في الهند خلال العام السابق، بما في ذلك ما يقرب من 17500 في العاصمة.
ويمكن أن يموت المواطن العادي في المدينة قبل 12 عامًا تقريبًا من المتوقع بسبب تلوث الهواء، وفقًا لتقرير صدر في أغسطس عن معهد سياسات الطاقة بجامعة شيكاغو.
وتعتمد الهند بشكل كبير على الفحم الملوث لتوليد الطاقة، وتقاوم الدعوات للتخلص التدريجي منه، وقد ارتفع نصيب الفرد من انبعاثات الفحم بنسبة 29% في السنوات السبع الماضية.
