روما
قالت الحكومة الإيطالية يوم الاثنين إنها ستخصص 12 مليار يورو (12.65 مليار دولار) لبناء جسر عملاق لربط صقلية بالبر الرئيسي، وهو حلم يعود إلى الحروب الرومانية القرطاجية والتاريخ التونسي الإيطالي القديم.
القصة كما يرويها اليونانيون القدماء هي أن القنصل الروماني ميتيلوس أنشأ منصة عائمة بالبراميل والألواح الخشبية لنقل 120 فيل حرب قرطاجي تم أسره، خلال الحرب البونيقية الأولى، من صقلية إلى روما عام 252 قبل الميلاد عبر مضيق ميسينا.
ويرى الائتلاف اليميني بزعامة جورجيا ميلوني أن الجسر هو المفتاح لإنعاش الاقتصاد في الجنوب الفقير من البلاد، على الرغم من الشكوك حول جدواه الهيكلية وتأثيره البيئي وتكلفته.
وتعهدت الحكومة الإيطالية بأن المشروع الذي تبلغ قيمته 12 مليار يورو سيخلق 100 ألف فرصة عمل ويطور الأجزاء المهملة منذ فترة طويلة في جنوب إيطاليا.
ويبلغ طول الجسر الذي يربط صقلية بمنطقة كالابريا الجنوبية حوالي خمسة كيلومترات، ويتضمن امتدادًا مركزيًا يبلغ طوله 3.3 كيلومتر.
وفي الشهر الماضي، قال كونسورتيوم بقيادة مجموعة Webuild الإيطالية إنه سلم نسخة معدلة من المشروع، تم تحديثها وفقًا لأحدث التطورات التكنولوجية واللوائح الفنية.
ويقولون أيضًا إنها ستمكن سفن الشحن من قناة السويس من تفريغ حمولتها في صقلية، حيث ستنقل القطارات البضائع إلى بقية أوروبا، مما يقلل الحاجة إلى رحلات مكلفة عبر البحر الأبيض المتوسط.
وقال وزير البنية التحتية ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة في الائتلاف، والذي جعل الجسر أولوية قصوى في جدول أعمال الحكومة: “أريد افتتاح موقع البناء في صيف عام 2024”.
ومن المتوقع أن يؤدي مشروع جسر صقلية إلى البر الرئيسي الذي تم إحياؤه إلى إحياء أفكار المشاريع الضخمة التي تربط صقلية وتونس، بما في ذلك اقتراح قديم لبناء خمسة أنفاق بين أربع جزر صناعية تمتد على مسافة 155 كيلومترًا تفصل الساحل التونسي عن شواطئ صقلية.
والمشروع الأكثر واقعية هو جسر الطاقة الذي تنطلق عليه الدولتان الآن. وقعت الشركة التونسية للكهرباء والغاز (STEG) ومشغل الشبكة الكهربائية الإيطالية TERNA، في وقت سابق، اتفاقية لإنجاز مشروع الربط الكهربائي “ELMED”.
يتكون مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا من كابل بحري بقدرة 600 ميغاوات يربط بين شبكتي كهرباء منزل تميم التونسية وصقلية، وسيمر عبر طريق بحري بطول 200 كيلومتر على عمق يصل إلى 800 متر.