اشتبكت القوات الإسرائيلية مع حركة حماس في قطاع غزة يوم الأربعاء على الرغم من القلق الدولي المتزايد، حتى من حلفاء إسرائيل، بشأن الدمار الذي يلحق بالأراضي الفلسطينية.
وأيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء بأغلبية ساحقة قرارا غير ملزم بشأن الهدنة، بل إن الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، وصفت القصف بأنه “عشوائي”.
لكن مراسلي وكالة فرانس برس قالوا إن المزيد من الغارات الجوية ضربت غزة وتجددت الاشتباكات المسلحة خلال الليل خاصة في مدينة غزة، أكبر مركز حضري، وفي خان يونس ورفح في الجنوب.
وهطلت أمطار الخريف الباردة على الجيب حيث نزح الملايين ويعيش كثيرون في خيام بلاستيكية مؤقتة، مع انخفاض الإمدادات الحيوية من الغذاء ومياه الشرب والأدوية والوقود خلال أكثر من شهرين من الحصار والحرب.
ودوت صفارات الإنذار في سديروت وبلدات أخرى بجنوب إسرائيل قرب غزة مع استمرار النشطاء في إطلاق الصواريخ التي اعترضت الدفاعات الجوية معظمها.
وقال الجيش إن قواته شنت غارة جوية على خلية مسلحة في حي الشجاعية بمدينة غزة “كانت في طريقها لإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل”.
وفي خان يونس، التي كانت مركزًا للقتال العنيف في المناطق الحضرية في الأيام الأخيرة، تجمعت عائلة حدادًا على مقتل فايز الترامسي، وهو أب لسبعة أطفال، في غارة جوية.
“كيف سنعيش بعده؟” قالت إحدى بناته وهي تبكي وتمسك بقميصه الملطخ بالدماء. “لقد أعادنا إلى الحياة.”
واندلعت حرب غزة الأكثر دموية على الإطلاق بعد أن هاجم مسلحون من حماس إسرائيل في 7 أكتوبر، وقتلوا حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجزوا حوالي 240 رهينة، وفقًا للسلطات الإسرائيلية.
وقامت إسرائيل، العازمة على تدمير حماس وإعادة الرهائن إلى الوطن، بشن هجوم جوي وبري مدمر على غزة.
وبحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس يوم الثلاثاء، فقد أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 18400 شخص، معظمهم من النساء والأطفال.
وذكرت الوزارة يوم الأربعاء أن ما لا يقل عن 50 آخرين قتلوا في الموجة الأخيرة من الضربات الجوية في جميع أنحاء المنطقة.
وقالت إسرائيل إنها فقدت 115 جنديا، بينهم 10 في شمال غزة يوم الثلاثاء، وهو اليوم الأكثر دموية منذ بدء الهجوم البري في 27 أكتوبر.
– “تقليص المساحة الآمنة” –
وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء، على قرار يطالب بوقف إطلاق النار، بدعم من 153 دولة من أصل 193 دولة، وهو ما يتجاوز الدول الـ140 التي أدانت بشكل روتيني روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.
وبينما صوتت الولايات المتحدة وإسرائيل ضد القرار، فقد أيده حلفاء الولايات المتحدة أستراليا وكندا ونيوزيلندا، الذين قالوا، في بيان مشترك نادر، إنهم “منزعجون من تقلص المساحة الآمنة للمدنيين في غزة”.
وقال بايدن في إحدى فعاليات الحملة الانتخابية إن إسرائيل حظيت “بدعم معظم دول العالم” مباشرة بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكنها “بدأت تفقد هذا الدعم بسبب القصف العشوائي الذي يحدث”.
وخفف الرئيس الأمريكي من حدة تصريحاته في مؤتمر صحفي لاحق، وأكد دعمه لإسرائيل واكتفى بالقول إن “سلامة الفلسطينيين الأبرياء لا تزال مصدر قلق كبير”.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن هناك “خلافا” مع بايدن بشأن كيفية حكم غزة بعد الصراع.
وجاء تصويت الأمم المتحدة بعد أن وصف رئيس وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين، فيليب لازاريني، الوضع في غزة بأنه “جحيم على الأرض”.
“في #غزة، هناك مأساة عميقة لا نهاية لها. الناس في كل مكان، يعيشون في الشارع، يحتاجون إلى كل شيء. إنهم يناشدون من أجل الأمان ومن أجل إنهاء هذا الجحيم على الأرض”، نشر لازاريني على موقع X بعد زيارة إلى القطاع.
– مداهمة مستشفى في غزة –
وأدت الحملة الجوية والبرية الإسرائيلية إلى تحويل جزء كبير من قطاع غزة إلى أنقاض، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 1.9 مليون من سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة قد شردوا.
وقالت الأمم المتحدة إن وكالتها لتحليل الأقمار الصناعية يونوسات توصلت، استنادا إلى صورة التقطت في 26 نوفمبر/تشرين الثاني، إلى أن 18 بالمئة من البنية التحتية في غزة قد دمرت.
وحذر البنك الدولي في تحليل جديد له من أن “الخسائر في الأرواح وسرعة وحجم الأضرار… لا مثيل لها”.
وتشير تقديراته إلى أنه حتى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، تعرض ما يقرب من نصف الطرق ونحو 60 بالمئة من البنية التحتية للاتصالات والمرافق الصحية والتعليمية للأضرار أو للتدمير.
وقالت حماس إن القوات الإسرائيلية داهمت مستشفى في مدينة غزة يوم الثلاثاء. وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة قد أفاد في وقت سابق عن وقوع قتال في مكان قريب، وقال إن حوالي 3000 نازح محاصرون بالداخل.
ولم يعلق الجيش على الفور، لكن إسرائيل اتهمت حماس مرارا وتكرارا باستخدام المستشفيات والمدارس والمساجد وأنظمة الأنفاق الواسعة تحتها كقواعد عسكرية، وهي مزاعم نفتها الحركة.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه “قلق للغاية” إزاء التقارير الواردة عن الغارة، مضيفا أن وكالته “تدعو بشكل عاجل إلى حماية جميع الأشخاص داخل المستشفى”.
واستمرت المخاوف من نشوب صراع أوسع نطاقا في التزايد، مع تبادل يومي لإطلاق النار على طول حدود إسرائيل مع لبنان، حيث يتمركز حزب الله، وجماعات أخرى مدعومة من إيران تستهدف القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها في العراق وسوريا.
وأطلق المتمردون الحوثيون المدعومين من إيران في اليمن مرارا وتكرارا صواريخ وطائرات بدون طيار باتجاه إسرائيل وسفن الشحن في المياه القريبة التي يشتبهون في أنها تعمل مع إسرائيل.
بور-fz/er
