القاهرة
التقى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة يوم الأحد في زيارة نادرة تعهد خلالها الجانبان بتعميق شراكتهما الاستراتيجية.
واتفقا على زيادة استثمارات الهند ، أكبر دول العالم من حيث عدد السكان ، في مصر ، التي يبلغ عدد سكانها 105 ملايين نسمة ، والتي هي الآن في قبضة تباطؤ اقتصادي.
كان مودي ، الذي يتولى السلطة منذ عام 2014 ، في أول زيارة له للدولة الواقعة في شمال إفريقيا وحليف الولايات المتحدة بعد رحلة استغرقت أربعة أيام إلى الولايات المتحدة حيث التقى بالرئيس جو بايدن.
وقال متحدث باسم الرئيس المصري إن مودي والسيسي “وقعا إعلانا مشتركا للارتقاء بالعلاقات إلى مستوى شراكة استراتيجية” كانا قد أعلنا عنه لأول مرة في يناير عندما زار السيسي نيودلهي.
تعهدت الهند ومصر بتعزيز التجارة الثنائية بمليارات الدولارات حيث تعمل الهند أيضًا على زيادة الاستثمار في مصر ، لا سيما في مجال الطاقة المتجددة.
عانت مصر من أزمة اقتصادية طويلة فقدت خلالها العملة نصف قيمتها في عام.
تحركت الحكومة في الأشهر الأخيرة لتنويع المستثمرين الأجانب ، بما في ذلك القوى الخليجية والصين.
منح السيسي أرفع وسام القاهرة ، وسام النيل ، لمودي وأكد الزعيمان على “التزامهما المتبادل” لتعزيز العلاقات.
وسيشمل ذلك “زيادة الزيارات رفيعة المستوى” وتسهيل الرحلات الجوية المباشرة بين العواصم و “تنمية الاستثمارات الهندية في مصر” ، بحسب الرئاسة في القاهرة.
الهند هي بالفعل سابع أكبر شريك تجاري لمصر ، وفقًا لبيانات البنك المركزي في القاهرة ، حيث بلغت التجارة سبعة مليارات دولار العام الماضي.
واتفق الزعيمان في يناير على زيادة الاستثمارات الهندية في مصر ، والتي تبلغ حاليًا أكثر من 3.15 مليار دولار ، بما في ذلك من خلال “منطقة أرض مخصصة للصناعات الهندية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس”.
وتشمل هذه المشاريع مصنع هيدروجين أخضر بقيمة 12 مليار دولار ستبنيه شركة ACME الهندية.
في عام 2022 ، عندما أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الحبوب العالمية ، حظرت الهند صادرات القمح لحماية احتياطياتها وكبح جماح التضخم ، لكنها منحت استثناء لمصر ، أكبر مستورد للقمح في العالم.
قالت مصادر لرويترز في وقت سابق هذا الشهر إن الهند تدرس مقترحًا للسماح لمصر ، التي تواجه نقصًا حادًا في العملة الأجنبية وتكافح لجذب الاستثمار الأجنبي ، والقيام بعمليات شراء بالروبية ، ومقايضة سلع مثل الأسمدة والغاز.
ولم يرد ذكر للاقتراح في تصريحات يوم الاحد.
دعا مودي السيسي إلى قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها الهند في سبتمبر.
وقال بيان صادر عن مكتب مودي: “ناقش رئيس الوزراء (مودي) والرئيس السيسي أيضًا مزيدًا من التعاون في مجموعة العشرين ، وسلطوا الضوء على قضايا انعدام أمن الغذاء والطاقة ، وتغير المناخ ، وضرورة أن يكون للجنوب العالمي صوت منسق”. ان المحادثات تناولت ايضا العلاقات الدفاعية والامنية.
خلال زيارته التي استمرت يومين إلى القاهرة ، زار مودي أيضًا مسجد الحكيم الذي يعود تاريخه إلى القرن الحادي عشر ، والذي قام بتجديده مسلمو البهرة ، وهم فرع شيعي له حضور كبير في ولاية غوجارات مسقط رأس مودي.
ونادرا ما قام مودي ، القومي الهندوسي ، بزيارات علنية للمساجد كرئيس للوزراء.
