الصورة: رويترز
قال مصدر أمني وشاهد عيان إن أجهزة اتصال لاسلكية يدوية تستخدمها جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة انفجرت في وقت متأخر من ظهر الأربعاء في جنوب البلاد وفي الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
وأفادت التقارير الرسمية بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات جراء الانفجارات الجديدة.
ووقع انفجار واحد على الأقل بالقرب من جنازة نظمتها جماعة حزب الله المدعومة من إيران لأولئك الذين قتلوا في اليوم السابق عندما انفجرت آلاف أجهزة النداء التي تستخدمها الجماعة في جميع أنحاء البلاد.
وقالت الجماعة يوم الأربعاء إنها هاجمت مواقع مدفعية إسرائيلية بالصواريخ في أول ضربة على عدوها اللدود منذ أن أدت انفجارات أجهزة النداء إلى إصابة الآلاف من أعضائها في لبنان وزادت احتمالات نشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط.
وقال مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر لرويترز إن جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد، الذي لديه تاريخ طويل من العمليات المعقدة على الأراضي الأجنبية، زرع متفجرات داخل أجهزة اتصال استوردها حزب الله قبل أشهر من تفجيرات الثلاثاء.
وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض يوم الأربعاء إن عدد القتلى ارتفع إلى 12 بينهم طفلان. وأسفر هجوم الثلاثاء عن إصابة ما يقرب من 3000 شخص بينهم العديد من مقاتلي الجماعة المسلحة والسفير الإيراني في بيروت.
نفت شركة تايوانية لتصنيع أجهزة النداء أن تكون هي التي أنتجت أجهزة النداء التي انفجرت في هجوم جريء أثار احتمال اندلاع حرب شاملة بين حزب الله المدعوم من إيران وإسرائيل.
وقالت شركة جولد أبولو إن الأجهزة تم تصنيعها بموجب ترخيص من شركة تدعى BAC، ومقرها في العاصمة المجرية بودابست.
ولم ترد أنباء فورية عن موعد إطلاق حزب الله لهجومه الصاروخي الأخير، لكن عادة ما تعلن الجماعة عن مثل هذه الضربات بعد وقت قصير من تنفيذها، مما يشير إلى أنها أطلقت النار على مواقع المدفعية الإسرائيلية يوم الأربعاء.
وتعهد حزب الله بالرد على إسرائيل التي رفض جيشها التعليق على الانفجارات. وانخرط الجانبان في حرب عبر الحدود منذ اندلاع الصراع في غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما أثار مخاوف من اندلاع صراع أوسع في الشرق الأوسط قد يجر الولايات المتحدة وإيران. واتهم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إسرائيل بدفع الشرق الأوسط إلى شفا حرب إقليمية من خلال تدبير تصعيد خطير على جبهات عديدة.
وقال مهند الحاج علي من مركز كارنيغي للشرق الأوسط “حزب الله يريد تجنب الحرب الشاملة. وهو لا يزال يريد تجنبها. ولكن بالنظر إلى نطاقها وتأثيرها على الأسر والمدنيين، فسوف يكون هناك ضغوط من أجل رد أقوى”.
وقالت جماعة حزب الله، أقوى وكلاء إيران في الشرق الأوسط، في بيان إنها ستواصل دعم حماس في غزة وإن على إسرائيل أن تنتظر ردا على “المذبحة” التي ارتكبتها أجهزة النداء والتي أسفرت عن إصابة مقاتلين وغيرهم بجروح أو نقلهم إلى المستشفى أو قتلهم.
وقال مسؤول في حزب الله إن التفجير كان “أكبر خرق أمني” للحزب في تاريخه.
وأظهرت لقطات من المستشفيات راجعتها رويترز رجالا مصابين بإصابات مختلفة، بعضهم في الوجه، وبعضهم فقد أصابعه وجروح مفتوحة في الوركين حيث من المرجح أن تكون أجهزة الاستدعاء قد وضعت.
وقالت عدة مصادر لوكالة رويترز للأنباء إن المؤامرة يبدو أنها استغرقت عدة أشهر في التحضير. وجاءت هذه المؤامرة في أعقاب سلسلة من عمليات الاغتيال التي طالت قادة وزعماء حزب الله وحماس منذ بدء الحرب في غزة والتي ألقي باللوم فيها على إسرائيل.