الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يلتقي أمين عام مجلس الأمن الروسي سيرجي شويجو في طهران، إيران، 5 أغسطس 2024. — رويترز
قال مصدران إيرانيان كبيران إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن طلب من المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي رد فعل منضبط على اغتيال إسرائيل المشتبه به لزعيم حركة حماس، ونصحه بعدم شن هجمات على المدنيين الإسرائيليين.
وذكرت المصادر أن الرسالة تم تسليمها يوم الاثنين من قبل سيرجي شويجو، الحليف الكبير لزعيم الكرملين، خلال اجتماعات مع كبار المسؤولين الإيرانيين في الوقت الذي تدرس فيه الجمهورية الإسلامية ردها على اغتيال إسماعيل هنية.
وأضافت المصادر أن طهران ضغطت أيضا على موسكو لتسليمها طائرات سوخوي سو-35 روسية الصنع.
وفي موسكو، لم يستجب الكرملين لطلب التعليق. وذكرت وكالة أنباء ريا نوفوستي الحكومية يوم الثلاثاء أن شويغو قال إنه ناقش مقتل هنية خلال زيارته لطهران.
ولم تقدم المصادر تفاصيل أخرى بشأن المحادثات مع شويغو، الذي كان وزيرا للدفاع قبل أن يصبح أمينا لمجلس الأمن الروسي في مايو/أيار.
وقالوا إن زيارة شويغو كانت واحدة من عدة طرق استخدمتها موسكو لنقل إلى إيران ضرورة ضبط النفس وفي الوقت نفسه أدانت مقتل هنية ووصفته بأنه “اغتيال خطير للغاية”، في محاولة لمنع اندلاع حرب في الشرق الأوسط.
وقالت المصادر إن الشرق الأوسط كان على شفا حرب كبرى، ومن الواضح أن الذين يقفون وراء عملية الاغتيال كانوا يحاولون إشعال مثل هذا الصراع.
عملت روسيا على تعزيز علاقاتها مع إيران منذ بدء حربها مع أوكرانيا، وقالت إنها تستعد لتوقيع اتفاقية تعاون واسعة النطاق مع طهران.
ولم يصدر تعليق فوري من وزارة الخارجية الإيرانية. وقالت يوم الاثنين إن طهران لا تسعى إلى إثارة التوترات الإقليمية لكنها بحاجة إلى معاقبة إسرائيل لمنع المزيد من عدم الاستقرار.
وفي واشنطن، حذر مسؤول من إدارة بايدن يوم الاثنين من مخاطر اندلاع صراع إقليمي كبير. وأكد المسؤول أن حجم رد إيران وحزب الله سيكون عاملاً رئيسياً في تحديد مدى الصراع المحتمل.
ورغم جهود الدول الغربية والإقليمية لإقناع إيران بالرد بشكل مدروس، أو عدم الرد على الإطلاق، فقد أبلغت طهران مسؤولين أجانب أنها سترد “بشدة” على مقتل هنية في طهران، حيث حضر حفل تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان، بحسب ما أكدته أربعة مصادر إيرانية مستقلة.
وفي لبنان، قال مصدر لبناني بارز مقرب من حزب الله إن “الضربة الانتقامية أمر لا مفر منه والدبلوماسية لم تعد خيارا قابلا للتطبيق”، مضيفا أن إيران تريد أن تكون الضربة “شديدة” ولكن لا تؤدي إلى حرب إقليمية. ومع ذلك، قال إن هذا لا يستبعد احتمال اندلاع حرب في لبنان بين حزب الله المدعوم من إيران وإسرائيل.
وقال مسؤول أميركي كبير معني بشؤون الشرق الأوسط إن واشنطن تبذل كل ما في وسعها “لثني جميع الأطراف عن الذهاب إلى مكان لا يمكنهم التراجع عنه”، مؤكدا أن الدول الأخرى في المنطقة وأوروبا يجب أن تفعل المزيد. وقال مسؤول قطري إن الدوحة تجري مناقشات مستمرة مع إيران لتخفيف التوترات.
حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم الاثنين، من أن إسرائيل يجب أن تكون مستعدة لأي شيء، بما في ذلك التحول السريع إلى الهجوم.
وقال مصدران مطلعان على التقييمات الإسرائيلية الأخيرة إن رد فعل البلاد على أي هجوم من جانب حزب الله أو إيران سيعتمد على الأرجح على الأضرار الناجمة عن الهجوم وليس على حجمه.
ولم يعلن المسؤولون الإسرائيليون مسؤوليتهم عن عملية القتل. وتدعم إيران حركة حماس التي تخوض حرباً مع إسرائيل في غزة، كما تدعم حزب الله الذي تتبادل إسرائيل معه إطلاق النار منذ هاجمت حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول وأشعلت فتيل الصراع في غزة.