نقش باللغة العربية ترك على لوح خرساني من مبنى مدمر يقول “الأطفال ما زالوا تحت الأنقاض، عمر، عبد الله، الماسة”، في رفح بجنوب قطاع غزة، في 10 ديسمبر 2023. — AFP
ويقول أقاربهم إن أسماء عمر وعبد الله وماسة مكتوبة بالطلاء الأحمر على أحد الجدران المنهارة، تشير إلى المكان الذي دفن فيه الأطفال الثلاثة أحياء في غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة في نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال محمد أبو عويضة، عم الأطفال المفقودين، إنه يزور أنقاض المنزل في رفح كل يوم “على أمل أن يتمكن أحد من انتشال جثثهم أو إلقاء نظرة أخيرة على رفاتهم”.
وقال أبو عويضة “ندعو الله أن نتمكن من إخراجهم ورؤيتهم”. وقال إنهم كانوا من بين 16 طفلاً قتلوا في الغارة ذلك اليوم، وكان أحدهم ابنه البالغ من العمر 18 شهرًا، والذي تم انتشال جثته.
والأطفال الثلاثة هم من بين آلاف الفلسطينيين الذين تقول السلطات في غزة التي تديرها حماس إنهم ما زالوا في عداد المفقودين بعد 100 يوم من الحرب، مما يشير إلى أن عدد الضحايا قد يكون أعلى بكثير من ما يقرب من 24000 حالة وفاة سجلتها السلطات الصحية في غزة.
وكانت الحرب، التي بدأت في السابع من أكتوبر عندما اقتحم مقاتلو حماس إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف 240 آخرين، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية، هي الأكثر دموية منذ عقود من الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقدرت السلطات الصحية في غزة أن حوالي 40% من القتلى المؤكدين تقل أعمارهم عن 18 عامًا.
وقال أبو عويضة إن ابنه “استشهد أثناء نومه” بعد أن وضعه في السرير، متسائلا عما فعله الرضيع ليستحق هذا المصير.
وكانت الأرض مغطاة بقطع من البناء والمعدن الملتوي أثناء زيارته مع ابنته الصغيرة.
زياد منصور، أحد جيران عائلة أبو عويضة، يجلس بجوار كتابة مرسومة على الحائط وسط أنقاض منزل العائلة الذي دمر في غارة إسرائيلية قاتلة. – رويترز
“لم يبق لدينا شيء، المنزل ذهب كله، كان هذا عمل والدي، أمضى 40-50 عاما في بنائه واختفى في ثانية، كل ذلك، أصبح ذكرى، تاريخا، دون سابق إنذار”. قال.
وقد اضطر جميع سكان غزة تقريباً – 2.3 مليون نسمة – إلى الفرار من منازلهم خلال الهجوم الإسرائيلي الذي أدى إلى تدمير القطاع.
وقال خالد أبو عويضة، وهو قريب آخر، إن ابنه إيهاب وستة أحفاد كانوا من بين أفراد الأسرة الذين قتلوا في الغارة. وأضاف أن اثنين من هؤلاء الأحفاد – عبد الله وماسة – كانا من بين الأطفال الثلاثة الذين ما زالوا في عداد المفقودين.
وأضاف: “نريد إخراج هؤلاء الأطفال الثلاثة من تحت الأنقاض ودفنهم كالبشر”.
ويتذكر زياد منصور، أحد الجيران، كيف كان يشاهد من شرفته أطفال أبو عويضة وهم يلعبون. وأضاف: “لقد اختفوا في غمضة عين”. “إنهم يأتون إلى هنا كل يوم… على أمل أن يتمكنوا من إخراجهم ودفنهم، وهم يعلمون جيدًا أنهم مع الله”.
وقال محمد المغير، من الدفاع المدني في غزة، إن السكان يتصلون لطلب المساعدة في إخراج الأطفال من تحت الأنقاض، بما في ذلك من مناطق في شمال غزة يصعب الوصول إليها بسبب العمليات العسكرية.
وأضاف أن عمال الإنقاذ واجهوا صعوبات من بينها التأثير النفسي لانتشال الجثث، خاصة “الأشخاص الذين ظلوا تحت الأنقاض لأكثر من شهرين”.
وأضاف “علاوة على ذلك، فإننا نعاني من محدودية الموارد، خاصة مع خلل في الآليات والجرافات”. — رويترز