بدأ مجلس ويفرلي البلدي في أستراليا عملية أرشفة وتوثيق واسعة النطاق للرسائل والهدايا التذكارية التي غمرت موقع النصب التذكاري المؤقت في سيدني بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسًا يهوديًا. وتعتبر هذه العملية بمثابة جهد تاريخي للحفاظ على الرسائل التعزية وتراثها العاطفي، وذلك بالتعاون مع متحف سيدني اليهودي والجمعية التاريخية اليهودية الأسترالية.
تم تفكيك النصب التذكاري في ساحة بوند في سيدني، حيث تدفق آلاف الأشخاص لتقديم تعازيهم بعد الهجوم المأساوي. وقد حشد المنظمون فريقًا من 30 متطوعًا للبدء في فرز وتصنيف المواد التذكارية المتنوعة، والتي تعكس مشاعر الحزن والتضامن من مختلف أنحاء العالم.
أهمية أرشفة الرسائل التعزية
تأتي هذه الخطوة في إطار جهود أوسع للحفاظ على الذاكرة الجماعية للأمة، وتوثيق ردود الفعل العاطفية على الأحداث المؤلمة. وفقًا لمسؤولي مجلس ويفرلي، فإن أرشفة هذه الرسائل ليست مجرد واجب أخلاقي، بل هي أيضًا مسؤولية تاريخية تجاه الأجيال القادمة.
تنوع الرسائل والتعازي
أفادت شانون بيدرمان، كبيرة أمناء المتحف، أن حجم وتنوع المواد التذكارية كان مذهلاً. تضمنت الرسائل تعازي من الجاليات الباكستانية واليابانية، بالإضافة إلى عشرات الدول الأخرى، مكتوبة بلغات متعددة مثل الماندرين والإسبانية واليابانية. كما تلقت الطفلة ماتيلدا، وهي إحدى الضحايا، مئات الرسائل الشخصية.
لم تقتصر المواد التذكارية على الرسائل فحسب، بل شملت أيضًا أكاليل الزهور، ودمى الأطفال، والأحجار المزخرفة، والشموع، وشمعدانات الحانوكيا التقليدية. يعكس هذا التنوع الثقافي العميق مدى تأثير الهجوم على مختلف المجتمعات والأفراد.
عملية الأرشفة والتوثيق
تتضمن خطة الحفظ نقل الأزهار الصالحة إلى مستودع متخصص لاستخدامها في عمل فني دائم. في الوقت نفسه، يتم تصوير البطاقات والرسائل وتفهرسها رقميًا، وسيتم إتاحة جزء منها عبر الإنترنت للجمهور. أما القطع المادية، فسيتم نقلها إلى مخازن المتحف للحفاظ عليها على المدى الطويل.
وتقدر بيدرمان أن المشروع قد يستغرق ما يصل إلى سنة كاملة لإكماله، مشددة على الأهمية التاريخية لتوثيق هذه اللحظة الفارقة في تاريخ أستراليا. وتشير التقديرات الأولية إلى أن حجم المواد التذكارية يتطلب جهدًا كبيرًا لضمان حفظها بشكل صحيح.
التخلص من المواد الذابلة وتوزيع التبرعات
أعلن مجلس ويفرلي أنه سيتم التخلص من الأزهار الذابلة باحترام، مع مراعاة الاعتبارات البيئية. بالإضافة إلى ذلك، سيتم توزيع الألعاب على المؤسسات الخيرية التي تعمل مع الأطفال المحتاجين. أما بالنسبة للرسائل، فسيتم الاحتفاظ بها أو إعادة تدويرها بعد التشاور مع الجهات المعنية.
ويجري حاليًا التشاور حول تصميم النصب الدائم الذي سيحل محل النصب التذكاري المؤقت. يهدف هذا النصب إلى أن يكون مكانًا دائمًا للتأمل والتذكر، وتكريمًا لضحايا الهجوم.
وتؤكد بيدرمان أن كل قطعة من المواد التذكارية يتم التعامل معها بأقصى درجات التوقير والاحترام. وتأمل أن تدرك العائلات أن إرث أحبائهم سيُحفظ، وأن ذكراهم ستظل محفورة في الذاكرة الجماعية للأمة. وتعتبر هذه العملية جزءًا من جهود أوسع لتعزيز التسامح والتفاهم بين المجتمعات المختلفة.
من المتوقع أن يعلن مجلس ويفرلي عن تفاصيل تصميم النصب الدائم في الأشهر القادمة. في الوقت الحالي، يركز الفريق على إكمال عملية الأرشفة والتوثيق، وضمان حفظ هذه الرسائل التعزية الثمينة للأجيال القادمة. وستظل عملية تقييم حجم التبرعات المادية وتحديد أفضل السبل لتوزيعها مستمرة حتى نهاية العام.
المصدر: news.com.au