الصورة: رويترز
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الأربعاء، أن عدد قتلى الحرب مع إسرائيل تجاوز 21 ألف شخص، ثلثاهم من النساء والأطفال.
وقصفت إسرائيل غزة مجددا بضربات جوية وقصف بعد أن حذر قائد قواتها المسلحة من أن الحرب الدائرة مع حماس ستستمر “لأشهر عديدة أخرى”.
وأضاءت انفجارات سماء مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة التي شهدت قتالا عنيفا في المناطق الحضرية منذ أن أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيطر إلى حد كبير على شمال القطاع.
وقال شهود إن اشتباكات عنيفة اندلعت مرة أخرى حول مدينة غزة في الشمال، في حين أصابت غارة جوية 11 شخصا قرب مدينة رفح الواقعة في أقصى الجنوب والمكتظة بالنازحين.
وتسببت الأزمة الإنسانية المتصاعدة في غزة في تفاقم الدعوات المطالبة بوقف الأعمال العدائية.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارا بمواصلة الحملة لتدمير حماس، وهي جماعة إسلامية مدرجة على القائمة السوداء للمنظمات “الإرهابية” من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقال قائد القوات المسلحة هرتسي هاليفي يوم الثلاثاء إن “أهداف هذه الحرب ضرورية وليس من السهل تحقيقها”. “لذلك فإن الحرب ستستمر لعدة أشهر أخرى.”
واندلع الصراع عندما هاجم مسلحون من حماس جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر وقتلوا نحو 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية.
وتقول إسرائيل إنه خلال الهجوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل، احتجز المسلحون الفلسطينيون أيضًا حوالي 250 رهينة، ما زال 129 منهم في الأسر.
وردت إسرائيل بقصف متواصل وحصار أعقبه غزو بري في 27 أكتوبر/تشرين الأول.
وأسفرت الحملة عن مقتل ما لا يقل عن 21110 أشخاص، بحسب آخر حصيلة صادرة عن وزارة الصحة في غزة، التي أضافت أن أكثر من 55 ألف شخص أصيبوا.
ويلقي الجيش الإسرائيلي باللوم على حماس والجماعات المسلحة المتحالفة معها في ارتفاع عدد القتلى المدنيين، متهماً المقاتلين بالاختباء في المدارس والمستشفيات وغيرها من البنية التحتية المدنية أو في الأنفاق الموجودة أسفلها.
وقال الجيش إن عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا داخل غزة ارتفع إلى 164 جنديا.
ذكرت مصادر في وزارة الصحة أن إسرائيل أعادت اليوم الثلاثاء، عبر الصليب الأحمر، جثث 80 فلسطينيا قتلوا في غزة، بعد التحقق من عدم وجود رهائن بينهم.
وشاهد مصور وكالة فرانس برس حفارًا ينزل الرفات البشرية في أكياس الجثث الزرقاء إلى مقبرة جماعية في رفح.
“ما وراء الكارثة”
ويعاني سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة من نقص حاد في المياه والغذاء والوقود والأدوية، مع دخول مساعدات محدودة إلى القطاع.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يقدر بنحو 1.9 مليون من سكان غزة نزحوا.
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقابلة مع التلفزيون المصري إن حرب غزة “تتجاوز الكارثة والإبادة الجماعية”.
وقال رئيس السلطة الفلسطينية إن الحرب “أبشع بكثير مما حدث” خلال حرب عام 1948 التي صاحبت قيام إسرائيل عندما فر أو طرد 760 ألف فلسطيني من منازلهم.
وقال عباس: “خطة نتنياهو هي التخلص من الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية”.
ودعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في قرار له الأسبوع الماضي، إلى “إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق على نطاق واسع”.
والقرار، الذي لم يدعو إلى وقف فوري للقتال، يترك لإسرائيل فعليا مهمة الإشراف العملي على توصيل المساعدات.
وفي رفح، توافد المئات على شركة عبد السلام ياسين للمياه حاملين السلال، ويسحبون عربات اليد، بل ويدفعون كرسياً متحركاً مكدساً بالزجاجات للوقوف في طابور للحصول على المياه النظيفة.
وقال أمير الزهار، أحد سكان رفح، “كانت هذه عربة والدي”. “استشهد أثناء الحرب. كان يستخدمها لنقل وبيع الأسماك، والآن نستخدمها لنقل المياه العذبة”.
وفي أماكن أخرى من المدينة، قام الناس بتقسيم جذوع الأشجار وتكديس الإشعال لأن نقص الوقود أجبرهم على حرق الحطب للطهي وللتدفئة.
وقالت امرأة كانت تغسل ملابس عائلتها يدويا لوكالة فرانس برس: “لقد ناشدت الناس من أجل الحصول على الماء. ليس لدي أي شيء على الإطلاق. لقد اقترضت كل شيء، حتى البطانيات، من الآخرين”.
التوترات في الشرق الأوسط
قال مسؤول في البيت الأبيض إن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان التقى الثلاثاء وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر لبحث الانتقال “إلى مرحلة مختلفة” من الحرب.
وقال المسؤول إن الهدف من اللقاء كان أيضا فرصة للحديث عن “الانتقال إلى مرحلة مختلفة من الحرب لتحقيق أقصى قدر من التركيز على أهداف حماس ذات القيمة العالية”.
كما اندلعت أعمال العنف في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، حيث قُتل أكثر من 310 فلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية أو المستوطنين، وفقًا لوزارة الصحة في المنطقة.
افادت مصادر فلسطينية ان عملية اسرائيلية في مخيم للاجئين في شمال الضفة الغربية اسفرت عن مقتل ستة اشخاص فجر اليوم الاربعاء.
وترددت أصداء الحرب في أنحاء الشرق الأوسط واجتذبت جماعات مسلحة تدعمها إيران العدو اللدود لإسرائيل في لبنان والعراق وسوريا واليمن.
أعلن حزب الله الأربعاء أن غارة جوية إسرائيلية على بلدة حدودية لبنانية أسفرت عن مقتل مقاتل من حزب الله، فيما أفادت وسائل إعلام رسمية أن اثنين من أقاربه قتلا أيضا.
وفي سوريا، قتلت غارة إسرائيلية يوم الاثنين الجنرال الإيراني رازي موسوي، القائد الكبير في فيلق القدس، ذراع العمليات الخارجية للحرس الثوري الإسلامي.
وتوعدت إيران بالانتقام لمقتل موسوي الذي كان من المقرر أن يُعاد جثمانه إلى الوطن لدفنه بعد صلاة الجنازة في الأماكن المقدسة الشيعية في العراق يوم الأربعاء.
وأطلق المتمردون الحوثيون في اليمن النار مرارا وتكرارا على إسرائيل وعلى سفن الشحن المارة في البحر الأحمر في هجمات تضامنا مع حماس.
وقال البنتاغون إن القوات العسكرية الأمريكية أسقطت أكثر من 12 طائرة مسيرة هجومية تابعة للحوثيين وعدة صواريخ دون وقوع إصابات أو أضرار.
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أن طائرة مقاتلة اعترضت فوق البحر الأحمر “هدفا جويا معاديا كان في طريقه إلى الأراضي الإسرائيلية”.
