واجهت إسرائيل ضغوطا دولية متزايدة اليوم الاثنين بسبب ارتفاع عدد القتلى المدنيين وتدمير المستشفيات في غزة، في الوقت الذي تواصل فيه حربها ضد نشطاء حماس في الأراضي الفلسطينية المحاصرة.
من المقرر أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم الاثنين على قرار جديد يدعو إلى “وقف عاجل ومستدام للأعمال القتالية” في غزة.
بدأت حرب غزة الأكثر دموية على الإطلاق بهجمات غير مسبوقة شنتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، عندما قتلت الحركة 1139 شخصا، معظمهم من المدنيين، واختطفت حوالي 250، وفقا للأرقام الإسرائيلية المحدثة.
وتقول وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس إن أكثر من 18800 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، قتلوا في الحملة الإسرائيلية على غزة. وقالت إن العشرات قتلوا في الغارات الإسرائيلية يوم الأحد.
وبعد أشهر من القصف العنيف والقتال، نزح معظم سكان غزة أيضاً ويواجه الناس نقصاً في الوقود والغذاء والمياه والدواء.
وتقول الأمم المتحدة إن أقل من ثلث مستشفيات غزة تعمل بشكل جزئي، فيما نددت منظمة الصحة العالمية يوم الأحد بتأثير العمليات الإسرائيلية على مستشفيين في شمال القطاع.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن الوكالة “شعرت بالفزع من التدمير الفعلي” لمستشفى كمال عدوان، حيث نفذت القوات الإسرائيلية عملية استمرت عدة أيام ضد حماس.
وخارج فناء المستشفى، الذي تظهر فيه آثار الدبابات والجرافات، وقف أبو محمد، الذي جاء للبحث عن ابنه، باكيا.
وقال وهو يشير إلى الحطام: “لا أعرف كيف سأجده”.
وانسحب الجيش الإسرائيلي من المستشفى يوم الأحد بعد عملية استمرت عدة أيام، بدعوى أنه تم استخدامه كمركز للقيادة والسيطرة من قبل حماس.
وقالت إسرائيل إنها تفاوضت قبل دخول المستشفى على توفير ممر آمن لإجلاء معظم الأشخاص الموجودين بداخله.
وقالت منظمة الصحة العالمية أيضا إن القصف الإسرائيلي حول قسم الطوارئ في مستشفى الشفاء إلى “حمام دم”.
وقالت وزارة الصحة التي تديرها حماس إن غارة إسرائيلية يوم الأحد أصابت مستشفى ناصر في مدينة خان يونس الرئيسية بجنوب غزة، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين.
وقالت الوزارة إن القوات الإسرائيلية اقتحمت مستشفى العودة في شمال غزة يوم الأحد واحتجزت الطواقم الطبية بعد عدة أيام من الحصار والقصف.
تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرة أخرى “بالنضال حتى النهاية” اليوم الأحد، متعهدا بتحقيق أهداف القضاء على حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن وضمان ألا تصبح غزة أبدا “مركزا للإرهاب” مرة أخرى.
وبالقرب من المعبر الحدودي الشمالي لغزة في مدينة إيريز الإسرائيلية، قال الجيش الإسرائيلي إنه اكتشف أكبر نفق لحماس حتى الآن.
وذكر مصور وكالة فرانس برس أن النفق كان كبيرا بما يكفي لاستخدام المركبات الصغيرة.
وقالت إسرائيل إن النفق كلف ملايين الدولارات واستغرق بناؤه سنوات، ويضم سكك حديدية وكهرباء وصرف صحي وشبكة اتصالات.
– دعوات للهدنة –
وتتعرض الحكومة الإسرائيلية لضغوط متزايدة من المجتمع الدولي لوقف القتال وبذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 1.9 مليون من سكان غزة – حوالي 80 بالمائة – قد شردوا بسبب الحرب.
وقال فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين: “لن أتفاجأ إذا بدأ الناس يموتون من الجوع، أو من مزيج من الجوع والمرض وضعف المناعة”.
وواجه سكان غزة أيضًا انقطاعات متكررة في الاتصالات، لكن شركة الاتصالات الرئيسية في غزة قالت يوم الأحد إن خدمة الهاتف المحمول والإنترنت عادت تدريجيًا.
وزارت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا اسرائيل يوم الاحد حيث دعت الى هدنة “فورية ودائمة”.
وأدانت فرنسا بشكل منفصل القصف الإسرائيلي الذي أدى إلى مقتل أحد مسؤولي وزارة الخارجية الفرنسية في غزة.
وقالت قطر، التي ساعدت في التوسط في هدنة الشهر الماضي شهدت تبادل 80 رهينة إسرائيلية مقابل 240 سجينا فلسطينيا، إن هناك “جهودا دبلوماسية مستمرة لتجديد الهدنة الإنسانية”.
لكن حماس قالت على تلغرام إنها “ضد أي مفاوضات لتبادل الأسرى حتى يتوقف العدوان على شعبنا بشكل كامل”.
وزار وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الكويت يوم الاثنين في إطار جولة إقليمية ستتضمن توقفا في إسرائيل وقطر اللتين توسطتا في اتفاق سابق لوقف إطلاق النار.
– “إذلال يومي” –
وتواجه إسرائيل أيضًا دعوات من عائلات الرهائن إما لإبطاء الحملة العسكرية أو تعليقها أو إنهائها.
وتقول إسرائيل إنه لا يزال هناك 129 رهينة في غزة، واحتشد أقاربهم مرة أخرى في تل أبيب للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق لإعادتهم إلى الوطن بعد أن اعترف الجيش بقتل ثلاثة من الأسرى عن طريق الخطأ في غزة.
وتحدثت إحدى الرهائن التي تم إطلاق سراحها بالفعل، وهي الألمانية الإسرائيلية راز بن عامي (57 عاما)، عن “الإذلال اليومي، النفسي والجسدي”، الذي تعرضت له، بما في ذلك وجبة واحدة يوميا وعدم وجود مراحيض مناسبة.
وشهد الصراع في غزة أيضا تصاعد العنف في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية قتلت خمسة فلسطينيين صباح الأحد في مخيم للاجئين بالضفة الغربية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الضربات الجوية استهدفت نشطاء عرضوا الجنود للخطر.
ويقول مسؤولو الصحة إن أكثر من 290 فلسطينيا قتلوا على يد القوات الإسرائيلية أو المستوطنين في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب.
– ضربات سوريا –
واستمرت المخاوف في التزايد من احتمال أن يمتد الصراع في غزة إلى المنطقة على نطاق أوسع.
قالت وزارة الدفاع السورية إن إسرائيل نفذت غارات جوية قرب دمشق يوم الأحد مما أدى إلى إصابة جنديين سوريين.
وتتبادل القوات الإسرائيلية ومسلحو حزب الله المدعوم من إيران إطلاق النار بشكل منتظم عبر الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان.
وشن المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن، الذين يقولون إنهم يريدون الضغط على إسرائيل، هجمات على السفن المارة في منطقة الشحن الحيوية في البحر الأحمر، مما أجبر الشركات الكبرى على إعادة توجيه السفن.
وتستهدف إسرائيل في المقام الأول القوات المدعومة من إيران ومقاتلي حزب الله، وكذلك مواقع الجيش السوري في البلاد، وكثفت مثل هذه الهجمات منذ 7 أكتوبر.
