المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يتحدث خلال اجتماع مع الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان وحكومته في طهران، إيران، في 27 أغسطس 2024. — رويترز
قالت مصادر لرويترز إن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي نُقل إلى مكان آمن داخل إيران وسط إجراءات أمنية مشددة، بعد يوم من قتل إسرائيل زعيم جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران في ضربة على بيروت. إن هذه الخطوة لحماية أكبر صانع قرار في إيران هي أحدث إظهار للتوتر من قبل السلطات الإيرانية حيث شنت إسرائيل سلسلة من الهجمات المدمرة على حزب الله، حليف إيران الأفضل تسليحا والأكثر تجهيزا في المنطقة.
وذكرت رويترز هذا الشهر أن الحرس الثوري الإيراني، الحارس الأيديولوجي للجمهورية الإسلامية، أمر جميع أعضائه بالتوقف عن استخدام أي نوع من أجهزة الاتصال بعد انفجار الآلاف من أجهزة الاستدعاء وأجهزة الاتصال اللاسلكي التي يستخدمها حزب الله.
ويقول لبنان وحزب الله إن إسرائيل كانت وراء الهجمات بأجهزة النداء واللاسلكي. ولم تنفي إسرائيل أو تؤكد تورطها.
وقال المسؤولان الإقليميان اللذان أطلعتهما طهران على إفادتهما لرويترز إن خامنئي نُقل إلى مكان آمن، إن إيران على اتصال بحزب الله وجماعات إقليمية أخرى بالوكالة لتحديد الخطوة التالية بعد مقتل نصر الله.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية يوم السبت أنه بالإضافة إلى مقتل نصر الله، أدت الضربات الإسرائيلية يوم الجمعة على بيروت إلى مقتل نائب قائد الحرس الثوري عباس نيلفوروشان. كما قُتل قادة آخرون في الحرس الثوري منذ اندلاع حرب غزة العام الماضي واندلع العنف في أماكن أخرى.
وأصدر خامنئي بيانا في وقت لاحق من يوم السبت، عقب إعلان إسرائيل مقتل نصر الله، قائلا: “إن مصير هذه المنطقة ستحدده قوى المقاومة وفي مقدمتها حزب الله”.
وقال في بيان منفصل، أعلن فيه الحداد لمدة خمسة أيام على وفاة نصر الله، “دماء الشهيد لن تذهب سدى”.
ويشكل مقتل نصر الله ضربة كبيرة لإيران، حيث يزيل حليفاً مؤثراً ساعد في بناء حزب الله ليصبح محور كوكبة الجماعات المتحالفة مع طهران في العالم العربي. وتمتد شبكة حلفاء إيران الإقليميين، المعروفة باسم “محور المقاومة”، من حزب الله في لبنان إلى حماس في غزة والميليشيات المدعومة من إيران في العراق والحوثيين في اليمن. وتخوض حماس حربا مع إسرائيل منذ عام تقريبا، منذ أن اقتحم مقاتلوها إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وفي الوقت نفسه، أطلق الحوثيون صواريخ على إسرائيل وعلى السفن المبحرة في خليج عدن والبحر الأحمر على طول الساحل اليمني. .
وقد انخرط حزب الله في تبادل إطلاق النار عبر الحدود اللبنانية طوال حرب غزة، وقال مراراً وتكراراً إنه لن يتوقف حتى يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة.
وبعد ضربات البيجر وأجهزة الاتصال اللاسلكي، قال مسؤول أمني إيراني لرويترز إن الحرس الثوري ينفذ عملية واسعة النطاق لتفتيش جميع أجهزة الاتصالات. وقال إن معظم هذه الأجهزة إما محلية الصنع أو مستوردة من الصين وروسيا.
وقال المسؤول إن إيران تشعر بالقلق إزاء تسلل عملاء إسرائيليين، بما في ذلك الإيرانيون الذين يتقاضون رواتبهم من إسرائيل، وقد بدأ بالفعل تحقيق شامل مع الأفراد، يستهدف أعضاء رفيعي المستوى ومتوسطين في الحرس الثوري.
وفي بيان آخر يوم السبت، قال الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان إن الولايات المتحدة لعبت دورا في مقتل نصر الله كمورد أسلحة لإسرائيل.
وقال في البيان الذي نقلته وسائل الإعلام الرسمية: “لا يمكن للأمريكيين أن ينكروا تواطؤهم مع الصهاينة”.