من المقرر أن يدلي الجزائريون بأصواتهم، السبت، في انتخابات رئاسية من المتوقع على نطاق واسع أن تشهد فوز عبد المجيد تبون بولاية ثانية.
ويعتبر تبون (78 عاما) المرشح الأوفر حظا للفوز على الإسلامي المعتدل عبد العالي الحسني والمرشح الاشتراكي يوسف عوشيش في السباق لقيادة الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.
وكتب المعلق السياسي محمد هناد على فيسبوك “الفائز معروف مسبقا”، في إشارة إلى تبون.
وكتب أن منافسي تبون لم تكن لديهم فرصة كبيرة بسبب انخفاض الدعم و”الظروف التي جرت فيها الحملة الانتخابية، والتي ليست أكثر من مهزلة”.
ويتمثل التحدي الرئيسي الذي يواجه الرئيس الحالي في تعزيز نسبة المشاركة في التصويت، بعد فوزه في عام 2019 بنسبة 58% من الأصوات، وسط معدل امتناع قياسي عن التصويت تجاوز 60%.
يقول حسني عبيدي، المحلل في مركز دراسات CERMAM في جنيف: “يحرص الرئيس على تحقيق مشاركة كبيرة في الانتخابات. إنها قضيته الرئيسية”.
وجاءت نسبة المشاركة المنخفضة في عام 2019 في أعقاب احتجاجات الحراك المؤيدة للديمقراطية، والتي أطاحت بالرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة قبل أن يتم قمعها بتشديد إجراءات الشرطة وسجن المئات.
ولم تنجح التجمعات الانتخابية في إثارة الحماس في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 45 مليون نسمة، ويرجع ذلك جزئيا إلى حرارة الصيف.
بدأ أكثر من 800 ألف جزائري مقيمون في الخارج التصويت بالفعل.
وبما أن الشباب يشكلون أكثر من نصف السكان، فإن جميع المرشحين يستهدفون أصواتهم بالوعود بتحسين مستويات المعيشة وتقليل الاعتماد على الهيدروكربونات.
وأشاد تبون بنجاحاته الاقتصادية منذ ولايته الأولى، بما في ذلك توفير المزيد من الوظائف وزيادة الأجور في البلاد، أكبر مصدر للغاز الطبيعي في أفريقيا.
وتعهد منافساه بمنح الجزائريين المزيد من الحريات.
وقال عوشيش إنه ملتزم “بالإفراج عن سجناء الرأي من خلال العفو ومراجعة القوانين الجائرة”، بما في ذلك القوانين المتعلقة بالإعلام والإرهاب.
ودعا الحسني إلى “الحريات التي تراجعت إلى لا شيء في السنوات الأخيرة”.
وقال المحلل السياسي عبيدي إن على تبون أن يعالج العجز الكبير في الحريات السياسية والإعلامية لأن السياسة “غابت عن المشهد”، حيث “انفصل الجزائريون عن السياسة الحالية” بعد انتهاء الحراك.
وبعد خمس سنوات، قالت منظمة العفو الدولية إن السلطات الجزائرية “ملتزمة بالحفاظ على نهج عدم التسامح مطلقًا مع الآراء المعارضة”.
ومن المقرر أن تفتح مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة صباحا (0700 بتوقيت جرينتش) وتغلق في الساعة السابعة مساء.
ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن النتائج الأولية في وقت مبكر من ليلة السبت، حيث من المقرر أن تعلن الهيئة الانتخابية الوطنية المستقلة النتائج الرسمية يوم الأحد على أبعد تقدير.