القاهرة
تزايدت الدعوات في مصر لمقاطعة متاجر المواد الغذائية السورية وحتى ترحيل المواطنين السوريين، حيث يرى المحللون أن هناك حملة منسقة على ما يبدو تحاول إلقاء اللوم على اللاجئين في الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها البلاد في غياب الدعم الدولي الكافي لمصر في التعامل مع الأزمة. عبء اللاجئين.
ارتبط هاشتاج “قاطعوا المتاجر السورية” الذي أصبح رائجا بشكل مفاجئ على منصة X، بانتشار تسجيل فيديو اقترح فيه أحد المواطنين السوريين أن تقوم الحكومة بنقل السوريين في مصر إلى مثلث حلايب المتنازع عليه بين مصر والسودان.
لكن لم يتضح ما إذا كان الفيديو جديدا أم أنه أعيد نشره مؤخرا لإثارة ردود فعل في مصر.
ودعا الهاشتاج إلى مقاطعة المطاعم السورية بحجة الأطعمة الفاسدة التي تقدم فيها.
وليس من الواضح من الذي لديه مصلحة في تأجيج التوترات مع اللاجئين من خلال إلقاء اللوم عن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد على المهاجرين واللاجئين.
ويرى مراقبون أن الحملة، التي وجدت صدى واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، من غير المرجح أن تعكس تغيرا في السياسات المصرية تجاه اللاجئين، على اعتبار أن جهود القاهرة الأخيرة لتقنين وضعهم والاستفادة من المقيمين الأجانب بشكل عام، تأتي في إطار خططها لاستقبال اللاجئين. جذب الاستثمارات.
وقد أدخلت القاهرة بالفعل تعديلات على قانون ملكية الأجانب للأراضي الصحراوية، وتعتزم معاملة المواطنين العرب بنفس الطريقة التي تعامل بها المصريين في المشروعات المقامة على هذه الأراضي. علاوة على ذلك، ليس من مصلحة مصر استعداء السوريين، الذين يساهمون أكثر من غيرهم في الاقتصاد من بين مجتمع المهاجرين العرب.
لكن الحملة على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تؤدي بشكل خطير إلى تفاقم الكراهية تجاه المهاجرين بين شريحة كبيرة من المواطنين المصريين.
ويقدر إجمالي عدد اللاجئين والمهاجرين على الأراضي المصرية بنحو تسعة ملايين، منهم نحو أربعة ملايين سوداني، و1.5 مليون سوري، ومليون من كل من اليمن وليبيا. وتشكل هذه الجنسيات الأربع 80% من المهاجرين المقيمين في مصر.
قال رئيس مجلس أمناء المؤسسة المصرية لدعم اللاجئين (منظمة حقوقية)، أحمد بدوي، إن ما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي قد يعكس “نوعاً من التحريض بهدف تحريض المصريين ضد إخوانهم السوريين، لكنه لا يعبر عن موقف رسمي تجاه اللاجئين”.
وقال كذلك لصحيفة “العرب ويكلي” إن الخطر الحقيقي يكمن في حقيقة أن العديد من المصريين يميلون إلى التأثر بـ “الشعارات العاطفية” ويتم تضليلهم في إلقاء اللوم على المهاجرين الأجانب بسبب معاناتهم.
وأشار إلى أنه لا تزال هناك مشكلة حقيقية تتمثل في عدم وجود دعم دولي كاف لمساعدة الحكومة على تلبية احتياجات اللاجئين.
ويفسر بعض المراقبين الحملات المناهضة للمهاجرين بمعارضة البعض إلى نية القاهرة تقنين وضع المزيد من اللاجئين والمهاجرين على أراضيها.
وظهرت حملة مماثلة، وإن كانت أقل شراسة، في يونيو/حزيران الماضي تطالب السلطات بإعادة النظر في كيفية تعاملها مع اللاجئين، وخاصة المواطنين السوريين والسودانيين، حيث اعتبر البعض أن وجودهم في مصر يشكل تهديداً للتركيبة الديموغرافية.
وشدد الناشط الحقوقي أحمد راغب على البعد الاقتصادي في الحملة، لكنه قلل من احتمال موافقة الحكومة على دعوات إنهاء وجود السوريين في مصر. ومع ذلك، كان من المثير للاهتمام بالنسبة للعديد من المحللين أن هناك حملة منسقة على ما يبدو تسعى إلى تحميل اللاجئين مسؤولية النقص في المواد الأساسية مثل السكر وندرة الدولار في سوق صرف العملات.
ويحدث هذا في الوقت نفسه الذي تشعر فيه بعض الوكالات الحكومية بالقلق من التداعيات الأمنية الناجمة عن التركيز العالي لجنسيات معينة بين اللاجئين المقيمين في أحياء معينة.