نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الرئاسية الديمقراطية كامالا هاريس ورفيقها الجديد في الترشح لمنصب نائب الرئيس حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز يصعدان على المنصة خلال تجمع انتخابي في فيلادلفيا. — رويترز
خاضت المرشحة الرئاسية الديمقراطية كامالا هاريس وزميلها الجديد في منصب نائب الرئيس، حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، حملتهما الانتخابية لأول مرة معًا يوم الثلاثاء في فيلادلفيا، في بداية جولة تستغرق عدة أيام في الولايات المتأرجحة بهدف تقديم والز إلى الساحة الوطنية.
وفي تصريحاته أمام حشد صاخب يزيد على 10 آلاف شخص في جامعة تيمبل، وصف والز نشأته في بلدة صغيرة في نبراسكا، وخدمته لمدة 24 عامًا في الحرس الوطني للجيش ومسيرته المهنية السابقة كمدرس للدراسات الاجتماعية في المدرسة الثانوية ومدرب كرة قدم.
وقال “كان طلابي هم الذين شجعوني على الترشح لمنصب ما. لقد رأوا فيّ ما كنت أتمنى أن أغرسه فيهم: الالتزام بالصالح العام، والإيمان بأن شخصًا واحدًا يمكنه إحداث الفارق”.
كما هاجم والز المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب وزميله في الترشح لمنصب نائب الرئيس السيناتور جيه دي فانس، في دليل مبكر على كيفية تعامل والز مع دور “الكلب الهجومي” التقليدي للمرشح لمنصب نائب الرئيس على الرغم من أسلوبه الودود والشعبي.
وقال والز عن ترامب: “إنه يسخر من قوانيننا، وينشر الفوضى والانقسام، وهذا لا يذكر شيئًا عن سجله كرئيس”. “لقد تجمد في مواجهة أزمة كوفيد، ودفع اقتصادنا إلى الانهيار، ولا شك أن الجرائم العنيفة ارتفعت في عهد دونالد ترامب. وهذا لا يشمل حتى الجرائم التي ارتكبها”.
لقد أدى دخول هاريس إلى السباق بعد أن تخلى الرئيس جو بايدن عن مساعيه لإعادة انتخابه قبل أكثر من أسبوعين إلى قلب الحملة الانتخابية رأسًا على عقب بسرعة، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أنها محت التقدم الذي بناه ترامب.
وانتقد والز الجمهوريين لسعيه إلى فرض قيود على حقوق الإنجاب لدى المرأة، وهي القضية التي أزعجت الجمهوريين منذ أن أنهت المحكمة العليا الأمريكية في عام 2022 الحق الدستوري للمرأة في الإجهاض.
“حتى لو لم نتخذ نفس الاختيار لأنفسنا، هناك قاعدة ذهبية: اهتم بأمورك الخاصة!” قال ذلك، مما أثار تصفيقًا كبيرًا.
وفي حديثه أمام والز، ذكر هاريس ألقابه – زوج، وأب، ومعلم، ومدرب، ومخضرم، وعضو في الكونجرس، وحاكم – قبل أن يتنبأ بأنه سيحصل على لقب جديد في انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني: نائب رئيس الولايات المتحدة.
وقالت “إنه من النوع من الأشخاص الذي يجعل الناس يشعرون بالانتماء ثم يلهمهم ليحلموا أحلامًا كبيرة”.
وأعلنت نائبة الرئيس الأمريكي هاريس اختيارها لوالز في وقت سابق من اليوم، حيث اختارت زميلا لمنصب نائب الرئيس يتمتع بخبرة تنفيذية وخدم في الجيش وسجل حافل في الفوز بأصوات الناخبين البيض في المناطق الريفية الذين انجذبوا إلى ترامب على مر السنين.
وقالت حملة هاريس إنها جمعت أكثر من 20 مليون دولار بعد الإعلان عن اختيار والز لمنصب نائب الرئيس.
