أقارب الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في هجوم غزة يرفعون صورهم أثناء الإدلاء ببيان لوسائل الإعلام في تل أبيب. – وكالة فرانس برس
التقى رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي برئيس الوزراء القطري في أوروبا في وقت متأخر من مساء الجمعة، بحسب مصدر مطلع، مع تحول الاهتمام إلى هدنة جديدة محتملة في غزة واتفاق بشأن الأسرى والرهائن.
وقصفت إسرائيل أهدافا في أنحاء قطاع غزة يوم السبت لكن مصدرين أمنيين مصريين قالا إن المسؤولين الإسرائيليين يبدون الآن أكثر استعدادا للعمل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل سجناء فلسطينيين مقابل رهائن إسرائيليين تحتجزهم حماس.
يبدو أن اللقاء بين ديفيد بارنيا ورئيس الوزراء محمد بن عبد الرحمن آل ثاني هو الأول بين مسؤولين كبار من إسرائيل وقطر، التي تعمل كوسيط، منذ انهيار وقف إطلاق النار الذي استمر سبعة أيام في أواخر نوفمبر.
وجاءت أنباء الاجتماع بعد أن قتلت القوات الإسرائيلية عن طريق الخطأ ثلاثة رهائن احتجزتهم حماس في غزة يوم الجمعة، مما زاد الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإيجاد طريقة لتأمين إطلاق سراح أكثر من 100 آخرين محتجزين.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن الرهائن الذين قُتلوا كانوا يحملون علمًا أبيض، وفقًا لتحقيق أولي.
وقال مكتب نتنياهو إنه سيعقد مؤتمرا صحفيا متلفزا مع وزير الدفاع يوآف جالانت في وقت لاحق.
وتصاعدت حدة القتال في الأسبوعين الماضيين منذ انهيار الهدنة التي سمحت بالإفراج عن عشرات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين في إسرائيل.
قصفت القوات الإسرائيلية أهدافا في أنحاء قطاع غزة يوم السبت، بما في ذلك مبنى جمعية الشبان المسيحية المزدحم، حيث وردت أنباء عن مقتل أو جرح العشرات من الفلسطينيين، على الرغم من الدعوة الأمريكية المتجددة لتقليص الحملة والتركيز على قادة حماس.
قالت سلطات الكنيسة الكاثوليكية إن امرأتين مسيحيتين لجأتا إلى مجمع كنيسة في غزة قتلتا بالرصاص على يد جندي إسرائيلي. وأصيب سبعة أشخاص آخرين بالرصاص. ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي.
وفي خان يونس بجنوب غزة، قال مسؤولو صحة فلسطينيون إن مستشفى ناصر استقبل 20 فلسطينيا قتلوا في غارات جوية خلال الليل، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، بينهم نساء وأطفال.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون أيضًا إن الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة في الشمال أصابت مقر جمعية الشبان المسيحية، الذي يؤوي مئات النازحين، وتحدث عن سقوط عدة قتلى وجرحى.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه “يعمل على تفكيك القدرات العسكرية والإدارية لحماس”.
وقالت وكالة وفا الرسمية للأنباء إن ما لا يقل عن 36 شخصا قتلوا في غارات على ثلاثة منازل في مخيم جباليا للاجئين، وهو ما لم يتمكن مسؤولو الصحة من تأكيده.
ويعتقد عمال الإنقاذ أن بعض الضحايا ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض في بعض تلك المناطق.
وأفاد سكان غزة عن قتال عنيف خلال الليل.
وقال أحمد (45 عاما) وهو كهربائي وأب لستة أطفال لرويترز من ملجأ بوسط غزة “قطاع غزة تحول إلى كرة من النار بين عشية وضحاها وكنا نسمع دوي انفجارات وطلقات نارية من كل الاتجاهات.”
وقال محمد (40 عاما) وهو من سكان خان يونس وانتقل إلى مدينة رفح الجنوبية بعد أوامر الإخلاء الإسرائيلية لرويترز عبر الهاتف: “نريد وقفا كاملا لإطلاق النار ونهاية للحرب وليس هدنة إنسانية”.
وقال مسؤولون أمريكيون إن مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن، جيك سوليفان، حث إسرائيل على تقليص حملتها في غزة والانتقال إلى عمليات أكثر استهدافا ضد قادة حماس.
وأكد المسؤولون الإسرائيليون علناً أنهم سيواصلون الحرب حتى يتم القضاء على حماس. وبدا أن واشنطن تعترف بالخلاف، حيث قال سوليفان إن التوقيت يخضع “لمناقشات مكثفة” بين الحلفاء.
وقال المسؤول إن الرهائن الثلاثة قُتلوا في منطقة قتال عنيف حيث يعمل نشطاء حماس بزي مدني ويستخدمون أساليب الخداع، ولكن تم إطلاق النار على الرهائن بشكل مخالف لقواعد الاشتباك الإسرائيلية.
وتعتقد إسرائيل، التي قالت إنها انتشلت جثث ثلاثة رهائن آخرين قتلتهم حماس، أن نحو 20 من بين أكثر من 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة قد لقوا حتفهم.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم السبت إنه قصف مبنى في جباليا من الجو بعد أن تعرضت قواته لإطلاق نار وشوهد نشطاء من حماس على السطح. ولم يتضح ما إذا كان المبنى من بين المباني التي قالت وفا إنها تعرضت للقصف.
وقال الجيش أيضا إنه قتل مسلحين تحصنوا في مبنيين مدرسيين في مدينة غزة وداهم شققا سكنية مليئة بالأسلحة في خان يونس وكشف عما وصفه بالبنية التحتية تحت الأرض التي تستخدمها حماس.
وقالت سميرة، 40 عاماً، وهي أم لأربعة أطفال، نازحة في رفح بالقرب من الحدود الجنوبية مع مصر: “كل يوم يزداد الوضع سوءاً. الغذاء يقل، والمياه تزداد سوءاً، والموت والخوف والدمار يزداد”.
