الرياض
وقع الرئيس إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان شراكة استراتيجية تهدف إلى تعميق العلاقات الثنائية وتهدئة الصراع في الشرق الأوسط، بما في ذلك لبنان، حيث دعا الزعيمان إلى إجراء انتخابات رئاسية.
ووصل الرئيس الفرنسي إلى المملكة العربية السعودية يوم الاثنين في زيارة دولة تستغرق ثلاثة أيام.
وتتزامن زيارة ماكرون التي تستمر ثلاثة أيام مع الأزمة السياسية في باريس التي هددت بإسقاط حكومته وتصاعد العنف في سوريا، حيث استولى المتمردون المناهضون للحكومة على حلب، ثاني أكبر مدينة في البلاد.
ويرافق ماكرون نحو 50 مسؤولا كبيرا من الشركات الفرنسية الكبرى بما في ذلك TotalEnergies وEDF وVeolia، فضلا عن الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي وفيزياء الكم.
وبعد اجتماع مع الأمير محمد، الحاكم الفعلي للمملكة الخليجية الغنية بالنفط، أعلن مكتب ماكرون عن توقيع شراكة جديدة تهدف إلى تحسين التعاون في “الدفاع، وانتقال الطاقة، والثقافة، والتنقل بين البلدين”.
كما اتفق الزعيمان على “بذل كل جهد ممكن للمساهمة في وقف التصعيد في المنطقة”، بما في ذلك المساعدة في تعزيز وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل ولبنان.
وجاء في البيان الصادر عن مكتب ماكرون: “دعوا معًا إلى إجراء انتخابات رئاسية في لبنان بهدف جمع الشعب اللبناني وتنفيذ الإصلاحات اللازمة لاستقرار وأمن البلاد”.
وصل ماكرون إلى العاصمة السعودية الرياض بعد ظهر الاثنين. بدأت زيارته في الوقت الذي تواجه فيه حكومة الأقلية الفرنسية التي تشكلت قبل أقل من ثلاثة أشهر احتمال إجبارها على الاستقالة من خلال تصويت بحجب الثقة في الأيام المقبلة.
وتعد زيارة الدولة التي يقوم بها ماكرون هي الأولى التي يقوم بها رئيس فرنسي إلى المملكة العربية السعودية منذ زيارة جاك شيراك في عام 2006، مما عزز ما تسميه الرئاسة “العلاقة الوثيقة للغاية”.
وفي عام 2021، أصبح ماكرون من أوائل القادة الغربيين الذين التقوا بالأمير محمد في المملكة العربية السعودية بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018 في قنصلية الرياض في إسطنبول.
ويأمل ماكرون في الحصول على دعم سعودي للجيش اللبناني الذي ينتشر باتجاه الحدود مع إسرائيل بموجب وقف إطلاق النار لكنه ضعيف التسليح والتدريب.
وتقول مصادر فرنسية إنه سيحاول أيضًا الحصول على مساعدة سعودية لوقف التفكك السياسي الذي أغرق الحكومة والاقتصاد اللبناني في كارثة.
وتدعو باريس والرياض أيضًا إلى وقف إطلاق النار في حرب غزة وإلى “نتيجة سياسية” على أساس حل الدولتين المتمثل في دولتين إسرائيلية وفلسطينية منفصلتين.
وقالت الرئاسة إن فرنسا والمملكة العربية السعودية تهدفان إلى “تعزيز علاقاتهما الاقتصادية بشكل كبير لتصل إلى ذروة طموحنا المشترك”.
وتجري المناقشات أيضًا بشأن حصول السعودية على طائرات مقاتلة من طراز رافال فرنسية الصنع، رغم أنه من غير المتوقع الإعلان عنها خلال الزيارة، وفقًا لمصدر مقرب من الأمر.