اشتبكت القوات الإسرائيلية يوم الخميس مع حركة حماس في غزة، حيث هزت الغارات الجوية والقتال في المناطق الحضرية مدينة خان يونس الجنوبية، بالقرب من المكان الذي لجأ إليه مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين.
ودعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إلى اتخاذ “خطوات عاجلة للتخفيف من الخطر الجسيم” الذي يواجه سكان غزة المحاصرين، بما في ذلك “الإصابات الفظيعة والجوع الحاد و… خطر الإصابة بالأمراض”.
وفي القدس، احتشدت عائلات الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس في غزة مرة أخرى للمطالبة بإطلاق سراحهم، وأعلن أحد الكيبوتسات أن امرأة إسرائيلية أمريكية تبلغ من العمر 70 عاماً يُعتقد أنها أكبر امرأة محتجزة في الأسر قد توفيت في هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول.
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه “صدم” بسبب نبأ وفاة جوديث وينشتاين حجي، وتعهد بأن واشنطن “لن تتوقف عن العمل” مع حليفتها إسرائيل لإعادة الرهائن المتبقين إلى وطنهم.
وقد أدت الحرب، التي بدأت بهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، إلى تدمير جزء كبير من شمال غزة، في حين تحولت جبهة القتال إلى الجنوب من القطاع المحاصر.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه نشر لواء إضافيا في خان يونس، مسقط رأس زعيم حماس في غزة يحيى السنوار، حيث أفاد مراسلو وكالة فرانس برس بغارات جوية ومدفعية متواصلة.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن القصف أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص بالقرب من مستشفى الأمل بالمدينة، وهي منطقة قالت إن حوالي 14 ألف شخص يحتمون بها.
وفي وقت لاحق الخميس، أعلنت وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس أن 20 شخصا قتلوا، معظمهم من النساء والأطفال، وأصيب العشرات في قصف على مخيم الشابورة في مدينة رفح الجنوبية.
وتوعدت اسرائيل بتدمير حماس ردا على الهجوم الذي وقع في 7 تشرين الاول/اكتوبر واسفر عن مقتل نحو 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى ارقام اسرائيلية.
كما احتجزت حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 250 رهينة، لا يزال أكثر من نصفهم أسرى – وهو مصدر قلق شديد لعائلاتهم التي احتجت في القدس للمطالبة “بإعادتهم إلى الوطن”.
وأدى القصف الجوي الإسرائيلي المستمر والغزو البري إلى مقتل ما لا يقل عن 21320 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة.
وأعلن أشرف القدرة، المتحدث باسم الوزارة، الخميس، عن مقتل 200 شخص آخرين، “من بينهم عائلات بأكملها”، خلال الـ 24 ساعة الماضية في الغارات.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن 167 من جنوده قتلوا داخل غزة خلال حربه ضد حماس التي تعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة “إرهابية”.
في المجمل، قال الجيش، إن أكثر من 500 جندي قتلوا منذ 7 أكتوبر، بما في ذلك في هجوم حماس ومعركة استعادة السيطرة على جنوب إسرائيل، داخل غزة، وفي الأعمال العدائية عبر الحدود مع جماعة حزب الله اللبنانية.
– توائم رباعية ولدوا في الحرب –
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 80 بالمئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة نزحوا من منازلهم ويعيش كثيرون منهم الآن في ملاجئ ضيقة أو خيام مؤقتة في أقصى الجنوب حول مدينة رفح قرب مصر.
وفي مخيم المغازي للاجئين وسط البلاد، والذي استهدف يوم الأحد بغارة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 70 شخصاً، أعرب وليد محمد عيد، أحد السكان، عن ألمه وإحباطه.
وقال: “قالوا لنا أن نذهب إلى رفح، لكننا لا نريد ذلك”. “لماذا؟ أن أذهب للعيش في الشوارع هناك؟
“تم إخلاء الحي بأكمله هنا. لقد قصفوا المدرسة، لكننا لم نغادر لأنه ليس لدينا مكان آخر نذهب إليه”.
أدى الحصار الإسرائيلي المفروض بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، بعد سنوات من الحصار الخانق، إلى حرمان سكان غزة من الغذاء والماء والوقود والدواء.
