دعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا اليوم الاحد الى هدنة “فورية ودائمة” في حرب غزة، مضيفة ان باريس “تشعر بقلق عميق” ازاء الوضع في الاراضي الفلسطينية.
وقالت كولونا خلال تصريحات في تل أبيب مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، إن “عددا كبيرا جدا من المدنيين يقتلون”.
وتتعرض إسرائيل لضغوط دولية متزايدة من أجل وقف إطلاق النار في غزة، حيث أسفرت حربها ضد مسلحي حماس عن مقتل ما لا يقل عن 18800 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لحكومة حماس في القطاع.
ويأتي الهجوم ردا على الهجمات غير المسبوقة التي شنتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول في جنوب إسرائيل والتي أسفرت عن مقتل حوالي 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، واحتجاز حوالي 250 رهينة، وفقا لأحدث الأرقام الإسرائيلية.
وشددت كولونا أيضًا على أنه يجب ألا ننسى ضحايا هجمات حماس، بما في ذلك أولئك الذين تعرضوا للعنف الجنسي.
وأضافت: “غني عن القول أن فرنسا تصدق كلام هؤلاء النساء الضحايا”، في إشارة إلى مزاعم عن وقوع اعتداءات جنسية واسعة النطاق خلال هجمات حماس.
وأضافت: “تصدق فرنسا على أولئك الذين شهدوا عمليات الاغتصاب والتشويه هذه، وهذه التدنيسات”.
في غضون ذلك، قال كوهين إن “فرنسا يمكن أن تلعب دورا إيجابيا وهاما لمنع الحرب في لبنان”.
وتشهد إسرائيل تبادلات منتظمة لإطلاق النار عبر الحدود مع الجماعات المسلحة في جنوب لبنان، ولا سيما جماعة حزب الله القوية المدعومة من إيران.
وقال كوهين: “لا تنوي إسرائيل فتح جبهة أخرى على حدودنا الشمالية، لكننا سنفعل كل ما يلزم لحماية مواطنينا”.
وقالت كولونا أيضًا إن فرنسا وحلفاءها يبحثون “حلولًا” محتملة للهجمات الأخيرة على السفن في البحر الأحمر والتي دفعت شركات الشحن الكبرى إلى تعليق المرور عبر الممر المائي الحيوي.
قال المتمردون الحوثيون في اليمن إنهم يستهدفون السفن بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي للضغط على إسرائيل بشأن الحرب في غزة.
وقالت كولونا إن “هذه الهجمات لا يمكن أن تمر دون رد، ونحن ندرس عدة حلول”، بما في ذلك “دور دفاعي لمنع تكرار ذلك”.
– عنف المستوطنين –
وقتل أكثر من 130 شخصا على الجانب اللبناني من الحدود منذ أوائل أكتوبر تشرين الأول. وكان معظم القتلى من مقاتلي حزب الله، لكن بينهم جندي لبناني و17 مدنيا، ثلاثة منهم صحافيون، بحسب تعداد فرانس برس.
وفي الجانب الإسرائيلي، قُتل سبعة جنود وأربعة مدنيين، بحسب السلطات هناك.
وقال كوهين إن أكثر من 50 ألف إسرائيلي نزحوا على طول الحدود الشمالية مع لبنان.
وأضاف: “علينا أن نضمن أمنهم حتى يتمكنوا من العودة إلى منازلهم”.
“الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي إجبار حزب الله على الانسحاب شمال نهر الليطاني. هناك طريقتان للقيام بذلك: إما بالدبلوماسية أو بالقوة”.
أدانت باريس السبت الغارة الإسرائيلية على قطاع غزة والتي أسفرت عن مقتل موظف في وزارة الخارجية الفرنسية، وطالبت “بتسليط الضوء” على الملابسات.
ومن المقرر أن تلتقي كولونا أيضا بعائلات الرهائن الفرنسيين الذين ما زالوا محتجزين في غزة، بحسب بيان لوزارة الخارجية.
وأضافت أن الهدنة التي اقترحتها يجب أن تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار بهدف إطلاق سراح جميع الرهائن وتوصيل المساعدات إلى غزة.
ومن المقرر أن تلتقي وزيرة الخارجية الفرنسية أيضا بنظيرها الفلسطيني رياض المالكي في الضفة الغربية المحتلة.
وقبيل وصولها إلى إسرائيل، أدانت كولونا الهجمات المتزايدة التي يشنها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وأضافت “منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، للأسف، ارتكب بعض المستوطنين، مدفوعين بالعمى الأيديولوجي… جرائم” ضد الفلسطينيين، مضيفة أنه “يجب معاقبة هؤلاء المستوطنين”.
ويقول مسؤولو الصحة إن أكثر من 290 فلسطينيا قتلوا على أيدي القوات الإسرائيلية أو المستوطنين في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
