أثارت وثائق حديثة مخاوف بشأن استجابة شركة سبيس إكس لحادثة انفجار مركبتها الفضائية “ستارشيب” في يناير الماضي، حيث كشفت عن تأخر في الإبلاغ عن الحادثة لإدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA). هذا التأخير في الإبلاغ عن حطام فضائي أثار تساؤلات حول سلامة المجال الجوي وتعامل الشركات الخاصة مع الحوادث المتعلقة بالإطلاق.
وقع الحادث خلال الإطلاق التجريبي السابع لـ “ستارشيب” من قاعدة ستار بيس في تكساس. ووفقًا للوثائق، لم تُبلغ سبيس إكس إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية فورًا عبر القنوات الرسمية، على الرغم من أن ذلك إلزامي لضمان سلامة الطيران. وقد أدى هذا التأخير إلى تعريض سلامة مئات الركاب للخطر.
مخاطر حطام فضائي وتأثيره على سلامة الطيران
تشير التقارير إلى أن ثلاثة طائرات، تحمل على متنها حوالي 450 شخصًا، كانت تطير بالقرب من منطقة الحطام المحتملة في ذلك الوقت. أبلغ مراقبو الحركة الجوية طاقم إحدى الطائرات بأنهم يتحملون المسؤولية الكاملة عن الطيران فوق المنطقة، مما يعكس خطورة الوضع.
تأخر الإبلاغ وتداعياته
علم مراقبو الحركة الجوية في ميامي بالحادث من خلال تقارير الطيارين الذين شاهدوا الحطام المتساقط، وليس من خلال الإبلاغ الرسمي من سبيس إكس. وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، أدى ذلك إلى زيادة أعباء العمل على المراقبين، مما خلق “خطرًا جسيمًا محتملًا على السلامة”.
وقد اضطر مراقبو الحركة الجوية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإبعاد الطائرات عن مسار الحطام، وفي بعض الحالات، تدخلوا لتجنب الاصطدام بين طائرتين كانتا تقتربان من بعضهما البعض بشكل خطير. كما أفاد بعض الطيار والركاب عن رؤية حطام مشتعل يتساقط من أجزاء المركبة الفضائية.
تحقيق إدارة الطيران الفيدرالية
في أعقاب الحادث، شكلت إدارة الطيران الفيدرالية لجنة خبراء في فبراير لمراجعة الإجراءات المتعلقة بمكافحة مخاطر الحطام الفضائي. ومع ذلك، توقفت المراجعة في أغسطس، مع إعلان الإدارة أنها نفذت معظم التوصيات وأنها بحاجة إلى مزيد من التشاور مع خبراء إضافيين، بما في ذلك خبراء دوليين.
يأتي هذا الحادث في وقت تتزايد فيه عمليات الإطلاق الفضائي التجارية، مما يزيد من احتمالية حدوث حوادث مماثلة. وتشكل إدارة المخاطر المرتبطة بـ الحطام الفضائي تحديًا متزايدًا لوكالات تنظيم الطيران في جميع أنحاء العالم.
تفسير سبيس إكس للحادث
صرح إيلون ماسك، مالك شركة سبيس إكس، بأن سبب تحطم “ستارشيب” يعود إلى تسرب في نظام الأكسجين أو الوقود. ومع ذلك، عاد معزز الصاروخ “سوبر هيفي” بنجاح إلى منصة الإطلاق، مما يشير إلى أن بعض جوانب المهمة كانت ناجحة.
تعتبر هذه الحادثة بمثابة تذكير بأهمية الالتزام الصارم بإجراءات السلامة والإبلاغ الفوري عن أي حوادث تتعلق بالإطلاق. كما تسلط الضوء على الحاجة إلى تطوير بروتوكولات أكثر فعالية لإدارة مخاطر الحطام الفضائي وحماية سلامة المجال الجوي.
بالإضافة إلى ذلك، يثير الحادث تساؤلات حول مدى كفاية اللوائح الحالية التي تحكم عمليات الإطلاق الفضائي التجارية. قد تحتاج إدارة الطيران الفيدرالية إلى إعادة تقييم هذه اللوائح لضمان أنها تتناسب مع التطورات السريعة في صناعة الفضاء.
من المتوقع أن تستمر إدارة الطيران الفيدرالية في مراجعة إجراءاتها المتعلقة بالحطام الفضائي، ومن المحتمل أن تصدر توصيات جديدة في المستقبل القريب. كما من المتوقع أن تواصل سبيس إكس تطوير “ستارشيب” وإجراء المزيد من الاختبارات، مع التركيز على تحسين السلامة والموثوقية. يبقى من غير الواضح متى سيتم استئناف عمليات الإطلاق التجريبية، لكن من المؤكد أن أي إطلاق مستقبلي سيخضع لتدقيق دقيق من قبل إدارة الطيران الفيدرالية.