قصفت القوات الإسرائيلية يوم الخميس قطاع غزة المحاصر بشدة في الوقت الذي يتحرك فيه مركز القتال العنيف ضد حماس جنوبا حيث يلجأ مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين.
لقد دمرت الحرب التي بدأت بهجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول قسماً كبيراً من شمال غزة، بينما كانت الضربات الجوية والمدفعية والقتال من منزل إلى منزل على أشده في مدينة خان يونس الجنوبية.
وقال المتحدث باسم الجيش دانييل هاجاري إن الجيش الإسرائيلي نشر لواء إضافيا في خان يونس، مسقط رأس زعيم حماس يحيى السنوار.
وقد تم تهجير أكثر من 80 بالمائة من سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة من منازلهم، ويعيش العديد منهم الآن في ملاجئ ضيقة أو خيام مؤقتة في أقصى الجنوب، في مدينة رفح وما حولها بالقرب من مصر.
ودعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إلى اتخاذ “خطوات عاجلة للتخفيف من الخطر الجسيم” الذي يواجه سكان غزة، بما في ذلك “الإصابات الفظيعة والجوع الحاد و… خطر الإصابة بالأمراض”.
وقال مكتب ماكرون إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن “قلقه العميق إزاء الخسائر الفادحة بين المدنيين” وشدد على “ضرورة العمل من أجل وقف دائم لإطلاق النار”.
وتوعدت اسرائيل بتدمير حماس ردا على هجومها الدموي الذي شنته في السابع من تشرين الاول/اكتوبر واسفر عن مقتل نحو 1140 شخصا معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى ارقام اسرائيلية.
كما احتجز مسلحو حماس نحو 250 رهينة، لا يزال 129 منهم في الأسر، وهو ما يشكل مصدر حزن شديد وقلق لأسرهم التي نظمت احتجاجات تطالب باتخاذ إجراءات عاجلة “لإعادتهم إلى الوطن”.
وأدى القصف الجوي الإسرائيلي المتواصل والغزو البري بالقوات والدبابات إلى مقتل ما لا يقل عن 21110 أشخاص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن 167 من جنوده قتلوا في الحرب على غزة.
– توائم رباعية ولدوا في الحرب –
وفي خضم الصراع، أدى الحصار الإسرائيلي إلى حرمان سكان غزة من الغذاء والماء والوقود والدواء – ولم يتم تخفيف النقص الحاد إلا بشكل متقطع بواسطة قوافل شاحنات المساعدات الإنسانية.
ومن بين العديد من النازحين، الأم الشابة إيمان المصري، التي أنجبت مؤخراً أربعة توائم في مستشفى بجنوب غزة بعد فرارها من منزل عائلتها في الشمال المدمر.
وقالت الشابة البالغة من العمر 28 عاما إن الرحلة الشاقة “أثرت على حملي”، مشيرة إلى أنها أنجبت في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي فتاتين وولدين بعملية قيصرية، وكان أحدهما في حالة هشة للغاية لدرجة أنه لم يتمكن من مغادرة المستشفى.
وقالت عن الأطفال الثلاثة الآخرين، وهي تتحدث في قاعة مدرسة ضيقة تحولت إلى ملجأ في دير البلح: “إنهم نحيفون للغاية”. “الجو بارد وعاصف ولا يوجد حوض استحمام… أنا فقط أستخدم المناديل المبللة.”
“لا يوجد طعام مغذٍ يمكنني تناوله لإرضاع أطفالي الثلاثة.”
كما اندلعت أعمال العنف في جميع أنحاء الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، حيث قُتل ما لا يقل عن 314 فلسطينيًا على يد القوات الإسرائيلية أو المستوطنين منذ 7 أكتوبر، وفقًا لوزارة الصحة في المنطقة.
شنت القوات الإسرائيلية غارة دامية خلال الليل على مدينة رام الله، بحسب ما أعلن مسؤولون في قطاع الصحة، الخميس، في الوقت الذي داهمت فيه القوات محلات الصرافة التي قال الجيش إنها توفر الأموال للجماعات المسلحة.
وشاهد صحافي في وكالة فرانس برس فلسطينيين يلقون الزجاجات الحارقة على القوات الإسرائيلية، ما أدى إلى مقتل رجل، بحسب وزارة الصحة.
وتحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967 وتنفذ غارات بشكل منتظم هناك، على الرغم من أنها أقل شيوعا بكثير في رام الله، القلب المؤسسي للإقليم.
ذكر تقرير للأمم المتحدة اليوم الخميس أن وضع حقوق الإنسان في الضفة الغربية يتدهور بسرعة، وحث إسرائيل على “إنهاء عمليات القتل غير القانونية” ضد السكان الفلسطينيين.
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في بيان إن “استخدام التكتيكات والأسلحة العسكرية في سياقات إنفاذ القانون، واستخدام القوة غير الضرورية أو غير المتناسبة، وفرض قيود واسعة النطاق وتعسفية وتمييزية على الحركة التي تؤثر على الفلسطينيين، أمر مثير للقلق للغاية”.
– تصاعد التوترات في الشرق الأوسط –
وأدت الحرب الأكثر دموية على الإطلاق في غزة إلى تفاقم التوترات بشكل حاد بين إسرائيل وعدوتها اللدود إيران التي تدعم الجماعات المسلحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط فيما تسميه “محور المقاومة”.
ألقت إيران باللوم على إسرائيل في هجوم صاروخي في سوريا يوم الاثنين أدى إلى مقتل القائد العسكري الإيراني الكبير رازي موسوي، الذي تم دفنه في جنازة جماعية دامعة في طهران يوم الخميس.
وهتف الحشد “الموت لإسرائيل” و”الموت لأمريكا” بعد أن أدى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي صلاة على جثمان موسوي، وهو قائد كبير في العمليات الخارجية للحرس الثوري الإسلامي الذي يسلح فيلق القدس.
وحذر المتحدث باسم الحرس الثوري رمضان شريف الاربعاء من أن “ردنا على اغتيال موسوي سيكون مزيجا من العمل المباشر بالإضافة إلى تحركات أخرى يقودها محور المقاومة”.
وتبادلت إسرائيل إطلاق النار بكثافة عبر الحدود مع حزب الله المدعوم من إيران في لبنان منذ اندلاع حرب غزة، وحذرت من أنها ستكثف عملها العسكري ما لم ينسحب مقاتلو الجماعة بعيدا عن الحدود.
وقال المتحدث باسم الجيش هاجاري إن القوات الإسرائيلية قتلت 129 من مقاتلي حزب الله منذ أوائل أكتوبر وأن الحركة الشيعية “تدفع ثمنا باهظا” لهجماتها.
وشن حليف آخر لإيران، المتمردون الحوثيون في اليمن، هجمات متكررة بطائرات بدون طيار وصواريخ على إسرائيل، والتي تم اعتراضها في الجو، وأطلقوا النار على سفن الشحن المارة في البحر الأحمر، مما أدى إلى تعطيل التجارة الدولية.
أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أن طائرة مسيرة تحطمت أيضا بالقرب من قرية في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، بعد أن أعلنت جماعة مسلحة عراقية مرتبطة بحركة حماس مسؤوليتها عن هجوم في المنطقة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم إسقاط طائرة بدون طيار ربما كانت تحمل متفجرات انطلقت من سوريا في وقت متأخر من يوم الأربعاء، دون وقوع إصابات ولكن بعض الأضرار المادية.
