أعلنت البحرية الهندية الجمعة أنها أنقذت 21 من أفراد طاقم سفينة في بحر العرب بعد نداء استغاثة من اختطاف، في أحدث هجوم على الشحن التجاري في المنطقة.
ونشرت القوة الشهر الماضي عدة سفن حربية في البحر “للحفاظ على وجود رادع” بعد سلسلة من الهجمات الأخيرة على السفن، بما في ذلك غارة بطائرة بدون طيار بالقرب من ساحل الهند ألقت الولايات المتحدة باللوم فيها على إيران.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تم فيه تغيير مسار العديد من السفن من البحر الأحمر بسبب هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ التي نفذها المتمردون الحوثيون المدعومين من إيران في اليمن تضامناً مع الفلسطينيين في غزة، حيث تقاتل إسرائيل مسلحي حماس.
وقال بيان للبحرية يوم الجمعة إنه تم إجلاء جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 21 فردا، بما في ذلك 15 مواطنا هنديا، على متن السفينة MV Lila Norfolk من قلعة السفينة – وهو قسم محصن من السفن التجارية يستخدم كملجأ أثناء هجمات القراصنة.
وقال البيان إن خمسة أو ستة “أفراد مسلحين مجهولين” صعدوا على متن الناقلة التي تبلغ حمولتها 84 ألف طن مساء الخميس، لكن محاولة الاختطاف “ربما تم التخلي عنها” بعد تحذير قوي من البحرية الهندية.
وأضافت أن السفينة الحربية آي إن إس تشيناي، التي اعترضت السفينة في وقت سابق من يوم الجمعة، كانت تعمل على استعادة الطاقة والدفع للسماح لحاملة البضائع السائبة التي ترفع العلم الليبيري بمواصلة طريقها إلى ميناء التوقف التالي.
ولم تحدد البحرية موقعًا دقيقًا للسفينة، التي تم رصدها آخر مرة من قبل مراقبي الحركة البحرية عبر الإنترنت قبالة ساحل شرق إفريقيا قبل ستة أيام.
ولم تحدد أيضا ما إذا كان الخاطفون قد سيطروا على السفينة في أي وقت لكنها قالت في وقت سابق إن رحلة دورية جوية أكدت سلامة الطاقم صباح الجمعة.
وشكر ستيف كونزر، الرئيس التنفيذي لشركة ليلى جلوبال المالكة للسفينة ومقرها دبي، البحرية الهندية على عملية الإنقاذ.
وقال في بيان: “نريد أيضًا أن نشكر احترافية طاقمنا الذي تصرف بأمان ومسؤولية في ظل هذه الظروف”.
– “ملتزمون بضمان السلامة” –
وقالت البحرية الهندية إنها “لا تزال ملتزمة بضمان سلامة الشحن التجاري في المنطقة إلى جانب الشركاء الدوليين والدول الأجنبية الصديقة”.
وفي الشهر الماضي، أصاب هجوم بطائرة بدون طيار الناقلة MV Chem Pluto على بعد 200 ميل بحري (370 كيلومترًا) قبالة سواحل الهند.
ورفضت وزارة الخارجية الإيرانية اتهامات واشنطن بالمسؤولية عن هذا الهجوم ووصفتها بأنها “لا قيمة لها”.
وهذه هي المرة الأولى التي تتهم فيها واشنطن إيران علانية باستهداف السفن بشكل مباشر منذ بدء الحرب الإسرائيلية على حركة حماس الفلسطينية المدعومة من طهران.
واندلع هذا الصراع بعد هجوم غير مسبوق على إسرائيل شنته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر من قطاع غزة، قُتل خلاله حوالي 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية. وتقول إسرائيل إن المسلحين احتجزوا أيضا نحو 250 رهينة.
وأدت الحملة الإسرائيلية إلى مقتل ما لا يقل عن 22600 شخص في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس.
دفعت هجمات المتمردين اليمنيين الشركات الكبرى إلى تغيير مسار سفن الشحن الخاصة بها حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، وهي رحلة أطول بكثير وتكاليف وقود أعلى.