ولم يتم تخفيف حدة النقص الحاد إلا بشكل متقطع من خلال دخول قوافل المساعدات الإنسانية عبر مصر في المقام الأول.
أعلنت إسرائيل الخميس أنها أعطت موافقة مبدئية لجزيرة قبرص في البحر المتوسط على مد “شريان حياة بحري” لشحن المساعدات إلى غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليئور حيات “هناك تصريح أساسي لاستخدام هذا الطريق، لكن لا تزال هناك بعض المشاكل اللوجستية التي تنتظر الحل”.
إحدى النازحين الفلسطينيين العديدين، إيمان المصري، البالغة من العمر 28 عاماً، أنجبت مؤخراً أربعة توائم في جنوب غزة بعد فرارها من منزلها في الشمال المدمر.
وقالت إن الرحلة الشاقة “أثرت على حملي”، مشيرة إلى أنها أنجبت في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي فتاتين وولدين بعملية قيصرية، وكان أحدهم في وضع هش للغاية لدرجة أنه لم يتمكن من مغادرة المستشفى.
وقالت وهي تتحدث في غرفة مدرسية تحولت إلى ملجأ في دير البلح: “إنهم نحيفون للغاية”. “الجو بارد وعاصف ولا يوجد حوض استحمام… أنا فقط أستخدم المناديل المبللة.”
– تصاعد التوترات في الشرق الأوسط –
كما اندلعت أعمال العنف في جميع أنحاء الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، حيث قُتل ما لا يقل عن 314 فلسطينيًا على يد القوات الإسرائيلية أو المستوطنين منذ 7 أكتوبر، وفقًا لوزارة الصحة في المنطقة.
وداهمت القوات الإسرائيلية خلال الليل محلات صرافة في أنحاء الضفة الغربية قال الجيش إنها توفر أموالا لجماعات مسلحة.
وفي رام الله، مقر السلطة الفلسطينية، قتلت القوات رجلا، بحسب وزارة الصحة، وأصيب آخر بالرصاص في وقت لاحق بالقرب من بيت لحم.
وقال تقرير للأمم المتحدة إن وضع حقوق الإنسان في الضفة الغربية يتدهور بسرعة وحث إسرائيل على “إنهاء عمليات القتل غير المشروع” ضد السكان الفلسطينيين.
كما أدت الحرب الأكثر دموية على الإطلاق في غزة إلى تفاقم التوترات بشكل حاد بين إسرائيل وعدوها اللدود إيران، التي تدعم الجماعات المسلحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ألقت إيران باللوم على إسرائيل في هجوم صاروخي في سوريا يوم الاثنين أدى إلى مقتل القائد العسكري الإيراني الكبير رازي موسوي، الذي أقيمت جنازته الجماعية في طهران يوم الخميس.
وهتف الحشد “الموت لإسرائيل” و”الموت لأمريكا” بعد أن أدى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي صلاة على جثمان موسوي، القائد الأعلى للعمليات الخارجية للحرس الثوري الإسلامي وسلاح فيلق القدس.
وتعهدت طهران بالانتقام لمقتل أكبر جنرال في الحرس الثوري منذ اغتيال الولايات المتحدة قائد فيلق القدس قاسم سليماني في عام 2020.
وتبادلت إسرائيل إطلاق النار بكثافة عبر الحدود مع حزب الله المدعوم من إيران في لبنان منذ اندلاع حرب غزة، وحذرت من أنها ستكثف عملها العسكري ما لم ينسحب مقاتلو حزب الله من الحدود.
واتهم حزب الله إسرائيل باختراق أنظمة كاميرات المراقبة المثبتة خارج المنازل والمحلات التجارية في جنوب لبنان، وحث السكان هناك على إيقاف تشغيل الأجهزة.
وشنّ حليف آخر لإيران، الجماعة الحوثية المتمردة في اليمن، هجمات متكررة بطائرات بدون طيار وصواريخ على إسرائيل، وتم اعتراضها. كما استهدفت السفن في البحر الأحمر، مما أدى إلى تعطيل التجارة الدولية.
