أعلنت شركتا شحن كبيرتان أخريان، هما شركة البحر الأبيض المتوسط للشحن وشركة CMA CGM، اليوم السبت، أنهما قررتا تعليق المرور عبر مضيق البحر الأحمر الحيوي للتجارة العالمية بعد هجمات المتمردين اليمنيين في المنطقة.
ويأتي إعلان العملاق الإيطالي السويسري MSC وCMA CGM الفرنسية في أعقاب قرار مماثل اتخذته يوم الجمعة اثنتين من أكبر شركات الشحن في العالم، Maersk وHapag-Lloyd.
وجاءت هذه الإعلانات استجابة لتحذير من المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، الذين يسيطرون على جزء كبير من اليمن لكن غير معترف بهم دوليا.
وقال الحوثيون إنهم استهدفوا السفن بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي للضغط على إسرائيل بسبب حربها المدمرة مع مقاتلي حماس الفلسطينية في قطاع غزة.
وتمر آلاف السفن كل عام عبر المضيق الذي يمتد بين اليمن، في الطرف الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية، والقارة الأفريقية.
وزادت التوترات من المخاوف من احتمال انتشار الصراع في غزة.
وقال محمد عبد السلام، المتحدث باسم الحوثيين، على موقع X، تويتر سابقًا، إن السفن التابعة لإسرائيل أو المتجهة إلى موانئها “ستظل عرضة للاستهداف حتى يتوقف العدوان، ويرفع الحصار عن غزة، وتستمر المساعدات الإنسانية في التدفق” إلى غزة.
وأضاف أن عمان ترعى المناقشات “مع عدد من الأطراف الدولية” بشأن العمليات في البحر الأحمر والبحر العربي.
قالت القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) إن مدمرة أمريكية أسقطت يوم السبت أكثر من عشر طائرات مسيرة في البحر الأحمر انطلقت من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وقالت الحكومة البريطانية إن إحدى مدمراتها أسقطت أيضًا طائرة بدون طيار يشتبه أنها هجومية في المنطقة.
– “الوضع مستمر في التدهور” –
وقالت شركة MSC، إحدى أكبر خطوط شحن البضائع في العالم، إن إحدى سفن الحاويات التابعة لها استُهدفت في البحر الأحمر يوم الجمعة، وإنها ستوقف حركة المرور عبر المضيق حتى تصبح آمنة.
وقالت الشركة إنه لم يصب أحد على متن السفينة MSC Palatium III، لكن السفينة تعرضت لأضرار بسبب الحريق.
وقالت CMA CGM إنها أمرت جميع سفنها بمغادرة المنطقة والبقاء هناك حتى إشعار آخر.
وأضاف أن “الوضع مستمر في التدهور وهناك مخاوف متزايدة بشأن الأمن”.
وأدانت الغرفة الدولية للشحن البحري، الجمعة، هجمات الحوثيين التي “تهدد حياة البحارة الأبرياء وسلامة الشحن التجاري”.
وأضافت أن هذه الأحداث تنتهك القانون الدولي ويجب على دول المنطقة أن تعمل على تهدئة الوضع.
وأشارت الهيئة إلى أن تحويل مسار الشحن المتجه إلى آسيا من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا من شأنه أن يزيد التكاليف والتأخير.
قدرت شركة S&P Global الاستشارية أن هذا التحويل سيزيد المسافة بين روتردام في هولندا وسنغافورة بنسبة 40 بالمائة.