وتُعتبر ولاية بنسلفانيا، التي تستضيف أول تجمع انتخابي لهم، ربما الولاية الأكثر أهمية في الانتخابات التي من المتوقع أن تشهد تنافسا متقاربا بين الديمقراطيين ومنافسيهم الجمهوريين.
ترامب وفانس يصفان والز بـ”المتطرف”
انتخب والز في منطقة ذات ميول جمهورية في مجلس النواب الأمريكي في عام 2006 وخدم لمدة 12 عامًا قبل انتخابه حاكمًا لولاية مينيسوتا في عام 2018 ومرة أخرى في عام 2022.
لقد دفع بأجندة تقدمية تتضمن وجبات مدرسية مجانية، وأهدافًا لمعالجة تغير المناخ، وخفض الضرائب على الطبقة المتوسطة، وتوسيع الإجازات المدفوعة الأجر للعمال.
وسارع ترامب وفانس إلى انتقاد المنافسة الجديدة باعتبارها ليبرالية للغاية.
وكتب ترامب على موقع التواصل الاجتماعي الخاص به: “هذا هو الثنائي اليساري الأكثر تطرفا في تاريخ أمريكا”.
وانتقد فانس طريقة تعامل والز مع الاحتجاجات بعد مقتل جورج فلويد، وهو رجل أسود، في مينيابوليس على يد ضابط شرطة أبيض في عام 2020، حيث قال الجمهوري إن والز لم يكن حازمًا بما يكفي في مكافحة مثيري الشغب.
وقال فانس للصحفيين في فيلادلفيا في وقت سابق من اليوم “المشكلة الأكبر في اختيار تيم والز – ليست تيم والز نفسه. بل ما يقوله عن كامالا هاريس، أنه عندما تُمنح الفرصة فإنها ستركع أمام العناصر الأكثر تطرفًا في حزبها”.
يركز الأميركيون عادة على الشخص الموجود في أعلى القائمة عند اختيار من يصوتون له، ولكن المرشحين لمنصب نائب الرئيس قد يساعدون أو يضرون زملائهم في الترشح بناء على خلفياتهم وشعبيتهم في ولايتهم الأصلية وقدرتهم على التأثير على الدوائر الانتخابية المهمة أو الناخبين المستقلين.
وقالت الاستراتيجية الجمهورية رينا شاه: “لقد اتبعت غريزتها في هذا الأمر واختارت الخيار الذي لن يؤدي إلى تنفير الشباب”.
وقد تفوق والز على حاكم ولاية بنسلفانيا الشهير جوش شابيرو في الحصول على المنصب الثاني. وكان شابيرو قد واجه انتقادات حادة من اليسار، وخاصة الجماعات التقدمية والناشطين المؤيدين للفلسطينيين، بسبب دعمه لإسرائيل وطريقة تعامله مع الاحتجاجات الجامعية التي أشعلتها الحرب في غزة.
ألقى شابيرو خطابًا ناريًا في التجمع الذي أقيم مساء الثلاثاء في ولايته، حيث هاجم الجمهوريين ووعد “بالعمل بجد” من أجل انتخاب هاريس. كما قدم تأييدًا قويًا لوالز، قائلاً للحشد إنه “حاكم متميز” و”وطني عظيم”.
وقال أحد المستشارين إن بعض مستشاري ترامب كانوا سعداء لأن هاريس لم تختار شابيرو بسبب مخاوف من أنه قد يساعد في تسليم ولاية بنسلفانيا المهمة للغاية إذا كان ضمن المرشحين.
بعد ظهورهما المشترك في فيلادلفيا، يخطط هاريس ووالز للقيام بجولة في عدة مدن تشمل ولايات حاسمة بما في ذلك ويسكونسن وأريزونا ونيفادا. ويقوم فانس بجولة مماثلة، مع التخطيط للتوقف في ميشيغان وويسكونسن يوم الأربعاء.
