طهران
قال مسؤولون إيرانيون، اليوم الأربعاء، إن انفجارين ناجمين عن “هجمات إرهابية” أسفرا عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة العشرات في حفل أقيم في إيران لإحياء ذكرى القائد الأعلى قاسم سليماني الذي قتل بطائرة أمريكية بدون طيار عام 2020.
وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بوقوع انفجار أول ثم انفجار ثان خلال احتفال بالذكرى السنوية في المقبرة التي دفن فيها سليماني في مدينة كرمان بجنوب شرق البلاد.
وقال مسؤول لم يذكر اسمه لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن “عبوتين ناسفتين زرعتا على طول الطريق المؤدي إلى مقبرة شهداء كرمان تم تفجيرهما عن بعد من قبل الإرهابيين”.
ونقل عن باباك يكتابراست، المتحدث باسم خدمات الطوارئ الإيرانية، قوله إن 73 شخصا قتلوا وأصيب 170 آخرون. وقال التلفزيون الحكومي في وقت لاحق إن ما لا يقل عن 100 شخص قتلوا.
ولم تعلن أي جماعة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجمات.
وأظهرت مقاطع فيديو بثتها وسائل إعلام إيرانية عشرات الجثث متناثرة فيما كان بعض المارة يحاولون رعاية الناجين وآخرون يسارعون لمغادرة منطقة الانفجار.
وأضاف: «سمع صوت رهيب هناك، رغم كل إجراءات الأمن والسلامة. وقال رضا فلاح رئيس جمعية الهلال الأحمر في كرمان للتلفزيون الرسمي “ما زلنا نحقق”.
وعالج رجال الإنقاذ في الهلال الأحمر الجرحى في الحفل الذي تجمع فيه مئات الإيرانيين لإحياء ذكرى وفاة سليماني. وقالت بعض وكالات الأنباء الإيرانية إن عدد الجرحى أعلى من ذلك بكثير.
وأضاف: “نقوم الآن بإجلاء الجرحى والمصابين في المنطقة. قال فلاح: “الحشد ضخم والمهمة صعبة للغاية، وكل الطرق المؤدية إلى هناك مغلقة”.
أدى اغتيال الولايات المتحدة لسليماني في هجوم بطائرة بدون طيار في مطار بغداد وانتقام طهران بمهاجمة قاعدتين عسكريتين عراقيتين تضم قوات أمريكية إلى جعل الولايات المتحدة وإيران على وشك الصراع الشامل في عام 2020.
بصفته القائد الأعلى لفيلق القدس، الذراع الخارجية لفيلق الحرس الثوري الإيراني، أدار سليماني عمليات سرية في دول أجنبية وكان شخصية رئيسية في حملة إيران طويلة الأمد لطرد القوات الأمريكية من الشرق الأوسط.
وصلت التوترات بين إيران وإسرائيل، إلى جانب حليفتها الولايات المتحدة، إلى مستوى جديد بسبب الحرب التي شنتها إسرائيل على مقاتلي حماس المدعومين من إيران في غزة رداً على هجومهم في 7 أكتوبر/تشرين الأول في جنوب إسرائيل.
هاجمت ميليشيا الحوثي اليمنية المدعومة من إيران سفناً تقول إن لها صلات بإسرائيل عند مدخل البحر الأحمر، أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاماً في العالم.
وتعرضت القوات الأمريكية لهجوم من مسلحين مدعومين من إيران في العراق وسوريا بسبب دعم واشنطن لإسرائيل، وشنت ضربات جوية انتقامية.
وقتلت غارة جوية إسرائيلية يوم الاثنين قائدا كبيرا في الحرس الثوري الإيراني في سوريا.
وكانت إيران قد اتهمت إسرائيل في الماضي بشن هجمات على أفراد أو أماكن داخل حدودها، وهي مزاعم لم تؤكدها إسرائيل أو تنفيها، ولكن لم يكن هناك ما يشير إلى أي تورط أجنبي في التفجيرات في حفل الأربعاء. ومع ذلك، ومن دون أي دليل ملموس، طرح المعلقون في القنوات التلفزيونية العربية جميع أنواع التكهنات حول مرتكبي التفجيرات المحتملين، بدءًا من الانفصاليين الإيرانيين، وجماعة الدولة الإسلامية المتطرفة (داعش)، إلى إسرائيل والولايات المتحدة.
