قصفت إسرائيل جنوب قطاع غزة في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت، في وقت حذرت الأمم المتحدة من أن الأراضي الفلسطينية المحاصرة أصبحت “غير صالحة للسكن” بعد الحرب المستمرة منذ ثلاثة أشهر.
وأدى القتال، الذي اندلع بعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل من قبل مسلحي حماس، إلى تصاعد التوترات في جميع أنحاء المنطقة، ولا تظهر أي علامات على التراجع مع دخول الصراع إلى شهره الرابع يوم الأحد.
وتحمل المدنيون في قطاع غزة الذي تحكمه حماس العبء الأكبر من أعمال العنف وسط نزوح واسع النطاق ودمار وأزمة إنسانية متفاقمة.
ومع تحول جزء كبير من الأراضي إلى أنقاض، قال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث الجمعة إن “غزة أصبحت ببساطة غير صالحة للسكن”.
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس بغارات إسرائيلية في وقت مبكر من السبت على مدينة رفح الجنوبية، حيث لجأ مئات الآلاف من الأشخاص هربا من القتال.
وعلى الحدود الشمالية لإسرائيل، أعلنت جماعة حزب الله اللبنانية أنها بدأت السبت “ردها الأولي” على مقتل نائب زعيم حركة حماس في بيروت، والذي قال مسؤول دفاعي أميركي لوكالة فرانس برس إن إسرائيل نفذته.
وقالت الجماعة المدعومة من إيران إنها استهدفت قاعدة ميرون الجوية التابعة للجيش الإسرائيلي بـ 62 صاروخا، في حين أبلغ الجيش الإسرائيلي عن “حوالي 40 عملية إطلاق من لبنان” في وقت مبكر من يوم السبت، مع انطلاق صفارات الإنذار في منطقة الجليل.
وتتبادل الحركة اللبنانية المتحالفة مع حماس النار بشكل شبه يومي مع القوات الإسرائيلية منذ أوائل أكتوبر وقالت إن القصف جاء ردا على مقتل صالح العاروري يوم الثلاثاء في غارة على معقل حزب الله في العاصمة اللبنانية.
وقال الجيش إنه رد بضربة على “خلية تابعة لحزب الله شاركت في الإطلاق”.
وقال المتحدث باسم الجيش دانييل هاغاري في وقت متأخر من يوم الجمعة إن القوات الإسرائيلية تحافظ على “حالة استعداد عالية للغاية” على طول الحدود مع لبنان بعد مقتل العاروري، الذي لم تعلن إسرائيل مسؤوليته عنه.
وقال هاجري إن الجيش في غزة يواصل “القتال… في الشمال والوسط والجنوب”.
وقال الفلسطيني ابو محمد (60 عاما) الذي فر من مخيم البريج للاجئين في رفح الى رفح لوكالة فرانس برس انه مع اقتراب الحرب من شهرها الرابع، يبدو مستقبل غزة “مظلما وكئيبا وصعبا للغاية”.
– المستشفى “مكتظ بالنازحين” –
وبدأت الحرب بهجوم غير مسبوق لحماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، أدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
واحتجز المسلحون أيضًا حوالي 250 رهينة، لا يزال 132 منهم في الأسر، وفقًا لإسرائيل، بما في ذلك 24 على الأقل يُعتقد أنهم قُتلوا.
رداً على ذلك، شنت إسرائيل قصفاً متواصلاً وغزواً برياً أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 22600 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة.
أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الجمعة، بقصف مدفعي وطائرات بدون طيار في محيط مستشفى الأمل بمدينة خان يونس.
وأضافت أن سبعة نازحين، من بينهم طفل عمره خمسة أيام، قتلوا أثناء لجوئهم إلى المجمع.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن غالبية المستشفيات الـ 36 في الأراضي الفلسطينية توقفت عن العمل بسبب القتال، في حين تواجه المرافق الطبية المتبقية نقصاً حاداً.
وفي وسط غزة، قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى: “نحن أمام كارثة إنسانية بسبب انتشار الأوبئة، مع اكتظاظ المستشفى بالنازحين”.
وقام فريق تابع للأمم المتحدة يوم الجمعة بتسليم إمدادات طبية إلى سلطات غزة في خان يونس، وقال منسق منظمة الصحة العالمية شون كيسي إنها “المرة الأولى التي نتمكن فيها من تسليم هذه الإمدادات خلال حوالي 10 أيام”.
وأضاف أن “المستشفيات تعاني من نقص في بعض الإمدادات”، مضيفا أن المرافق الطبية “تعمل بضعف أو ثلاثة أضعاف طاقتها العادية”.
قال الجيش الإسرائيلي يوم السبت إن قواته البرية والجوية “قتلت العديد من الإرهابيين… ودمرت عددا من فتحات الأنفاق” في خان يونس خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وتقول إسرائيل إن نشطاء حماس يختبئون في شبكة واسعة تحت الأرض وكذلك بين المدنيين في المدارس والمستشفيات.
وقال الجيش إنه خلال “غارة مستهدفة” في مدينة غزة، التي أصبحت الآن منطقة قتال حضرية مدمرة إلى حد كبير، عثرت القوات على سترات عسكرية “مخبأة… في عيادة طبية”.
– دفعة دبلوماسية –
وزار دبلوماسيون غربيون كبار المنطقة في إطار مسعى جديد لزيادة تدفق المساعدات إلى غزة وتهدئة التوترات المتصاعدة.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في تركيا يوم السبت، حيث كان من المقرر أن يناقش حرب غزة مع الرئيس رجب طيب أردوغان.
وسيزور بلينكن أيضًا عدة دول عربية قبل أن يتوجه إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة الأسبوع المقبل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إن بلينكن يعتزم خلال زيارته أن يناقش مع القادة الإسرائيليين “الإجراءات الفورية لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل كبير”.
ويجتمع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مع الزعماء اللبنانيين يوم السبت في بيروت لإجراء محادثات حول “جميع جوانب الوضع في غزة وما حولها”.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن من المقرر أن تتوجه وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى المنطقة يوم الأحد.
من ناحية أخرى، انتقدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، تصريحات وزيرين إسرائيليين من اليمين المتطرف تسعى إلى إعادة توطين سكان غزة خارج القطاع.
وقالت كولونا لشبكة CNN يوم الجمعة: “ليس من حق إسرائيل تحديد مستقبل غزة، وهي أرض فلسطينية”.
بور-عامي/jkb
