بيروت
تتصاعد التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية حيث يقوم المسؤولون الإسرائيليون بتصعيد التهديدات ضد جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة ومع استمرار الجانبين في تبادل إطلاق النار.
قال بيني غانتس، عضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، يوم الأربعاء، إنه إذا لم يقم المجتمع الدولي والحكومة اللبنانية بـ”كبح” حزب الله، فإن إسرائيل ستفعل ذلك. وقال قائد الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت جنرال هيرزي هاليفي، إن الجيش في حالة “استعداد عالٍ” ووافق على خطط في حال قرر فتح جبهة ثانية في الشمال.
وفي الوقت نفسه، فإن حزب الله، الذي كان حريصاً على الحد من هجماته على إسرائيل، يُبقي الباب مفتوحاً على احتمال حدوث تصعيد أوسع نطاقاً. وحذر نائب زعيم حزب الله الشيخ نعيم قاسم يوم الخميس من أنه “إذا ذهبت إسرائيل إلى أبعد من ذلك فسنرد ضعف ذلك”. “لن نخشى التهديدات أو الترهيب الإسرائيلي أو الأمريكي”.
واندلع القتال على طول الحدود الشمالية لإسرائيل عندما بدأ حزب الله في إطلاق الصواريخ بعد وقت قصير من الهجوم الذي شنته حماس عبر الحدود في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي أدى إلى اندلاع الحرب في غزة. وعلى الرغم من أن القتال المتزامن كان أقل شدة من المعركة في غزة، إلا أنه تسبب في الدمار والتشريد والموت على كلا الجانبين وأثار مخاوف من نشوب حرب إقليمية أوسع.
ويهاجم مقاتلو حزب الله المواقع والقرى الإسرائيلية على طول الحدود، وأطلقت الجماعة صواريخ وطائرات بدون طيار باتجاه أهداف إسرائيلية. وتقصف الدبابات والمدفعية والطائرات الإسرائيلية مناطق على الجانب اللبناني من الحدود.
وعلى الجانب اللبناني، نزح نحو 74500 شخص بسبب القتال، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
وقتل ما يقرب من 160 شخصا في الغارات الجوية والقصف الإسرائيلي في لبنان. وكان معظم هؤلاء مقاتلين مع حزب الله والجماعات المتحالفة معه، لكن 19 مدنياً على الأقل قتلوا أيضاً، بينهم صحفيون وأطفال.
كما اتهمت جماعات حقوق الإنسان ومسؤولون محليون إسرائيل بضرب المناطق الحدودية اللبنانية بقذائف تحتوي على الفوسفور الأبيض، وهو ذخيرة حارقة مثيرة للجدل. وأحرقت الغارات مئات الهكتارات من المزارع والغابات وأصابت مدنيين. وتقول إسرائيل إن كل تصرفاتها تتفق مع القانون الدولي.
كما اتهمت جماعات حقوق الإنسان إسرائيل بالتخطيط لهجماتها على الصحفيين على الحدود.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 1700 صاروخ تم إطلاقها من لبنان باتجاه إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 15 إسرائيليًا، من بينهم تسعة جنود، وإصابة أكثر من 150 شخصًا.
وتقدر إسرائيل أن حزب الله لديه حوالي 150 ألف صاروخ وقذيفة في ترسانته، يمكن للكثير منها ضرب أي مكان في إسرائيل تقريبًا، بما في ذلك العاصمة الاقتصادية تل أبيب.
وأجلت إسرائيل نحو 60 ألف شخص من أكثر من 40 بلدة شمالية، بما في ذلك مدينة كريات شمونة الرئيسية، التي يبلغ عدد سكانها 22 ألف نسمة. وبثت وسائل الإعلام الإسرائيلية لقطات لمنازل مدمرة وتجمعات قاحلة، مع قيام جنود إسرائيليين بحراسة الشوارع الفارغة.
وحتى الآن، كانت ضربات حزب الله شبه اليومية مصممة بحيث لا تؤدي إلى اندلاع حرب شاملة. ويقول بعض الخبراء العسكريين إن كل شيء قد يخرج عن نطاق السيطرة حيث يجد القادة العسكريون الإسرائيليون أن الوضع الحالي لا يمكن الدفاع عنه بشكل متزايد.
