Connect with us

Hi, what are you looking for?

دولي

فرنسا.. هجوم سيبراني يشل البريد في ذروة عيد الميلاد

شهدت شركة البريد الفرنسية (La Poste) يوم الاثنين هجوماً إلكترونياً واسع النطاق من نوع حجب الخدمة الموزعة (DDoS)، مما أدى إلى تعطيل خدماتها عبر الإنترنت وتأخير توصيل الطرود في ذروة موسم الأعياد. وتأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد الهجمات السيبرانية التي تستهدف البنية التحتية الفرنسية الحيوية، بما في ذلك القطاعات الحكومية والمصرفية.

بدأ الهجوم في وقت مبكر من يوم الاثنين واستمر لأكثر من ثماني ساعات قبل أن تتمكن الشركة من استعادة بعض الخدمات. ولم يتم الإبلاغ عن أي اختراق لبيانات العملاء، لكن الهجوم أثر بشكل كبير على العمليات اللوجستية للشركة، خاصة مع ارتفاع حجم الشحنات خلال فترة الأعياد. وتعمل السلطات الفرنسية على التحقيق في مصدر الهجوم وتحديد الجهة المسؤولة.

هجوم DDoS يستهدف شركة البريد الفرنسية

وفقًا لبيان صادر عن شركة La Poste، فإن الهجوم من نوع DDoS تسبب في إغراق خوادمها بطلبات وهمية، مما جعل مواقعها الإلكترونية وتطبيقاتها غير متاحة للمستخدمين. أدى هذا إلى تعطيل خدمات تتبع الطرود، وإدارة الحسابات، وخدمات أخرى تعتمد على الاتصال بالإنترنت.

تأثير الهجوم على الخدمات المصرفية

لم يقتصر تأثير الهجوم على خدمات البريد فقط، بل امتد ليشمل الذراع المصرفية لشركة La Poste، La Banque Postale. واجه عملاء البنك صعوبات في استخدام التطبيق لإجراء المدفوعات أو الوصول إلى الخدمات المصرفية الأخرى. وقد اضطر البنك إلى تحويل عمليات التحقق من الهوية إلى الرسائل النصية كحل بديل مؤقت.

أعلنت La Banque Postale عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنها تعمل على معالجة المشكلة بأسرع ما يمكن، مؤكدة على حشد فرقها التقنية لحل المشكلة.

تصاعد الهجمات السيبرانية في فرنسا

يأتي هذا الهجوم في أعقاب سلسلة من الحوادث السيبرانية التي استهدفت فرنسا في الأسابيع الأخيرة. فقد تعرضت وزارة الداخلية الفرنسية لهجوم إلكتروني قبل أسبوع، مما أدى إلى سرقة عشرات الملفات الحساسة، بما في ذلك بيانات تتعلق بسجلات الشرطة والأشخاص المطلوبين. وألقى وزير الداخلية لوران نونيز باللوم على “الإهمال” في الوزارة، فيما ذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أنه تم اعتقال شاب يبلغ من العمر 22 عامًا على صلة بالحادث.

بالإضافة إلى ذلك، يجري جهاز مكافحة التجسس الفرنسي تحقيقًا في مؤامرة مُشتبه بها تتعلق بهجوم إلكتروني محتمل على أنظمة حاسوب عبّارات دولية. وقد تم احتجاز أحد أفراد الطاقم اللاتفيين بتهمة العمل لصالح جهة أجنبية لم يتم الكشف عن هويتها.

وتشير هذه الحوادث إلى زيادة في وتيرة الهجمات السيبرانية التي تستهدف البنية التحتية الفرنسية، مما يثير مخاوف بشأن الأمن السيبراني للبلاد. وتعتبر الهجمات من نوع DDoS من بين أكثر أنواع الهجمات شيوعًا، حيث تهدف إلى تعطيل الخدمات عبر الإنترنت عن طريق إغراق الخوادم بطلبات وهمية.

وتواجه الشركات والمؤسسات الحكومية تحديات متزايدة في حماية أنظمتها من هذه الهجمات، حيث يتطلب ذلك استثمارات كبيرة في الأمن السيبراني وتدريب الموظفين على أفضل الممارسات الأمنية. كما أن التعاون الدولي ضروري لمكافحة الجرائم السيبرانية وتحديد الجهات المسؤولة عن هذه الهجمات.

تعتبر شركة La Poste من بين أكبر شركات البريد في أوروبا، حيث قامت بتسليم 2.6 مليار طرد العام الماضي وتوظف أكثر من 200 ألف شخص. ويؤكد هذا الهجوم على أهمية حماية البنية التحتية الحيوية من الهجمات السيبرانية، خاصة في ظل الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا في جميع جوانب الحياة.

يجري الادعاء العام في باريس تحقيقًا في الهجوم على La Poste، ولم يتم الإعلان عن أي نتائج حتى الآن. من المتوقع أن يستغرق التحقيق بعض الوقت لتحديد مصدر الهجوم والجهة المسؤولة. وفي الوقت الحالي، تركز الشركة على استعادة خدماتها بشكل كامل وتقوية أنظمتها الأمنية لمنع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل.

من المهم متابعة تطورات هذا التحقيق، بالإضافة إلى الجهود التي تبذلها الحكومة الفرنسية لتعزيز الأمن السيبراني في البلاد. كما يجب على الشركات والمؤسسات الأخرى اتخاذ خطوات استباقية لحماية أنظمتها من الهجمات السيبرانية، بما في ذلك إجراء تقييمات منتظمة للمخاطر وتنفيذ تدابير أمنية قوية.

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة