وحمل الجيش المسؤولية عن القصف الذي وقع قرب منتصف ليل الاثنين في ولاية كاشين
امرأة تنظر بين الأنقاض في أعقاب ضربة عسكرية على مخيم للنازحين بالقرب من بلدة لايزا شمال ميانمار يوم الأربعاء، بعد يومين من الهجوم الذي أسفر عن مقتل 29 شخصًا وإصابة العشرات. – وكالة فرانس برس
قالت وسائل إعلام ومصادر، اليوم الثلاثاء، إن هجوما مدفعيا على مخيم للاجئين قرب حدود ميانمار مع الصين أدى إلى مقتل 29 شخصا على الأقل بينهم نساء وأطفال، في واحدة من أكثر الهجمات دموية على المدنيين منذ عودة الحكم العسكري.
وتورطت ميانمار في صراع وحشي في مناطق متعددة في أعقاب انقلاب عام 2021، حيث تقاتل جيوش الأقليات العرقية وحركة المقاومة لتقويض الحكم العسكري بعد حملة قمع شرسة شنتها قوات الأمن.
وألقت مصادر، بما في ذلك حكومة الظل الوحدة الوطنية، باللوم على الجيش في القصف الذي وقع قرب منتصف ليل الاثنين في ولاية كاشين.
وقال متحدث باسم المجلس العسكري إن الجيش ليس مسؤولا.
وقال زاو مين تون لـ People Media: “نحن نجري تحقيقًا. نحن نهتم دائمًا بوضع السلام على الحدود”، مضيفًا أن الانفجار ربما يكون بسبب ذخائر تابعة لجماعة متمردة عرقية.
وقالت مصادر إن المدفعية أصابت مخيماً للنازحين داخلياً على بعد حوالي خمسة كيلومترات من قاعدة في بلدة لايزا الحدودية التي يديرها جيش استقلال كاشين، الذي يخوض صراعاً منذ سنوات مع جيش ميانمار.
وقالت وسائل إعلام في كاشين إن 30 شخصا قتلوا. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من عدد القتلى ولم يتسن على الفور الاتصال بالمتحدثين باسم جيش استقلال كاشين للتعليق.
وأدانت حكومة الوحدة الوطنية ما وصفته بالهجوم الشرس على المدنيين وقالت إنه يجب على العالم أن يتحرك لوقف الفظائع ومحاكمة جنرالات ميانمار.
وقال كياو زاو المتحدث باسم حكومة الوحدة الوطنية “هذا التصرف من جانب المجلس العسكري يعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية” مضيفا أن الهجوم على الحدود مع الصين يظهر أن المجلس العسكري لم يحترم مطلب جارته بالسلام والاستقرار.
وقالت الأمم المتحدة في ميانمار على فيسبوك إنها تشعر بقلق بالغ إزاء التقارير الواردة عن الحادث، مضيفة أن “المدنيين لا ينبغي أن يكونوا هدفا أبدا”.
ولم ترد وزارة الخارجية الصينية على الفور على طلب للتعليق.
ولايزا هي عاصمة جيش استقلال كاشين، وهي من بين أكبر عشرات المجموعات العرقية التي تقاتل الجيش منذ عقود.
وتقع بالقرب من الحدود الصينية وهي موطن للعديد من المدنيين الذين يعيشون في مخيمات النازحين داخل المدينة وما حولها. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من مليون شخص نزحوا بسبب الصراع في ميانمار.
وقال ناشط طلابي موجود حاليا في لايزا إن المدينة بأكملها “اهتزت” بسبب الانفجار وتم إجلاء السكان.
وقال جاستن الذي رفض ذكر اسمه الأخير “نحن في حالة تأهب لأننا نشعر بالقلق من احتمال وقوع هجوم ثان بالقنابل.” “السكان المحليون قلقون بشأن ذلك ولذلك ينتقل الناس الآن.”
ونشرت وسائل الإعلام في كاشين سلسلة من الصور الرسومية على فيسبوك للدمار، والتي لم يتسن لرويترز التحقق منها على الفور. وأظهرت إحداها الضحايا على الأرض، بينما أظهرت أخرى أكثر من عشرة أكياس للجثث مصطفة.
وأظهر آخرون رجالا يرتدون ملابس عسكرية وهم يقومون بغربلة الحطام ورجلا يحمل جثة طفل صغير.
وكان هذا الحادث هو الأكثر دموية منذ الغارة الجوية على منطقة ساجاينج المضطربة في ميانمار في أبريل والتي أسفرت عن مقتل العشرات من بينهم مدنيون.
وقالت خون جا، وهي ناشطة محلية في شبكة المجتمع المدني كاشين للسلام، لرويترز إنها زارت المستشفى المحلي وقيل لها إن 29 شخصا قتلوا وأصيب 59.
وأضافت: “كانت القنبلة قوية للغاية… دمرت القرية بالكامل واختفت”.
