طرابلس –
استؤنفت الرحلات الجوية بين طرابلس وروما ، الاثنين ، بعد انقطاع دام عشر سنوات ، في خطوة شكلت انتهاكًا رسميًا لحظر الطيران الأوروبي المفروض على ليبيا وبادرة دعم لرئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد دبيبة.
تأتي الخطوة الإيطالية في وقت تواجه فيه حكومة الدبيبة ضغوطًا سياسية في الداخل مع تزايد الحديث عن جهود إقليمية بقيادة مصر لاستبدالها بحكومة جديدة.
تحيط الشكوك بمستقبل حكومته بالنظر إلى غموض الموقف التركي والتقارب الأخير بين أنقرة والقاهرة.
إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيزور ليبيا قريبًا لم يبدد هذا الغموض. ويتكهن بعض المحللين بأن روما يمكن أن تحل محل أنقرة في تقديم الدعم لدبيبة حتى لو لم تحافظ إيطاليا ، على عكس تركيا ، على وجود عسكري على الأرض في ليبيا.
يوم الإثنين ، قالت حكومة الوحدة الوطنية إن رئيس الوزراء استقل أول رحلة لشركة طيران آي تي إيه من روما إلى ليبيا. يعد هذا أول خط جوي منذ انقطاع الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين قبل نحو عشر سنوات.
ITA Airways هي الناقل الوطني لإيطاليا. وهي مملوكة لأغلبية (59 ٪) من قبل الحكومة مع الحصة المتبقية التي تملكها مجموعة لوفتهانزا.
وكان دبيبة قد أعلن مساء الأحد قبيل مشاركته في “المؤتمر الدولي للهجرة والتنمية” الذي عقد في روما ، أن “استئناف الرحلات الجوية بين البلدين يمهد الطريق لفتح المجال الجوي الليبي أمام دول أخرى”. وأضاف أن حكومته “ستعمل على فتح اتصال بين روما وبنغازي (شرق ليبيا)”.
وقال دبيبة في 9 يوليو / تموز إن الحكومة الإيطالية أبلغته بقرارها رفع الحظر الجوي المفروض على الطيران المدني الليبي للسماح باستئناف الرحلات الجوية المنتظمة في سبتمبر المقبل.
وأضاف دبيبة “أشكر رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني وأثمن جهود قطاع النقل واللجنة المشكلة لهذا الغرض وكل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز لتسهيل السفر لمواطنينا”.
واتفقت لجنة شكلتها حكومة الوحدة الوطنية مع الجانب الإيطالي على “إعادة فتح المجال الجوي بين البلدين واختيار ناقلتين جويتين ، واحدة ليبية والأخرى إيطالية ، لاستئناف الرحلات من وإلى إيطاليا في موعد أقصاه أغسطس المقبل”.
قالت وزارة الخارجية الليبية إن استئناف الرحلات الجوية بين ليبيا وإيطاليا سيساعد في توطيد علاقات ليبيا مع الاتحاد الأوروبي في عدد من القضايا ، من أهمها عودة البعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي للعمل في طرابلس.
في 11 ديسمبر 2014 ، حظرت المفوضية الأوروبية دخول الطائرات الليبية إلى المجال الجوي للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لأسباب تتعلق بالسلامة. امتدت المخاوف إلى ما وراء أمن المطارات إلى التدريب المنتظم للطيارين الليبيين والموظفين الميدانيين والصيانة المناسبة للطائرات الليبية. استمر الحظر المفروض على تحليق الطائرات الليبية في المجال الجوي الأوروبي.
ولم تصدر المفوضية الأوروبية أي تعليق على القرار الليبي الإيطالي باستئناف الرحلات الجوية. حاولت الحكومات الليبية المتعاقبة رفع الحظر الأوروبي ، لكن الاتحاد الأوروبي جدده كل عام بسبب مخاوف بشأن سلامة الركاب.
