في حين أن قمة المناخ COP28 التي عقدتها الأمم المتحدة شكلت لحظة محورية، عندما تعهد العالم بقول “وداعا” للوقود الأحفوري، قال رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول لوكالة فرانس برس يوم الجمعة، إنه يحتاج الآن إلى تعزيز التمويل بشكل عاجل للتحول في مجال الطاقة في البلدان النامية.
ورحب بيرول بالاتفاق التاريخي الذي تم التوصل إليه خلال المفاوضات في دولة الإمارات العربية المتحدة الغنية بالنفط، والذي اتفقت بموجبه حوالي 200 دولة على أن العالم يجب أن “يتحول بعيدا عن الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة”.
لكنه قال إن التحدي التالي سيكون دفع الاستثمار في الاقتصادات الناشئة، لا سيما للوصول إلى هدف مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) المتمثل في مضاعفة قدرة مصادر الطاقة المتجددة العالمية ثلاث مرات ومضاعفة معدل تحسين كفاءة الطاقة بحلول عام 2030.
س: ما هو شعورك تجاه هذه الاتفاقية؟
إنها نتيجة جيدة، ونتيجة هامة لمؤتمر الأطراف.
الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لي من اجتماع مؤتمر الأطراف هذا هو أن اتجاه السفر لنظام الطاقة العالمي قد تم التوقيع عليه الآن من قبل 200 دولة حول العالم.
واعتباراً من الآن، يتعين على الجميع ـ الحكومات، وصناعة الطاقة، والمستثمرين ـ أن يوضحوا بجلاء ما يفعلونه حقاً في الحياة الواقعية لتسريع التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري في السنوات الست المقبلة.
لذا من حق الجميع الآن أن يسأل الرئيس التنفيذي لشركة نفط أو رئيس حكومة أو وزير الطاقة كيف أن القرار الذي تتخذه الآن بشأن هذه القضية أو تلك سيساعد العالم على الابتعاد عن الوقود الأحفوري، كما حدث تم الاتفاق عليها في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين.
ومن وجهة نظري، فإن ما ينقصنا من وقت كبير هو كيفية مساعدة البلدان النامية على تمويل تحولاتها إلى الطاقة الخضراء.
س: كيف يمكن ترجمة الصفقة إلى واقع ملموس؟
لقد أعطت إشارة لا لبس فيها للمستثمرين مفادها أنك إذا واصلت الاستثمار في الوقود الأحفوري، فقد تواجه مخاطر تجارية جسيمة – بالإضافة إلى المخاطر المناخية التي يسببها هذا الاستثمار.
ومن وجهة نظري أيضًا، فإنه يعطي إشارة للمستثمرين في مجال الطاقة النظيفة بأنهم قد يحققون أرباحًا أكبر مما يعتقده كثير من الناس الآن.
على هذا النحو، فمن المهم جدا.
عندما نتحدث عن تغير المناخ، فإن الناس في لندن أو باريس أو سيدني ليسوا وحدهم الذين يطلقون ناقوس الخطر.
ويرى المزيد والمزيد من الناس في جميع أنحاء العالم، من مدن نيودلهي إلى جاكرتا إلى نيروبي، الروابط الواضحة بين استخدام الوقود الأحفوري، والتأثيرات المناخية المتزايدة والخطيرة التي يعيشونها في حياتهم اليومية.
هذا مهم جدا.
وهذا من وجهة نظري سيكون مشكلة كبيرة لصناعة الوقود الأحفوري وللمستثمرين.
سؤال: لقد ذكرت نقص التمويل للدول النامية. هل ترى أي تحرك في هذه القضية؟
إنها مشكلة كبيرة. (وقت اتفاق باريس عام 2015)، كان استثمار الطاقة النظيفة في العالم تريليون دولار، واليوم يقترب من 2 تريليون دولار.
لكن المشكلة هي أن هذه الزيادة – ما يقرب من تريليون دولار – تأتي من الاقتصادات المتقدمة والصين.
إن الاستثمار في الطاقة الخضراء في بقية أنحاء العالم ثابت تمامًا. لا يوجد نمو.
ومن أجل مصلحتها فقط، ستحتاج (الاقتصادات المتقدمة) من وجهة نظري إلى دعم تمويل الطاقة النظيفة في البلدان النامية، لأنه على سبيل المثال، في أوروبا، حتى لو انخفضت انبعاثات (الغازات الدفيئة) غدًا إلى الصفر، فإن تأثير تغير المناخ في أوروبا لن تتغير على الإطلاق إذا كانت الانبعاثات من البلدان الأخرى تتماشى مع الاتجاه الحالي.
الانبعاثات ليس لها جواز سفر.
من وجهة نظري، هذه هي الحلقة المفقودة في نتائج مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين.
سيكون تمويل التحول إلى الطاقة النظيفة أولوية قصوى لوكالتنا (في مفاوضات مؤتمر الأطراف المقبلة، COP29، في أذربيجان في أواخر عام 2024).
سؤال: هل يسير العالم على الطريق الصحيح فيما يتعلق بمصادر الطاقة المتجددة؟
نحن لسنا على الطريق الصحيح.
وستكون مهمتنا التالية هي مهمة الترجمة – ترجمة تلك الأهداف إلى سياسات طاقة ملموسة وحقيقية في جميع أنحاء العالم.
سؤال: أشار المراقبون إلى الثغرات المحتملة في اتفاقية COP28، مثل الإشارة إلى الغاز باعتباره “وقودًا انتقاليًا”. هل هذا مصدر قلق؟
لن أقول إن استخدام الغاز غدًا سيكون صفرًا.
يجب أن يتراجع، وأن يتراجع بسرعة. ولكن أجزاء مختلفة من العالم سيكون لها ملامح مختلفة. أوروبا تختلف عن أفريقيا.
وقعت مائتان دولة على وثيقة لتوديع الوقود الأحفوري.
اتجاه السفر واضح للغاية. لا توجد طريقة لتغييره الآن. لقد فات الأوان، لقد انتهى الأمر!
