Connect with us

Hi, what are you looking for?

دولي

منظمة الصحة العالمية: تعاطي الكحول يتسبب في حوالي 800 ألف وفاة في أوروبا

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الكحول يشكل تهديدًا صحيًا كبيرًا على مستوى العالم، خاصةً في منطقة أوروبا التي تشهد أعلى معدلات استهلاكه. وأكدت المنظمة في بيان لها أن الكحول هو عامل مساهم رئيسي في الإصابات والوفيات التي يمكن الوقاية منها، بالإضافة إلى دوره المتزايد في الإصابة بالأمراض المزمنة والخطيرة مثل السرطان.

وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، يتسبب استهلاك الكحول في حوالي 800 ألف حالة وفاة سنويًا في أوروبا، وهو ما يعادل وفاة شخص واحد من بين كل أحد عشر شخصًا بسبب تعاطي الكحول. وتأتي هذه التحذيرات في ظل تزايد المخاوف بشأن الآثار الصحية والاجتماعية طويلة الأمد المرتبطة بتناول المشروبات الكحولية.

مخاطر الكحول على الصحة: أكثر من مجرد صداع

لا يقتصر ضرر الكحول على السكر أو الشعور بالدوار، بل هو مادة سامة تؤثر بشكل مباشر على الحمض النووي وتزيد من خطر الإصابة بأنواع متعددة من السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والقولون والكبد. بالإضافة إلى ذلك، يضعف الكحول القدرة على اتخاذ القرارات السليمة والتحكم في النفس، مما يؤدي إلى زيادة احتمالية الحوادث والإصابات.

تأثير الكحول على الشباب

يشكل إدمان الكحول خطرًا خاصًا على الشباب، حيث يمكن أن يؤدي إلى إعاقات جسدية وعقلية، بالإضافة إلى الوفاة المبكرة. وفقًا لدراسات حديثة، يبدأ العديد من الشباب في تجربة الكحول في سن مبكرة، مما يزيد من خطر تطور مشاكل الإدمان في المستقبل. كما أن تعاطي الكحول في سن المراهقة يمكن أن يعيق النمو الطبيعي للدماغ.

الكحول والأمراض غير المعدية

أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن الكحول يساهم في تفاقم العديد من الأمراض غير المعدية، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري. وبينما قد يعتقد البعض أن تناول كميات معتدلة من الكحول يمكن أن يكون له فوائد صحية، إلا أن الأدلة العلمية لا تدعم هذا الاعتقاد بشكل قاطع. بل على العكس، تشير الأبحاث إلى أن أي كمية من الكحول يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بهذه الأمراض.

الوقاية من أضرار الكحول تتطلب جهودًا متضافرة على جميع المستويات، بدءًا من الأفراد وصولًا إلى الحكومات والمؤسسات الصحية. يجب على الحكومات اتخاذ تدابير فعالة للحد من استهلاك الكحول، مثل زيادة الضرائب على المشروبات الكحولية، وتقييد الإعلان عنها، وتشديد القوانين المتعلقة بقيادة المركبات تحت تأثير الكحول.

بالإضافة إلى ذلك، يجب توعية الجمهور بمخاطر الكحول وتقديم الدعم اللازم للأشخاص الذين يعانون من مشاكل الإدمان. وتشمل هذه التدابير توفير خدمات العلاج النفسي والاجتماعي، بالإضافة إلى برامج إعادة التأهيل التي تساعد الأفراد على التغلب على الإدمان والعودة إلى حياة صحية ومنتجة.

وفي سياق متصل، صرح عالم النفس أليكسي كازانتسيف بأن الكحول يعتبر سلاحًا فتاكًا للجسم، مؤكدًا على أن الجميع يدركون أضراره، لكن الإقلاع عنه يمثل تحديًا كبيرًا للعديد من الأشخاص. وأضاف أن الإدمان على الكحول غالبًا ما يكون مرتبطًا بمشاكل نفسية واجتماعية أعمق تتطلب تدخلًا متخصصًا.

من المتوقع أن تستمر منظمة الصحة العالمية في مراقبة الوضع وتقييم فعالية التدابير المتخذة للحد من استهلاك الكحول. كما أنها تخطط لإطلاق حملات توعية جديدة تهدف إلى تثقيف الجمهور حول مخاطر الكحول وتشجيعهم على اتخاذ خيارات صحية. وستعتمد الجهود المستقبلية على جمع وتحليل البيانات المتعلقة باستهلاك الكحول وتأثيره على الصحة العامة، بالإضافة إلى التعاون مع الحكومات والمنظمات غير الحكومية لتنفيذ برامج وقائية فعالة.

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة