Connect with us

Hi, what are you looking for?

اخر الاخبار

من الصحاري إلى السماء: المشاريع العملاقة في المملكة العربية السعودية وصعود القوة العالمية

تسعى المملكة العربية السعودية جاهدة لصياغة قصة نهضة مبهرة من خلال العديد من المشاريع الطموحة واسعة النطاق والاستراتيجيات التحويلية. تطمح البلاد إلى ترسيخ مكانتها كواحدة من أكثر الوجهات المفضلة للسياحة والأعمال والترفيه من خلال مواصلة تطوير البنية التحتية وجذب الاستثمارات وتعزيز الابتكارات. تماشيًا مع مهمتها لتصبح مكانًا تتعايش فيه الرفاهية والابتكار والاستدامة، تتقدم المملكة العربية السعودية بعدد من المشاريع الضخمة الرائدة، والتي تمتلك جميعها إمكانات هائلة لتحفيز النمو الاقتصادي الكبير وتطوير البنية التحتية الرقمية للمملكة.

تعزيز أجندة طموحة للتنويع الاقتصادي وتوجيه الاقتصاد السعودي بعيدًا عن اعتماده طويل الأمد على النفط

تحت القيادة الديناميكية لصاحب السمو الملكي محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية، تشرع البلاد في فورة بناء مذهلة وضخمة مع مجموعة رائعة من مشاريع البناء والإسكان التي تعد بإحداث ثورة في المشهد الوطني في البلاد. قدمت الحكومة السعودية “رؤية 2030” في 25 أبريل 2016، وهي عبارة عن خطة مفصلة تهدف إلى تقليل اعتماد البلاد على النفط وبناء اقتصاد ديناميكي ومتنوع. وتمهد هذه الرؤية، جنبًا إلى جنب مع مشاريع جيجا المختلفة، الطريق لصياغة مستقبل مفتوح ومعاصر ومتنوع للبلاد. وفي طليعة هذه الرحلة التحويلية يأتي معرض الرياض 2030. وتقف المملكة على أهبة الاستعداد لجذب عدد كبير من السياح والشركات، وبالتالي تعزيز الاقتصاد. وفي الوقت نفسه، يعد هذا الحدث الكبير بمثابة فرصة محورية للمملكة العربية السعودية لتعزيز بنيتها التحتية على مدى السنوات السبع المقبلة، والاستفادة من التكنولوجيا المتطورة. هذه الخطوة الإستراتيجية تضع الأمة كقادة مؤثرين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تسعى المملكة أيضًا إلى أن تصبح مركزًا مهيمنًا للعديد من الإنجازات التقنية، مع التركيز بشكل خاص على أن تصبح رائدة في مجالات، مثل المدن الذكية والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي.

الطريق إلى المستقبل: كيف تحقق السعودية أرقامًا قياسية جديدة وتعيد تشكيل مشهدها الطبيعي

وفقا لعدد من خبراء الصناعة، أصبحت ناطحات السحاب التي يبلغ ارتفاعها أميالا حقيقة واقعة، وبحلول عام 2050 قد يكون هناك المزيد من الإنشاءات المهيبة التي يزيد ارتفاعها عن 3200 قدم. والآن يطرح السؤال: ما هي التقنيات المتطورة التي يمكن أن تساعد في تحويل هذه الرؤى الطموحة إلى واقع ملموس.

على ارتفاع 2717 قدمًا، أو أكثر من نصف ميل، يحمل برج خليفة في دبي حاليًا الرقم القياسي لكونه أعلى هيكل طائر في العالم. لتجاوز هذا الرقم القياسي، شرعت المملكة العربية السعودية في مشروع طموح لبناء أطول مبنى في العالم – برج المملكة. بمجرد اكتماله، من المتوقع أن يبلغ ارتفاع هذا الهيكل الشاهق الذي يجري تطويره في جدة بالمملكة العربية السعودية أكثر من 1000 متر أو 3281 قدمًا. وسيتميز البرج بتصميم متطور واقتصادي وقابل للبناء بشكل لا يصدق ويمزج بين مفاهيم التفكير المستقبلي والميزات التقليدية. وسيجمع أيضًا بين التفكير الابتكاري والتكنولوجيا ومواد البناء وتقييمات دورة الحياة والحفاظ على الطاقة. وهذا من شأنه أن يقود الموجة التالية من الهياكل الشاهقة – تلك التي ترتفع أكثر من 300 متر أو 984 قدمًا.

بالنسبة لهذه المباني، يقوم المهندسون بتطوير أفكار ومفاهيم جديدة، مثل المخمدات الجماعية، وهي أوزان تقلل من التذبذب الناتج عن الرياح، وكابلات ألياف الكربون للمصاعد. ومع مصاعد قادرة على التحرك بسرعة تصل إلى 10 أمتار في الثانية، سيكون نظام المصاعد في برج المملكة من بين الأنظمة الأكثر تقدمًا في العالم. ولحسن الحظ، يمكن للمهندسين والمقاولين والمصممين الحصول على معلومات دقيقة وصورة شاملة للمشروع بأكمله قبل البدء في العمل، وذلك بفضل تقنيات BIM المتقدمة وتقنيات البناء المتصلة.

