حذر برنامج الغذاء العالمي يوم الاربعاء من أن السودان يواجه “كارثة جوع” إذا لم يتمكن من توصيل المساعدات الغذائية بانتظام هناك، بعد ثمانية أشهر من اندلاع القتال بين الجنرالات المتنافسين.
وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان إن “أجزاء من السودان الذي مزقته الحرب معرضة بشدة لخطر الانزلاق إلى ظروف جوع كارثية بحلول موسم العجاف العام المقبل”.
وقالت إن هذا قد يحدث إذا لم تتمكن وكالة الأمم المتحدة من توسيع نطاق الوصول وتقديم المساعدات الغذائية المنتظمة للأشخاص المحاصرين في مناطق النزاع الساخنة بما في ذلك العاصمة الخرطوم.
في 15 أبريل/نيسان، وجه رئيس الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق محمد حمدان دقلو، الذي يقود قوات الدعم السريع شبه العسكرية، بنادقهما على بعضهما البعض.
بعد عامين من قيام الحلفاء السابقين بالتخطيط المشترك لانقلاب عام 2021 الذي أخرج التحول الديمقراطي الهش عن مساره، أدى صراعهم على السلطة إلى مقتل أكثر من 12190 شخصًا، وفقًا لتقدير متحفظ صادر عن مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة والأحداث.
وقد سجلت الأمم المتحدة سبعة ملايين نازح في جميع أنحاء السودان، وهو ما يعني، إلى جانب نقص المحاصيل الجيدة، أن الجوع يطارد أجزاء كبيرة من الدولة الأفريقية.
ومنطقة دارفور الشاسعة في الغرب وكردفان في الجنوب، وكذلك العاصمة الخرطوم، حيث اندلع الصراع لأول مرة، معرضة للخطر.
وقال برنامج الأغذية العالمي يوم الأربعاء إن “ما يقرب من 18 مليون شخص في أنحاء السودان يواجهون جوعاً حاداً… أي أكثر من ضعف العدد في نفس الوقت من العام الماضي”.
وقال البيان إن تحليلا غذائيا جديدا للسودان “الذي وصف ذات يوم بسلة الخبز المستقبلية لشرق أفريقيا يظهر أعلى مستويات الجوع المسجلة على الإطلاق خلال موسم الحصاد (من أكتوبر إلى فبراير)، وهي عادة فترة يتوفر فيها المزيد من الغذاء”.
وقال رئيس الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في السودان الأحد لوكالة فرانس برس إن المنظمة الدولية لم تتمكن إلا من الوصول إلى جزء صغير فقط من نحو 25 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة.
وقالت كليمنتين نكويتا سلامي في مقابلة إن المساعدة حتى لهؤلاء الأربعة ملايين قد تتوقف قريباً إذا استمر النقص المزمن في التمويل.
وقال المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي وممثله في السودان إيدي رو يوم الأربعاء إنه يدعو بشكل عاجل “جميع أطراف النزاع إلى هدنة إنسانية والوصول دون قيود لتجنب كارثة الجوع”.
ومع ذلك، فإن إقناع الأطراف المتحاربة بالتفاوض لا يزال صعبا، ويتم إلقاء اللوم على الجانبين في انتهاك الهدنة المتفق عليها في الماضي.
وفي الأول من ديسمبر/كانون الأول، وبناء على طلب السلطات السودانية، أنهى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مهمته السياسية في البلاد.
تم إنشاء بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان في عام 2020 للمساعدة في دعم الانتقال إلى الديمقراطية بعد سقوط الدكتاتور الإسلامي المخضرم عمر البشير في العام السابق.
