باماكو
أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة، الثلاثاء، مسؤوليتها عن هجوم على مطار عسكري ومركز تدريب في عاصمة مالي باماكو، زاعمة أنها ألحقت خسائر بشرية ومادية فادحة.
وقالت الجماعة الجهادية على قنواتها الإعلامية إن “عملية خاصة” استهدفت “المطار العسكري ومركز تدريب الدرك المالي وسط العاصمة المالية (باماكو)، فجر اليوم، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية فادحة وتدمير عدة طائرات عسكرية”.
وتحدث الجنرال عمر ديارا، رئيس أركان الجيش المالي، فقط عن “محاولات تسلل معقدة بعض الشيء” إلى مركز التدريب، دون ذكر الهجوم المزعوم على المطار العسكري.
وأكد الجيش أن الهجوم تم إحباطه وأن الوضع “تحت السيطرة”.
ولا يزال من الممكن سماع أصوات الاشتباكات بالقرب من المطار في وقت مبكر من بعد الظهر.
وكما هي الحال دائما تقريبا فيما يتصل بالمسائل الأمنية في ظل المجلس العسكري الحاكم في مالي، فإن تقييد الوصول إلى المعلومات يعني أن التفاصيل المتعلقة بكيفية تنفيذ الهجوم ونتائجه غير واضحة.
وزعمت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين أنها ألحقت “خسائر بشرية ومادية هائلة ودمرت العديد من الطائرات العسكرية”.
وقال مسؤول بالمطار طلب عدم الكشف عن هويته إن ست طائرات دمرت إلى جانب بعض منصات إطلاق الطائرات بدون طيار، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
ولم تقدم السلطات أي تعليق بشأن الأضرار التي لحقت بالمنطقة، لكنها قالت إنه تم “تحييد” “الإرهابيين”.
وأظهرت لقطات تلفزيونية رسمية نحو 20 رجلا محتجزين وأيديهم مقيدة ومعصوبة أعينهم، فيما أظهرت صور متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي جثثا متفحمة.
ولأول مرة منذ فترة طويلة، نقلت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المعركة التي تخوضها منذ سنوات ضد الدولة المالية إلى باماكو نفسها.
وفي حين لا تزال مناطق معينة من البلاد، بما في ذلك الشمال والوسط حيث تنشط جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، فريسة لهجمات شبه يومية، فقد نجت العاصمة إلى حد كبير من انعدام الأمن في السنوات الأخيرة.
تمكنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، أحد أبرز اللاعبين المتطرفين في مالي إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، من توسيع سيطرتها باتجاه العاصمة والجنوب، على الرغم من العمليات المكثفة التي يشنها الجيش المالي ومجموعة فاغنر المرتزقة الروسية.
في يوليو/تموز 2022، نفذت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين هجوما انتحاريا على كاتي، وهي بلدة حامية ومعقل للمجلس العسكري.
جعل القادة العسكريون في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، والذين استولوا على السلطة في انقلاب عام 2020، من الأولوية استعادة كل أنحاء البلاد من الانفصاليين والقوات الجهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.
ولتحقيق هذه الغاية، كسرت تحالفها الطويل الأمد مع القوة الاستعمارية السابقة فرنسا، واتجهت نحو روسيا.
كما تحالفت مع الأنظمة العسكرية التي، اقتدت بها، فسيطرت على السلطة في بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين.
ومن بين ثمار تحالف باماكو مع موسكو وجود منظمة فاغنر في البلاد، والتي يُعتقد أن معسكرها المؤقت يقع على مقربة شديدة من المطار الذي تدعي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين استهدافه.
وتؤكد العصابة العسكرية بانتظام أنها عكست الاتجاه ضد الجهاديين والانفصاليين، الذين تصفهم بـ “الإرهابيين”.
لكن عودة العنف إلى العاصمة المالية وضعت هذه المزاعم تحت التدقيق مجددا.
