غزة
قُتل عشرات الفلسطينيين في غزة يوم السبت في غارات جوية إسرائيلية، بعد أن قال الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة إنه قتل عن طريق الخطأ ثلاثة رهائن كانت حماس تحتجزهم في القطاع.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن 14 شخصا على الأقل قتلوا في غارات أصابت منزلين في شارع غزة القديم في جباليا، كما قتل العشرات في غارة أصابت منزلا آخر في جباليا.
وذكرت الوكالة الفلسطينية أن عددا كبيرا من المدنيين محاصرون تحت الأنقاض.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته استهدفت مبنى في جباليا بعد تعرض قواته لإطلاق نار وتم التعرف على عدد من نشطاء حماس على السطح.
وقال الجيش إن قواته قتلت نشطاء متحصنين في مدرستين بمدينة غزة وداهمت شققا سكنية مليئة بالأسلحة في خان يونس واكتشفت ما وصفها ببنية تحتية تحت الأرض تستخدمها حماس.
ولم يكن هناك تأكيد مستقل للتقارير.
ومع القتال البري المكثف في أنحاء قطاع غزة الضيق وتحذير منظمات الإغاثة من وقوع كارثة إنسانية، حذرت الولايات المتحدة من أن إسرائيل تخاطر بفقد الدعم الدولي بسبب الضربات الجوية “العشوائية” التي تقتل المدنيين الفلسطينيين.
وقال مسؤولون أمريكيون إن مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن، جيك سوليفان، الذي زار إسرائيل يومي الخميس والجمعة، حمل رسالة إلى إسرائيل لتقليص الحملة العسكرية الواسعة والانتقال إلى عمليات موجهة بشكل أضيق ضد قادة حماس.
وأثناء زيارة سوليفان، أكد المسؤولون الإسرائيليون علناً أنهم سيواصلون الحرب حتى يحققوا هدفهم المتمثل في القضاء على حماس، الأمر الذي قد يستغرق أشهراً.
ولمحت واشنطن يوم الجمعة إلى وجود خلاف مع إسرائيل بشأن مدى سرعة تقليص الحرب، حيث قال سوليفان إن التوقيت كان موضوع “مناقشة مكثفة” بين الحلفاء.
قال الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة إنه قتل ثلاثة رهائن كانت حماس تحتجزهم في غزة بعد أن وصفهم خطأ بأنهم يشكلون تهديدا. وأعرب الجيش عن تعازيه لأسر الرهائن الذين قتلوا أثناء القتال، قائلا إنه ستكون هناك “شفافية كاملة” في التحقيق في الحادث.
وقال الجيش إنه انتشل جثث ثلاثة رهائن آخرين قتلتهم حماس. وتقول إسرائيل إنها تعتقد أن نحو 20 من بين أكثر من 130 رهينة ما زالوا محتجزين في القطاع الساحلي المكتظ بالسكان قد لقوا حتفهم.
وتصاعدت حدة القتال في الأسبوعين الماضيين منذ انهيار الهدنة التي استمرت أسبوعا.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي إن إسرائيل تنتصر في الحرب وتهين حماس، مشيراً إلى انخفاض عدد الصواريخ التي يتم إطلاقها على إسرائيل.
ولكن بعد ساعات، وللمرة الأولى منذ أسابيع، سمعت صفارات الإنذار في القدس ودوي انفجارات في السماء بسبب ما لا يقل عن ثلاثة اعتراضات من قبل الدفاعات الجوية الإسرائيلية القبة الحديدية. وأعلن الجناح المسلح لحركة حماس مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي الذي وصفه بأنه رد على “المجازر الصهيونية ضد المدنيين”.
لقد تم تهجير الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم خلال الشهرين الماضيين، عدة مرات.
وبعد رحيل سوليفان قالت إسرائيل إنها ستفتح معبر كرم أبو سالم وهو الطريق الرئيسي الذي يربط غزة أمام شحنات المساعدات للمرة الأولى في الحرب مما يسمح بدخول 200 شاحنة يوميا وهو ضعف الطاقة الاستيعابية في رفح.
ولطالما ناشدت وكالات الإغاثة، التي حذرت من المجاعة الجماعية والمرض، إسرائيل تسريع عمليات التسليم من خلال السماح بدخول المساعدات مباشرة إلى معبر كرم أبو سالم على الحدود مع مصر وإسرائيل وغزة.
وأفاد سكان غزة عن ليلة أخرى من القتال العنيف والقصف على طول الجيب يوم الجمعة، بما في ذلك في الشجاعية والشيخ رضوان والزيتون والتفاح وبيت حانون في الشمال، وفي الوسط والأطراف الشمالية لمدينة خان يونس الجنوبية الرئيسية.
وقال أحمد (45 عاما) وهو كهربائي وأب لستة أطفال لرويترز من ملجأ بوسط غزة “قطاع غزة تحول إلى كرة من النار بين عشية وضحاها وكنا نسمع دوي انفجارات وطلقات نارية من كل الاتجاهات.”
“يمكنهم تدمير المنازل والطرق وقتل المدنيين من الجو أو من خلال القصف الأعمى للدبابات، ولكن عندما يواجهون المقاومة وجهاً لوجه، فإنهم يخسرون”.
