إعلاميون وأهالي يتجمعون على معبر رفح بانتظار إطلاق سراح الرهائن الذين اختطفتهم حماس. – رويترز
بعد 48 يوما من إطلاق النار والقصف الذي أودى بحياة الآلاف، بدأت يوم الجمعة هدنة مدتها أربعة أيام في الحرب بين إسرائيل وحماس، حيث تم إطلاق سراح الرهائن مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين. وذكرت محطات التلفزيون الإسرائيلية أن الرهائن في غزة تم نقلهم إلى الصليب الأحمر في طريقهم إلى المعبر الحدودي مع مصر.
وأدى هذا التوقف إلى حركة جماعية لآلاف من سكان غزة الذين لجأوا إلى المدارس والمستشفيات هرباً من القصف الإسرائيلي المتواصل الذي بدأ بعد هجمات غير مسبوقة شنها مسلحو حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال عمر جبرين (16 عاما) لوكالة فرانس برس بعد خروجه من مستشفى في جنوب قطاع غزة حيث لجأ هو وثمانية من أفراد عائلته “سأعود إلى منزلي”.
وفي خان يونس، جنوب قطاع غزة، حيث فر العديد من الفلسطينيين، حلت أصوات أبواق السيارات وصفارات سيارات الإسعاف محل صوت الحرب.
بالنسبة لخالد الحلبي، الهدنة هي “فرصة للتنفس” بعد ما يقرب من سبعة أسابيع من الحرب التي بدأت عندما اخترقت حماس حدود غزة العسكرية لتقتل، وفقا لمسؤولين إسرائيليين، حوالي 1200 شخص وتحتجز حوالي 240 رهينة إسرائيلية وأجنبية.
وقد لجأ الحلبي إلى رفح ولكنه من مدينة غزة في الشمال، والتي تحول جزء كبير منها إلى أنقاض.
وقالت حكومة حماس في غزة إن الضربات الجوية والمدفعية والبحرية الانتقامية التي شنتها إسرائيل إلى جانب هجوم بري أسفرت عن مقتل نحو 15 ألف شخص.
وقال الوسيط القطري إن المجموعة الأولى المؤلفة من 13 رهينة سيتم إطلاق سراحها ستكون من النساء والأطفال.
ويكافح سكان غزة من أجل البقاء على قيد الحياة مع نقص المياه وغيرها من الضروريات. وبدأت الشاحنات المحملة بمزيد من المساعدات، بما في ذلك الوقود والغاز والمواد الغذائية، في التحرك إلى غزة من معبر رفح مع مصر بعد وقت قصير من بدء الهدنة في السابعة صباحاً.
وأعرب ينس ليركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، عن أمله في جنيف في أن يؤدي وقف إطلاق النار “إلى وقف إطلاق نار إنساني طويل الأمد لصالح سكان غزة وإسرائيل وخارجها”.
وكرر الحاجة إلى الوصول إلى جميع أنحاء غزة، وخاصة في الشمال “حيث الأضرار والاحتياجات الإنسانية أكبر”.
وجاء الاتفاق بعد أسابيع من المحادثات التي ضمت إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة وقطر ومصر والولايات المتحدة.
ومن المتوقع خلال الأيام الأربعة أن يتم إطلاق سراح ما لا يقل عن 50 رهينة، مما يترك ما يقدر بنحو 190 رهينة في أيدي المسلحين الفلسطينيين.
وفي المقابل، من المتوقع إطلاق سراح 150 أسيرًا فلسطينيًا.
ووفقا للأمم المتحدة، يقدر أن 1.7 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة قد شردوا بسبب القتال.
والآن، يحاول الآلاف منهم العودة إلى ديارهم.
وفي خان يونس، قاموا بتحميل أمتعتهم على عربات، أو ربطوها على أسطح السيارات، أو علقوا أكياسًا على أكتافهم، مما أدى إلى ازدحام الشوارع للعودة إلى منازلهم من الملاجئ المؤقتة.
