قصفت إسرائيل قطاع غزة يوم السبت في الوقت الذي حذرت فيه الأمم المتحدة من أن الأراضي الفلسطينية أصبحت “غير صالحة للسكن” بعد ثلاثة أشهر من القتال الذي يهدد باجتياح المنطقة الأوسع.
أفاد مراسلو وكالة فرانس برس أن طائرات إسرائيلية قصفت في ساعة مبكرة من صباح السبت مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث لجأ مئات الآلاف من الأشخاص هربا من القتال.
ولا يزال المدنيون يتحملون وطأة الصراع، مع تحذير الأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية مع اقتراب المجاعة وانتشار الأمراض.
وقال أبو محمد (60 عاما) الذي فر من مخيم البريج للاجئين إلى رفح، لوكالة فرانس برس، إن مستقبل غزة “مظلم وكئيب وصعب للغاية”.
ومع تحول جزء كبير من الأراضي بالفعل إلى أنقاض، قال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث يوم الجمعة إن “غزة أصبحت ببساطة غير صالحة للسكن”.
وحذرت وكالة الأمم المتحدة للطفولة من أن الاشتباكات وسوء التغذية ونقص الخدمات الصحية خلقت “دوامة مميتة تهدد أكثر من 1.1 مليون طفل” في غزة.
وقال المتحدث باسم الجيش دانييل هاجاري مساء الجمعة إن القوات الإسرائيلية تواصل “القتال في كافة أنحاء قطاع غزة في الشمال والوسط والجنوب”.
وقال هاجاري إن القوات الإسرائيلية تحافظ على “حالة استعداد عالية للغاية” قرب الحدود مع لبنان بعد مقتل قائد كبير في حماس في غارة في بيروت.
ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الغارة، لكن مسؤولا دفاعيا أمريكيا قال لوكالة فرانس برس إن إسرائيل هي التي نفذتها.
واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم غير مسبوق شنته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وأدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
واحتجز المسلحون أيضًا حوالي 250 رهينة، لا يزال 132 منهم في الأسر، وفقًا لإسرائيل، بما في ذلك 24 على الأقل يُعتقد أنهم قُتلوا.
رداً على ذلك، شنت إسرائيل قصفاً متواصلاً وغزواً برياً أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 22600 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.
– القتال يحتدم –
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس الجمعة أن غارات إسرائيلية استهدفت مدينتي خان يونس ورفح الجنوبيتين وأجزاء من وسط غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته “قصفت أكثر من 100 هدف” في أنحاء غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، بما في ذلك مواقع عسكرية ومواقع إطلاق صواريخ ومستودعات أسلحة.
وقالت وزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حماس إنها سجلت 162 حالة وفاة خلال نفس الفترة.
وقال الجيش إن مقاتلة قصفت المنطقة الوسطى في البريج خلال الليل مما أدى إلى مقتل “خلية إرهابية مسلحة” بعد ما وصفها بمحاولة مهاجمة دبابة إسرائيلية.
وقال الجيش إن عددا من المسلحين الفلسطينيين قتلوا في اشتباكات في مدينة خان يونس التي أصبحت ساحة قتال رئيسية.
كما عثرت القوات على أنفاق تحت فندق بلو بيتش في شمال غزة كانت تستخدم “من قبل الإرهابيين كمأوى حيث خططوا ونفذوا الهجمات”، بحسب الجيش.
وأظهرت لقطات تلفزيونية لوكالة فرانس برس يوم الجمعة عائلات بأكملها، تبحث عن الأمان من العنف، تصل إلى رفح في سيارات مكتظة وعلى الأقدام، تدفع عربات يدوية مكدسة بالممتلكات.
وقالت امرأة رفضت ذكر اسمها “لقد هربنا من مخيم جباليا إلى معان (في خان يونس) والآن نهرب من معان إلى رفح”. “(ليس لدينا) ماء ولا كهرباء ولا طعام”.
أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بتجدد القصف ونيران الطائرات بدون طيار في المنطقة المحيطة بمستشفى الأمل في خان يونس بعد مقتل سبعة نازحين، من بينهم طفل عمره خمسة أيام، أثناء لجوئهم إلى المجمع.
وقال متحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى وسط غزة: “نحن أمام كارثة إنسانية بسبب انتشار الأوبئة، مع اكتظاظ المستشفى بالنازحين”.
– دفعة دبلوماسية –
ويزور دبلوماسيون غربيون كبار المنطقة في مسعى جديد لزيادة تدفق المساعدات إلى المنطقة المحاصرة وتهدئة التوترات المتزايدة.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في تركيا يوم السبت حيث كان من المقرر أن يناقش حرب غزة مع الرئيس رجب طيب أردوغان.
وسيزور بلينكن أيضًا عدة دول عربية قبل أن يتوجه إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة الأسبوع المقبل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إن بلينكن يعتزم خلال زيارته أن يناقش مع القادة الإسرائيليين “الإجراءات الفورية لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل كبير”.
وسافر كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى لبنان يوم الجمعة لإجراء محادثات حول “جميع جوانب الوضع في غزة وما حولها”، بما في ذلك التوترات المتصاعدة مع إسرائيل.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن من المقرر أن تتوجه وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى المنطقة.
وقال المتحدث سيباستيان فيشر إن الوزيرة تعتزم مناقشة “الوضع الإنساني المأساوي في غزة” والتوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وأثارت الحرب في غزة والتبادل شبه اليومي لإطلاق النار عبر الحدود بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران منذ السابع من أكتوبر مخاوف من اندلاع حريق أوسع نطاقا.
وتزايدت هذه المخاوف هذا الأسبوع بعد مقتل نائب زعيم حماس صالح العاروري هذا الأسبوع في معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وحذر زعيم حزب الله حسن نصر الله إسرائيل يوم الجمعة من أن الجماعة سترد بسرعة “في ساحة المعركة” على مقتل العاروري.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة إن طائراته المقاتلة نفذت ضربات جديدة ضد أهداف لحزب الله على الجانب الآخر من الحدود.
بور-MCA/MTP
