صورة الملف
قال مسؤول كبير إن المؤتمر الدولي لمجلس الإمارات للإفتاء سيمهد الطريق أمام طرح مناهج مبتكرة ومرنة تتوافق مع الشريعة الإسلامية وسيقدم خارطة طريق للفتاوى المتعلقة بالتطورات العلمية والتكنولوجية.
وينطلق المؤتمر الذي يستمر يومين، الثلاثاء، تحت رعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي، ورئاسة عبدالله بن بيه رئيس المجلس.
وينعقد المؤتمر تحت شعار “نحو تصور شرعي للتطورات العلمية: المنهج الحضاري، والتطبيقات الواقعية، وأخلاقيات الاستدامة”.
وستتضمن جلسة خاصة بعنوان “نحو منهجية منضبطة ومستدامة تتفاعل مع احتياجات الإنسان”، وسيتضمن حوارا حول القضايا الناشئة في الطب والأسرة والبيئة وأخلاقيات الاستدامة والذكاء الاصطناعي.
وأشار الدكتور عمر حبتور الدرعي، مدير عام مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، إلى أن المؤتمر انطلق بناءً على إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أن عام 2023 هو “عام الاستدامة”. وسيتناول القضايا التي يطرحها التطور العلمي، والتي تعتبر من أهم التحديات المعاصرة التي تحتاج إلى أن تكون موضوع نقاش بين علماء الشريعة والخبراء في العلوم الطبيعية المختلفة. وتشمل هذه زرع قلب خنزير في جسم بشري، والجينوم البشري، وإطعام الرضع من خلال بنوك الحليب، والروبوتات المستقلة، وزرع الرقائق الدقيقة، وتجارة البيانات الضخمة.
الدكتور عمر حبتور الدرعي
إن مؤتمرنا هو بالفعل منصة علمية ولقاء حواري تكاملي سنوي لأنه يعتمد على تلاقح الأفكار والتشاور والتكامل بين الخبراء والمتخصصين؛ ليس فقط على الآراء الشرعية ولكن أيضًا من خلال دعوة الشركاء من العلم والتخصصات الأخرى ليقدموا لنا تصوراتهم الواقعية حول هذه القضايا ومن ثم البناء على الرأي الشرعي.
وأشار الدكتور الدرعي إلى أن المؤتمر الأول للمجلس عام 2020 حول “فقه الطوارئ” ردا على الاستفسارات المتعلقة بجائحة كوفيد-19، وقدم إجابات على الأسئلة الدينية المتعلقة بكوفيد، وقدم الحلول الشرعية الصحيحة للعديد من المجتمعات في التعامل مع الجائحة. .
وقال الدكتور الدرعي إن مؤتمر هذا العام سيكون امتدادا لمناقشة الفتاوى المتعلقة بالتطورات العلمية. “وضمن سلسلة نوعية من المؤتمرات، سيتم تناول مثل هذه القضايا التفصيلية من وجهة نظر دينية من خلال دراسة التحديات والفرص التي تفرضها التغيرات والتحولات الجديدة في الفضاء والمناخ والبيئة والطب والرقمنة ومجال الذكاء الاصطناعي الذي لقد أصبح شريكاً متكاملاً في حياتنا.”
وأشار إلى أن رؤية المؤتمر تركز على “صياغة حلول فتاوى استباقية تتناول التطورات العلمية في ضوء التحديات والمجتمعات الراهنة كما نعيشها الآن”.
علماء وخبراء من 50 دولة
ويشارك في المؤتمر أكثر من 160 عالما ومفكرا وشخصية علمية يمثلون أكثر من 50 دولة و71 هيئة فتوى من مختلف أنحاء العالم. وسيتم تمثيل المؤسسات الطبية والقانونية والتقنية والجامعات وهيئات الذكاء الاصطناعي في هذا الحدث. سيكون هناك أكثر من 50 مناقشة، وسيتم نشر أكثر من 60 بحثًا بعد المؤتمر.
وأشار الدكتور الدرعي إلى أن المؤتمر سيعمل على إيجاد فتاوى جديدة تنتج عن التداول بما يضمن التكامل العلمي مع الخبرات العلمية في كافة المجالات.
“ستكون هذه المنصة حدثًا سنويًا لمناقشة القضايا الجديدة وفقًا لهذه المنهجية الراسخة، حتى نستمع للجميع، ونتعرف على الشركاء، ونبني التكامل بين علماء الدين والعلماء والخبراء والمؤسسات المتنوعة والعلوم الطبيعية”.
وأضاف الدرعي أن المخرجات والنتائج والتوصيات المرجوة من المؤتمر تشمل تبادل التجارب والخبرات بين مختلف مؤسسات الفتوى والشرعية لدعم البحث العلمي وخلق مرجعية علمية وعلمية تحقق التقارب والتنسيق في هذا المجال.
