يتزايد الضغط الدولي للإفراج عن الجنرال الصربي السابق راتكو ملاديتش، المحكوم بالسجن المؤبد، وذلك على خلفية تدهور حالته الصحية والمطالبات الروسية الصربية المشتركة. يأتي هذا التطور بعد طلب رسمي قدمته روسيا إلى الأمم المتحدة لإعادة النظر في وضعه، مع التركيز على ضرورة توفير رعاية طبية مناسبة أو نقله إلى صربيا لقضاء ما تبقى من محكوميته.
أكد نجل ملاديتش، ميلان ملاديتش، أن والده يعاني من تدهور صحي مستمر، وأن العائلة تواصل زياراته في لاهاي لتقديم الدعم النفسي. وشدد على أن المحكمة الدولية ملزمة بالرد على طلب الإفراج أو نقل والده، معتبراً أن تجاهل هذا الطلب سيكون بمثابة إهانة لروسيا وصربيا.
الوضع الصحي لـ راتكو ملاديتش والضغط الدولي للإفراج عنه
تأتي هذه المطالبات في وقت يشكو فيه دفاع ملاديتش من عدم حصوله على رعاية طبية كافية، ويطالبون بفحصه من قبل أطباء روس متخصصين. وكانت الآلية الدولية قد رفضت سابقاً طلباً للإفراج عنه لمدة قصيرة لحضور جنازة أحد أقاربه، مما زاد من قلق العائلة بشأن حالته الصحية.
المطالب الروسية والصربية
قدمت نائبة الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، ماريا زابولوتسكايا، خلال جلسة لمجلس الأمن في العاشر من ديسمبر الجاري، طلباً رسمياً لإعادة النظر في وضع ملاديتش. وطالبت إما بنقله إلى صربيا لقضاء ما تبقى من محكوميته، أو الإفراج عنه مبكراً لأسباب إنسانية، لتمكينه من تلقي رعاية تلطيفية شاملة.
وتشترك روسيا وصربيا في الرأي بأن ملاديتش يحتاج إلى رعاية طبية متخصصة لا يمكن توفيرها بشكل كافٍ في السجن. وتعتبر صربيا أن استمرار احتجاز ملاديتش يضر بالعلاقات بين البلدين.
خلفية قضية راتكو ملاديتش
حكم على راتكو ملاديتش، القائد السابق لجيش صرب البوسنة خلال حرب البوسنة (1992-1995)، بالسجن المؤبد في عام 2017 من قبل المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة. أيدت محكمة الاستئناف هذا الحكم في يونيو 2021، بعد إدانته بعشر تهم، بما في ذلك الإبادة الجماعية في سربرنيتسا عام 1995 وجرائم حرب أخرى.
تعتبر قضية ملاديتش من أكثر القضايا حساسية في منطقة البلقان، حيث يرى الكثيرون أنه رمز للجرائم التي ارتكبت خلال حرب البوسنة. في المقابل، يعتبره البعض في صربيا ضحية سياسية.
ردود الفعل المحتملة وتطورات مستقبلية
تنتظر العائلة الروسية والصربية رد المحكمة الدولية على طلب الإفراج أو نقل ملاديتش. من المتوقع أن ترد رئيسة المحكمة، غراسييلا غاتي سانتانا، كتابياً أو شفوياً على هذا الطلب خلال الجلسات القادمة.
ومع ذلك، من غير الواضح ما إذا كانت المحكمة ستستجيب للطلب، خاصة وأنها أيدت سابقاً حكم السجن المؤبد. يعتمد القرار النهائي على تقييم المحكمة للحالة الصحية لملاديتش، وعلى الاعتبارات السياسية والقانونية المتعلقة بالقضية.
من المرجح أن تستمر روسيا وصربيا في الضغط على المحكمة الدولية للإفراج عن ملاديتش أو نقله إلى صربيا. وستراقب الأوساط الدولية عن كثب تطورات هذه القضية، التي قد يكون لها تداعيات على العلاقات بين الدول المعنية وعلى الاستقرار في منطقة البلقان.
المصدر: نوفوستي