فلسطينيون ينقلون ممتلكاتهم على عربة تجرها الحيوانات، أثناء فرارهم من منازلهم بعد أن أمرهم الجيش الإسرائيلي بإخلاء المنطقة في البريج، وسط قطاع غزة، في 26 ديسمبر. – تصوير: رويترز
لقد أصبح انقطاع التيار الكهربائي حقيقة من حقائق الحياة في غزة التي مزقتها الحرب. ولكن بفضل بطاقات SIM المدمجة، لا يزال بإمكان الفلسطينيين الوصول إلى الإنترنت والحفاظ على قناة اتصال مع أحبائهم في الخارج.
وقال هاني الشاعر، وهو صحفي محلي يعتمد على بطاقات eSIM لإجراء البث المباشر: “بدونها، لكنا معزولين عن العالم”.
وأضاف: “ولا أحد يعرف ما الذي يحدث في غزة”، في الوقت الذي شهدت فيه المنطقة المحاصرة يوم الثلاثاء الأحدث في سلسلة من انقطاع الاتصالات منذ بدء الحرب.
كن على اطلاع على اخر الاخبار. اتبع KT على قنوات WhatsApp.
واندلعت الحرب بعد هجوم نفذته حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر وأدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أحدث الأرقام الإسرائيلية الرسمية.
وتعهدت إسرائيل بتدمير حماس، وقادت حملة جوية وبرية واسعة النطاق ضد المسلحين الفلسطينيين ردا على ذلك.
وتسبب الهجوم في تدمير مناطق واسعة من غزة ومقتل ما لا يقل عن 20915 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.
وحذرت هيومن رايتس ووتش من أن انقطاع الهاتف والإنترنت في غزة يمكن أن “يوفر غطاء للفظائع ويولد الإفلات من العقاب بينما يزيد من تقويض الجهود الإنسانية ويعرض حياة الناس للخطر”.
كيف تعمل بطاقات eSIM
الفكرة وراء شريحة eSIM بسيطة: فهي نسخة برمجية من الرقائق التي يتم إدخالها تقليديًا في الهواتف للاتصال بالشبكات الخلوية والإنترنت.
ويتم دمجها مباشرة في الجهاز، ويمكن تفعيلها باستخدام رمز الاستجابة السريعة، الذي يتلقاه سكان غزة من أفراد الأسرة الذين يعيشون في الخارج.
ويتمكن سكان غزة بعد ذلك من الاتصال في وضع التجوال بشبكة أجنبية – غالبًا ما تكون إسرائيلية أو مصرية في بعض الأحيان.
وقالت سمر لباد إن بطاقة eSIM كانت بمثابة هبة من السماء.
فرت السيدة البالغة من العمر 38 عاماً من منزلها في مدينة غزة باتجاه الجنوب، حيث يعيش عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين في مخيمات مؤقتة.
وهي الآن في رفح، وقد فقدت الاتصال بأسرتها لأكثر من أسبوع. ولكن بعد ذلك أرسل لها شقيقها – الذي يعيش في بلجيكا – بطاقة eSIM.
وقالت: “الاتصال ليس مستقرا، لكنه يفي بالغرض”. “على الأقل يمكننا أن نبقى على اتصال لطمأنة بعضنا البعض، حتى لو بشكل متقطع”.
كما أن لها أحباء في خان يونس.
وقالت: “أعرف أحوالهم من شخص يعيش معهم، وهاتفه متوافق مع شريحة eSIM الإلكترونية”.
الخدمة متاحة فقط في المناطق القريبة من الحدود مع إسرائيل. بخلاف ذلك، سيتعين عليك الصعود إلى السطح لالتقاط الإشارة.
من يستخدمهم
وقال إبراهيم مخيمر، الذي يملك متجراً للهواتف المحمولة، إن زبائنه الرئيسيون هم الصحفيون الذين يستخدمون شرائح الاتصال الإلكترونية لتزويد العالم الخارجي بوصف دقيق للوضع في غزة.
وأضاف أنهم ينقلون بشكل حيوي “أن هناك نقصًا في المواد الأساسية الضرورية للبقاء” في المنطقة المحاصرة.
وأضاف مخيمر أن من بين عملاء شريحة eSIM الإلكترونية أيضًا “أطباء وموظفون في الدفاع المدني يتطلعون إلى معرفة الموقع الدقيق للضربات من أجل مساعدة الناس”.
كما يستخدمها موظفو وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لتنظيم قوافل المساعدات.
في حين أن البطاقات تساعد في تعويض انقطاع الاتصالات، إلا أن الوصول إلى الإنترنت مطلوب لتفعيلها في المقام الأول.
وقال صحافي الفيديو ياسر قدية، إن الأسعار تتراوح بين “15 إلى 100 دولار، بحسب مدة صلاحيتها”.
وأضاف أن الصحفيين المحليين الذين يستخدمون شرائح eSIM الإلكترونية ينتهي بهم الأمر إلى العمل كمراسلين للآخرين.
وقال: “يتواصل معنا العديد من المغتربين لمتابعة آخر الأخبار من غزة والحصول على معلومات تتعلق بأسرهم”.
