واشنطن/ القدس
وصف البيت الأبيض يوم الاثنين التعليقات بشأن إعادة التوطين في غزة من قبل أعضاء الحكومة الإسرائيلية المتطرفين بأنها “متهورة” و”تحريضية”، في حين أدانت فرنسا عقد مؤتمر يوم الأحد في القدس للترويج لإقامة المستوطنات الإسرائيلية في غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية يوم الاثنين: “نتوقع من السلطات الإسرائيلية إدانة واضحة لهذه المواقف”.
وفي تجمع حاشد يوم الأحد حث وزير الأمن الإسرائيلي اليميني المتشدد إيتامار بن جفير المستوطنين اليهود على العودة إلى غزة مما أثار إدانات من الفلسطينيين الذين قالوا إن كلماته ترقى إلى حد الدعوة إلى ترحيلهم القسري.
ويبدو أن بيان المتطرف اليميني بن جفير يتعارض مع الموقف الحكومي الرسمي الذي كرره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل لا تنوي إعادة وجودها الدائم إلى غزة بمجرد انتهاء الحرب مع حماس. لكن لم يكن هناك أي توبيخ للوزير من نتنياهو.
وسارعت السلطة الفلسطينية إلى القول إن مثل هذه الدعوات تحرض على التهجير القسري للفلسطينيين وتهدد أمن واستقرار المنطقة. كما أدانت حماس وشخصيات معارضة إسرائيلية هذه التصريحات يوم الاثنين.
وقال بن جفير، الذي يقود أحد الأحزاب القومية الصغيرة في ائتلاف نتنياهو اليميني، أمام مؤتمر إن عودة المستوطنين اليهود والجيش هي السبيل الوحيد لضمان عدم تكرار الهجوم المدمر الذي شنه مقاتلو حماس على إسرائيل. في 7 أكتوبر.
وقال بن جفير في الحدث الذي نظمته جماعات المستوطنين وحضره مئات الأشخاص وما يصل إلى عشرة وزراء في الحكومة: “لقد صرخنا وحذرنا”. “إذا كنا لا نريد 7 أكتوبر آخر، علينا العودة إلى ديارنا والسيطرة على الأرض”.
وقال إن هناك حاجة إلى “تشجيع الهجرة” لسكان غزة.
وشنت إسرائيل، التي سحبت جيشها ومستوطنيها من غزة عام 2005 بعد احتلال دام 38 عاما، ضربات جوية عنيفة وتوغلت بريا في القطاع ردا على هجوم حماس.
وشدد اجتماع الأحد على التوتر الشديد بشأن قضية المستوطنات اليهودية التي كانت في قلب الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين منذ عقود.
وهتف الحاضرون تأييدهم لإعادة بناء المستوطنات اليهودية في غزة والجزء الشمالي من الضفة الغربية المحتلة.
وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريش، وهو عضو آخر يميني متشدد في ائتلاف نتنياهو، إن العديد من الأطفال الذين تم إجلاؤهم من المستوطنات في غزة عادوا كجنود للقتال في الحرب ضد حماس. وقال إنه عارض قرار الحكومة باخلاء المستوطنات اليهودية من غزة في الماضي.
وقال سموتريش في خطاب: “كنا نعرف ما سيجلبه ذلك وحاولنا منعه”. “بدون المستوطنات لا يوجد أمن.”
وقالت إسرائيل إن هدفها هو تدمير حماس وإعادة أكثر من 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، لكنها تقول إنها لا تنوي الاحتفاظ بوجود دائم في القطاع، على الرغم من أنها تريد السيطرة الأمنية بمجرد انتهاء الحرب.
وقالت الولايات المتحدة، أقرب حليف لإسرائيل، إنه يجب أن يستمر الفلسطينيون في إدارة قطاع غزة بعد الحرب، وإنه يجب أن تكون هناك خطوات جادة نحو إقامة دولة فلسطينية.
واحتلت إسرائيل غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المستقلة في المستقبل، في حرب الشرق الأوسط عام 1967. وتعتبر معظم الدول المستوطنات اليهودية المبنية هناك غير قانونية. وترفض إسرائيل ذلك، مستشهدة بالروابط التاريخية والكتابية للشعب اليهودي بالأرض.
وقال بيني غانتس، العضو الوسطي في حكومة الحرب، يوم الاثنين، إن حضور أعضاء الحكومة والائتلاف يضر بمكانة إسرائيل في الخارج وسيضر بالجهود الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن.
وفي تصريح متلفز في الكنيست، وصف رئيس المعارضة ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق يائير لابيد المؤتمر بأنه وهمي وخطير.
ونددت وزارة الخارجية الفلسطينية بالحدث الذي وقع يوم الأحد، والذي أعقب جلسات استماع في محكمة العدل الدولية بشأن مزاعم جنوب أفريقيا، التي نفتها إسرائيل، بأن التصريحات العلنية لبعض المسؤولين الإسرائيليين اليمينيين بشأن غزة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
وقالت الوزارة يوم الاثنين، إن “الاجتماع الاستعماري في القدس يشكل تحديا صارخا لقرار محكمة العدل الدولية، مصحوبا بتحريض علني على تهجير الفلسطينيين قسراً”.
وقالت حماس إن اللقاء “كشف النوايا لتنفيذ جرائم التهجير والتطهير العرقي بحق أبناء شعبنا الفلسطيني”.
