تم دفن أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، الذي كان وزيرا للدفاع عندما غزت العراق الدولة الغنية بالنفط عام 1990، اليوم الأحد في جنازة بسيطة، بعد يوم من وفاته عن عمر يناهز 86 عاما.
ومن المقرر أن يقوم الزعماء والمبعوثون الأجانب في وقت لاحق بإلقاء احترامهم الأخير، بما في ذلك الحاكم الفعلي للسعودية، وملك البحرين والأردن، ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن.
وقد تم نقل نعش الشيخ نواف، الذي لم يتم الكشف عن سبب وفاته، وهو ملفوف بالعلم الكويتي، إلى مسجد الكويت للصلاة قبل مراسم الدفن التي بثها التلفزيون الحكومي.
واقتصر الحضور إلى حد كبير على أفراد الأسرة الحاكمة، مما أدى إلى وداع حميم للأمير الذي حكم لمدة ثلاث سنوات.
وقال بدر السيف، أستاذ التاريخ في جامعة الكويت، إن “الاختيار يعكس شخصية الأمير الراحل غير البارزة”.
وسيتلقى الأمير الجديد الشيخ مشعل الخبير الأمني والأخ غير الشقيق للحاكم الراحل التعازي يومي الاثنين والثلاثاء ومن المتوقع أن يؤدي القسم أمام البرلمان يوم الأربعاء.
وخلال مراسم الدفن، التي حضرها أيضًا رئيس البرلمان، وقفت صفوف من الأقارب في مثوى الشيخ نواف الأخير وأدوا الصلاة. وجلس البعض أمام قبره وهم يحجّمون أيديهم ويتلون آيات من القرآن.
وفي جميع أنحاء مدينة الكويت، عرضت لوحات إعلانية رقمية كبيرة صور الحاكم الراحل، الذي أطلق عليه لقب “أمير الحكمة والتسامح والسلام”.
تم تنكيس الأعلام إلى نصف السارية وسط فترة حداد مدتها 40 يومًا ستشهد أيضًا إغلاق المكاتب الحكومية حتى يوم الثلاثاء.
وقال المواطن الكويتي غانم السليماني، متحدثا خارج المسجد الذي أقيمت فيه الجنازة، إنه حزن لوفاة الرجل الذي وصفه بـ”أمير التواضع والتسامح”.
وقال لوكالة فرانس برس “لقد ترك إرثا عظيما… تميز بحبه الكبير لشعبه”.
وفي وقت لاحق من يوم الأحد، وصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والعاهل الأردني الملك عبد الله، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة إلى الكويت لتقديم تعازيهم.
وكان الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء العراقي محمد السوداني من بين كبار المسؤولين الآخرين المتوقع وصولهم في وقت لاحق من المساء.
– الخلافة –
ولد الشيخ نواف عام 1937، وتولى منصب الأمير في سبتمبر 2020 بعد وفاة أخيه غير الشقيق الشيخ صباح عن عمر يناهز 91 عاما.
وأصدر العديد من قرارات العفو عن السجناء السياسيين، مما أكسبه لقب “أمير العفو”.
وكانت إحدى خطواته الأخيرة قبل وفاته التوقيع على مشروع مرسوم وافق عليه مجلس الوزراء أواخر الشهر الماضي، ويأمر بالإفراج عن عشرات السجناء السياسيين.
وكان الشيخ نواف وزيرا للدفاع عندما غزا العراق الكويت عام 1990 مما أدى إلى حرب اجتذبت جيوشا من جميع أنحاء العالم لإنهاء الاحتلال.
وكان وزيراً للداخلية عندما واجهت الكويت تهديداً خطيراً من المتشددين الإسلاميين في عام 2005.
وقد تركت هذه الأحداث أثراً عميقاً في البلاد، لكن أسلوب الشيخ نواف غير البارز يعني أنه ظل شخصية شعبية نسبياً.
ويخلفه أخوه غير الشقيق الشيخ مشعل الأحمد الصباح الذي تولى منصب ولي العهد عام 2020.
الشيخ مشعل، الذي وصل إلى السلطة عن عمر يناهز 83 عامًا، وهو من قدامى أجهزة الأمن والمخابرات الكويتية، ليس جديدًا على مهام الأمير، حيث تولى معظم المهام الرئيسية لسلفه في عام 2021.
وسيتركز الكثير من الاهتمام على اختياره لولي العهد وسط تكهنات حول ما إذا كان سيقود جيلا أصغر من الحكام، على خطى المملكة العربية السعودية المجاورة.
