روما
في خطوة دبلوماسية قد تشير إلى بداية نهاية الإجماع الغربي على عزل نظام بشار الأسد في سوريا، أعلنت إيطاليا قرارها تعيين سفير لها في سوريا.
وقال وزير الخارجية الإيطالي يوم الجمعة إن القرار يهدف إلى “تسليط الضوء” على البلاد، مما يجعلها أول دولة من مجموعة السبع تعيد إطلاق بعثتها الدبلوماسية في دمشق منذ اندلاع الحرب الأهلية في الدولة الواقعة في الشرق الأوسط.
وتشعر إيطاليا ودول أوروبية أخرى بالقلق إزاء استمرار تدفق المهاجرين غير الشرعيين من سوريا. كما تريد هذه الدول ممارسة المزيد من النفوذ في الدولة الواقعة في الشرق الأوسط حيث تترسخ الوجود الروسي والإيراني بشكل عميق.
وقد استأنفت معظم الدول العربية بالفعل تمثيلها الدبلوماسي في دمشق.
واستدعت إيطاليا جميع موظفيها من سفارتها في دمشق في عام 2012 وعلقت أنشطتها الدبلوماسية في سوريا احتجاجا على “العنف غير المقبول” الذي تمارسه حكومة بشار الأسد ضد مواطنيها قبل أن يحول تدخل القوى الأجنبية والمتشددين الإسلاميين المواجهة إلى حرب أهلية كاملة الأركان ذات تداعيات عالمية.
ويسيطر الأسد الآن على معظم أنحاء سوريا بعد أن ساعدته إيران وروسيا في هزيمة الجماعات المتمردة التي انقلبت عليه قبل 13 عاما. وأسفرت الحرب عن مقتل مئات الآلاف من الناس ونزوح الملايين من اللاجئين نحو أوروبا.
وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني لرويترز إن ستيفانو رافانيان، المبعوث الخاص لوزارة الخارجية إلى سوريا حاليا، عُين سفيرا. ومن المقرر أن يتولى رافانيان منصبه قريبا.
وأرسلت إيطاليا وسبع دول أخرى في الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي رسالة إلى وزير الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل، تطلب من الاتحاد الأوروبي لعب دور أكثر نشاطا في سوريا.
وجاء في الرسالة أن “السوريين يواصلون المغادرة بأعداد كبيرة، مما يفرض ضغوطاً إضافية على الدول المجاورة، في فترة تتصاعد فيها التوترات في المنطقة، مما يزيد من خطر موجات جديدة من اللاجئين”.
وكتب وزراء خارجية النمسا وكرواتيا وقبرص وجمهورية التشيك واليونان وإيطاليا وسلوفاكيا وسلوفينيا في رسالة إلى كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: “هدفنا هو سياسة أكثر نشاطًا وتوجهًا نحو النتائج وعملية في سوريا. وهذا من شأنه أن يسمح لنا بزيادة نفوذنا السياسي وفعالية مساعداتنا الإنسانية”.
وأعربوا عن أسفهم لـ”الوضع الإنساني” في البلاد الذي “تدهور أكثر” في ظل “انهيار اقتصادها”.
وقال تاجاني الجمعة إن “بوريل كلف هيئة العمل الخارجي الأوروبية بدراسة ما يمكن فعله”، مضيفا أن تسمية سفير جديد “تتوافق مع الرسالة التي أرسلناها إلى بوريل… لتسليط الضوء على سوريا”.
يوجد حاليا ست سفارات للاتحاد الأوروبي مفتوحة في دمشق ورومانيا وبلغاريا واليونان وقبرص وجمهورية التشيك والمجر.
ولم يعيد أي من شركاء إيطاليا في مجموعة الدول السبع، وهي الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا، تعيين سفراء لهم في سوريا.