برلين
أعلنت وزارة الداخلية في برلين يوم الخميس أن ألمانيا اتفقت مع تركيا على الإلغاء التدريجي لبرنامج مثير للجدل يقضي بتعيين أئمة أتراك في المساجد الألمانية، قائلة إن هذه الخطوة ستعزز اندماج المسلمين في ألمانيا.
ومن المقرر تدريب حوالي 100 إمام في ألمانيا كل عام، بموجب اتفاقية بين الوزارة والهيئة الدينية التركية “ديانت” والجمعية الإسلامية التركية “DITIB”.
وسيحل هؤلاء الأئمة تدريجياً محل رجال الدين الذين توظفهم “ديانت” والذين يعملون في ألمانيا، التي تضم جالية تركية كبيرة، لكنها شهدت خلافات سياسية بين حكومتها في كثير من الأحيان مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يتولى السلطة منذ عقدين من الزمن، وحزبه العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية.
وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر في بيان: “نحتاج إلى رجال دين يتحدثون لغتنا ويعرفون بلادنا ويدافعون عن قيمنا”.
وأضافت: “هذا معلم مهم لتكامل ومشاركة الجاليات المسلمة في ألمانيا”.
وفي عام 2017، دعا المسؤولون الألمان الاتحاد إلى إجراء إصلاحات جوهرية في أعقاب شكاوى من الناشطين الأتراك من أن أئمته الذين أرسلتهم مديرية الشؤون الدينية تجسسوا عليهم نيابة عن حكومة أنقرة التي يقودها الإسلاميون.
تم التحقيق مع المساجد التي يعمل بها موظفون أتراك، مثل مسجد ديتيب في كولونيا، غرب ألمانيا، لتورطها في التجسس، حيث قامت الشرطة بتفتيش منازل الدعاة المسلمين الأتراك للاشتباه في أنهم تجسسوا لصالح حكومة أردوغان. واتهمت المعارضة التركية الأئمة بإعداد تقارير عن أتباع الداعية الإسلامي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، الذي يتهمه أردوغان بمحاولة الانقلاب الفاشلة ضده في يوليو 2016.
وأعرب أعضاء في المعارضة الكردية عن شكوك مماثلة.
ونفت مديرية الشؤون الدينية أي تورط لها وتم إغلاق التحقيق دون توجيه اتهامات.
كما تم الاشتباه في قيام الأئمة بتقديم الدعم للمنظمات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا وأوروبا والمساهمة في تطرف المغتربين المسلمين. ويعتبر حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا جزءا من الشبكة الحزبية الدولية لجماعة الإخوان المسلمين.
وكانت ديتيب، وهي أكبر جمعية إسلامية في ألمانيا تضم نحو 900 مسجد، موضع جدل سياسي في البلاد، كان آخرها عندما تحدث أحد أعضاء طالبان الأفغانية في أحد مساجدها في مدينة كولونيا الغربية الشهر الماضي.
واتهم النقاد الألمان النفوذ الديني والسياسي الرسمي لتركيا بأنه عائق أمام اندماج الألمان من أصل تركي في المجتمع المضيف لهم.