وستساهم المشاريع الضخمة في تحقيق الأهداف الرئيسية للتنويع الاقتصادي من خلال توسيع آفاق التوظيف، وتحفيز الصناعات الأخرى، وتعزيز النمو الاقتصادي. فهي تتمتع بإمكانات هائلة لتعزيز الناتج المحلي الإجمالي، وخفض معدلات البطالة، وتوليد مصادر الإيرادات غير النفطية، وكلها أمور بالغة الأهمية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي في البلاد على المدى الطويل.

العديد من الشركات والاستثمارات الحكومية في تقنيات البناء، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، ونمذجة معلومات البناء، والواقع المختلط، والروبوتات، والتوائم الرقمية، والبناء المتصل، والواقع الافتراضي، والواقع المعزز، والبناء المعياري، والمزيد، ساهمت أيضًا في مكانة الدولة كمركز عالمي.

تعزيز الابتكار والاستدامة

ومن خلال نشر أحدث التقنيات للحفاظ على البيئة وتطوير مشاريع ضخمة مثل نيوم، المدعومة بالكامل بالطاقة المتجددة، تثبت المملكة العربية السعودية نفسها كدولة رائدة في التنمية المستدامة. ويجسد مشروع البحر الأحمر، الذي يضم أرخبيلًا يضم أكثر من 90 جزيرة نقية ومواقع أثرية تاريخية، التزامًا بالسياحة الصديقة للبيئة والحفاظ على البيئة البحرية، كما يُظهر جهدًا متفانيًا لحماية البيئة للأجيال القادمة.

ويعتبر الاستثمار الأجنبي وجذب المواهب العالمية أمراً حيوياً لهذا المسعى. وتتمتع هذه المشاريع بوضع يسمح لها بجذب المزيد من الشركات الأجنبية والمستثمرين والسياح. تمثل مشاريع جيجا في المملكة العربية السعودية مسارًا ثوريًا نحو ظهور البلاد كقوة عالمية في العديد من الصناعات.

وبينما تسعى المملكة بلا هوادة إلى تعزيز حضورها على الساحة العالمية، فإن الطريق إلى الأمام سيكون له نصيبه العادل من التحديات، وسيعتمد النجاح على عدد من المتغيرات، مثل الاستقرار الجيوسياسي والظروف الاقتصادية العالمية. ومع ذلك، تمثل مبادرات جيجا هذه تفانيًا في صياغة مستقبل مشرق للبلاد.

بول واليت، المدير الإقليمي لشركة Trimble Solutions في الشرق الأوسط والهند

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

اقتصاد

الصورة: ملف وام سيشهد سوق العقارات في دبي مجموعة قوية من المشاريع الجديدة التي سيتم إطلاقها، حيث يوجد ما يقرب من 200 مشروع إضافي...

فنون وثقافة

الممثلة البريطانية كيت وينسلت تحضر عرض نيويورك لفيلم “Lee” في متحف الفن الحديث في نيويورك في 25 سبتمبر 2024. (تصوير ANGELA WEISS / AFP)...

منوعات

الصورة تستخدم لغرض التوضيح. عادت الوافدة الجنوب أفريقية مودلي من رحلة استغرقت أسبوعين لتجد شقتها في منطقة البرشا هايتس قد تحولت إلى ما وصفته...

اخر الاخبار

رفضت السلطات المصرية إطلاق سراح المعارض علاء عبد الفتاح رغم قضائه عقوبة السجن لمدة خمس سنوات، بحسب ما أعلنت شقيقته الأحد. ألقي القبض على...

الخليج

الصورة مستخدمة لغرض التوضيح. الصورة: ملف KT أنهت الطالبة الجامعية روضة محمد دورة احترافية في الإعلام وصناعة الأفلام. وهي تخطط الآن لتطوير مهاراتها بشكل...

دولي

انطلق صاروخ SpaceX Falcon 9 حاملاً طاقم SpaceX Crew-9 التابع لناسا، نيك لاهاي ورائد الفضاء روسكوزموس ألكسندر جوربونوف، إلى محطة الفضاء الدولية من محطة...

رياضة

أعضاء منتخب أفغانستان لكرة الصالات. – العاشر مستلهماً الصعود “غير العادي” لفريق بلاده الوطني لكرة الصالات، يشرق مصطفى الفجر كل يوم للتدرب في مجمع...

فنون وثقافة

ميريل ستريب (تصوير رويترز) من المقرر أن تقود ميريل ستريب فيلمًا تلفزيونيًا جديدًا لرواية جوناثان فرانزين التي نالت استحسانا كبيرا التصحيحات في استوديوهات سي...