وأسقطت الطائرات الحربية الإسرائيلية منشورات تحذر الناس من أن الحرب لم تنته ومن “الخطير للغاية” العودة إلى الشمال، مركز الحملة العسكرية الإسرائيلية.
لكن عبد السلام مطر من دير البلح وسط غزة قال إنه يريد العودة إلى مدينة غزة.
وأضاف: “آمل أن أتمكن من الوصول إليه”. “لا نعرف ما إذا كانت منازلنا لا تزال قائمة، لكننا نأمل”.
وكانت الهدنة أيضًا فرصة لبعض الفلسطينيين للعودة إلى غزة عبر معبر رفح.
وفي الصباح، سُمع دوي طلقات نارية فيما يبدو وتصاعدت أعمدة من الدخان الداكن بشكل دوري فوق شمال غزة، حسبما أظهرت كاميرا حية لقناة فرانس برس، لكن يبدو أن الهدنة صامدة في فترة ما بعد الظهر.
وإلى الشمال، على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، عاد الهدوء أيضاً بعد تبادل إطلاق النار المميت بشكل منتظم، وخاصة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله. والحركة اللبنانية، مثل حماس، مدعومة من إيران.
وقال زيف أغمون، المستشار القانوني لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للصحفيين إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ستستقبل الرهائن بشكل فردي أو في مجموعات، وسيتم نقلهم عبر الحدود وتسليمهم إلى الجيش الإسرائيلي.
وقال مصدر أمني مصري إنه سيتم نقلهم جوا من العريش في سيناء إلى إسرائيل.
ويتم إعداد الجنود الإسرائيليين بعناية لاستقبال النساء والأطفال الذين قد يصابون بصدمات نفسية عميقة.
وأضاف أغمون أنه بعد إجراء الفحوصات الطبية، سيتمكن الأسرى السابقون من الاتصال بأفراد أسرهم قبل لم شملهم لاحقا في المنشآت الطبية الإسرائيلية.
وأكدت وكالة فرانس برس هوية 210 من بين نحو 240 رهينة.
وكان ما لا يقل عن 35 من المعتقلين من الأطفال، وكان عمر 18 منهم 10 سنوات أو أقل في ذلك الوقت.
وأفرجت حماس في وقت سابق عن أربع نساء وأنقذت القوات الإسرائيلية امرأة أخرى. وعثرت القوات الإسرائيلية على أسيرين آخرين، من بينهما جندية، ميتين في غزة.
وقال مكتب نتنياهو إنه تلقى “قائمة أولية بأسماء” الأشخاص المقرر إطلاق سراحهم وإنه على اتصال بعائلاتهم.
ونشرت مايان زين، التي كانت ابنتيها إيلا ودافنا البالغتان من العمر 8 و15 عامًا من بين الرهائن، على منصة التواصل الاجتماعي X أنه تم إبلاغها بأن أسمائهما غير مدرجة في القائمة.
وكتبت: “هذا أمر صعب للغاية بالنسبة لي، وأنا أشتاق لعودتهم”.
وقبل إطلاق سراحهم، تجمع أقارب ومؤيدي الأسرى في ساحة في تل أبيب مزينة بصورهم وألعابهم المحشوة وطاولة طويلة موضوعة كما لو كانت مأدبة، كل كرسي يحمل عبارة “رهينة”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إنه سيتم إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية يوم الجمعة.
ونشرت هيئة الأسرى التابعة للسلطة الفلسطينية قائمة بأسماء السجناء الفلسطينيين – 24 امرأة و15 طفلاً – الذين يمكن إطلاق سراحهم مقابل إطلاق سراح الرهائن الأوائل.
وقال أنصاري إن الاتفاق يتضمن “وقفا كاملا لإطلاق النار دون شن هجمات من الجو أو الأرض” وسماء خالية من الطائرات بدون طيار “للسماح بإطلاق سراح الرهائن في بيئة آمنة”.
صرح مسؤول إسرائيلي لوكالة فرانس برس شريطة عدم الكشف عن هويته أنه سيتم إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين من ثلاثة سجون في إسرائيل والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، ثم سيتم نقلهم إلى معسكر عوفر العسكري في الحافلات.
