رفعت جنوب أفريقيا اليوم الجمعة دعوى أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل بسبب ما قالت إنها أعمال “إبادة جماعية” في قطاع غزة، فيما رفضت إسرائيل الدعوى “باشمئزاز”.
وبحسب بيان، فإن طلب محكمة العدل الدولية يتعلق بالانتهاكات المزعومة من جانب إسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، وقال إن “إسرائيل انخرطت، وتشارك، وتخاطر بالانخراط في المزيد من أعمال الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة”.
وفي طلب لاهاي، تقول جنوب أفريقيا أيضًا إن إسرائيل تتصرف “بالنية المحددة المطلوبة… لتدمير الفلسطينيين في غزة كجزء من المجموعة الفلسطينية الوطنية والعنصرية والإثنية الأوسع”.
رفضت إسرائيل التهمة، وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليئور حيات على موقع X، تويتر سابقًا: “ترفض إسرائيل باشمئزاز فرية الدم التي نشرتها جنوب إفريقيا وتطبيقها” على محكمة العدل الدولية.
تقترب الحرب التي بدأتها هجمات حماس العنيفة على إسرائيل من أسبوعها الثاني عشر، حيث تحولت مناطق واسعة من شمال غزة إلى أنقاض، وتركز الضربات الجوية الإسرائيلية والقتال البري على المناطق الوسطى والجنوبية.
وشن مسلحو حماس هجوما في 7 تشرين الأول/أكتوبر أدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية.
واحتجز المسلحون الفلسطينيون أيضا نحو 250 شخصا رهائن – ما زال أكثر من نصفهم أسرى داخل منطقة الحرب، ويعتقد أن بعضهم مات.
وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ ذلك الحين إلى مقتل أكثر من 21500 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في غزة التي تسيطر عليها حماس.
– ‘ضرر لا يمكن إصلاحه’ –
وفي ملفها أمام محكمة العدل الدولية، تطلب جنوب أفريقيا من المحكمة “الحماية من أي ضرر إضافي جسيم وغير قابل للإصلاح لحقوق الشعب الفلسطيني”.
ولطالما كانت جنوب أفريقيا من أشد المؤيدين للقضية الفلسطينية، حيث يربط حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في كثير من الأحيان تلك القضية بكفاحه ضد الفصل العنصري.
وأدانت بريتوريا بشدة رد إسرائيل على هجمات حماس واستدعت جميع دبلوماسييها من البلاد.
وفي المقابل، استدعت إسرائيل سفيرها في جنوب أفريقيا.
إن قرارات محكمة العدل الدولية، التي تحكم في النزاعات بين الدول، نهائية – ولكن ليس لديها وسيلة لتنفيذ قراراتها.
ويمكنها أيضًا أن تأمر باتخاذ إجراءات طارئة في انتظار الحل الكامل للحالات، الأمر الذي قد يستغرق سنوات عديدة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، دعت خمس دول، من بينها جنوب أفريقيا، إلى إجراء تحقيق من جانب المحكمة الجنائية الدولية في الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقال المدعي العام للمحكمة كريم خان إن جنوب أفريقيا وبنغلاديش وبوليفيا وجزر القمر وجيبوتي، وجميعهم أعضاء في المحكمة، سعوا إلى إجراء تحقيق في “الوضع في دولة فلسطين”.
