أفادت تقارير أن إسرائيل بدأت في اختبار خطة لإغراق شبكة أنفاق حماس المترامية الأطراف، لكن الخبراء يقولون إنه خيار خطير يشكل مخاطر كبيرة على المدنيين المحاصرين في غزة.
والجيش عازم على تدمير الأنفاق بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول في جنوب إسرائيل، واقترح قائد الجيش هرتسي هاليفي أن ضخ المياه فيها هو “فكرة جيدة”.
وكالة فرانس برس تلقي نظرة على شبكة أنفاق حماس ومحاولة إسرائيل تدميرها.
– “مترو غزة” –
وبحسب دراسة أجرتها الأكاديمية العسكرية الأمريكية ويست بوينت، كان هناك 1300 نفق، أطلق عليها الجيش الإسرائيلي اسم “مترو غزة”، على طول 500 كيلومتر (310 ميل) في غزة في بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول.
تم استخدام متاهة الأنفاق في البداية لتجاوز الحصار الإسرائيلي المدمر على قطاع غزة بعد وصول حماس إلى السلطة في عام 2007، مما سمح بتهريب الأشخاص والبضائع والأسلحة داخل وخارج مصر.
وقامت بتوسيع الشبكة بعد الحرب بين إسرائيل وحماس عام 2014 وتستخدمها للظهور عبر غزة لشن هجمات صاروخية على إسرائيل.
– منذ 7 أكتوبر –
وقال رافائيل كوهين الخبير العسكري في مؤسسة راند ومقرها الولايات المتحدة لوكالة فرانس برس إنه منذ دخول غزة في تشرين الأول/أكتوبر، وجد الجيش الإسرائيلي أن شبكة الأنفاق “أوسع وأعمق مما كان متوقعا”.
وقال الجيش الإسرائيلي في ديسمبر/كانون الأول إن الجيش عثر على أكثر من 800 فتحة نفق، تم تدمير 500 منها.
وزعمت أن الأعمدة كانت في مناطق مدنية في المنطقة ذات الكثافة السكانية العالية، بما في ذلك المدارس والمساجد والملاعب.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، أثار الجيش الإسرائيلي موجة من الغضب عندما اقتحم مستشفى الشفاء، مدعياً أنه عثر على نفق طوله 55 متراً في الطابق السفلي منه.
ونشرت إسرائيل لقطات قالت إنها تثبت احتجاز رهائن هناك، وهو ما نفته حماس.
– الرهائن –
وتقدر إسرائيل أن 250 شخصا احتجزوا كرهائن في غزة في هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول والذي يقول مسؤولون إسرائيليون إنه أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص معظمهم من المدنيين.
وقد أدى هجومها الانتقامي إلى تدمير جزء كبير من غزة وقتل أكثر من 18700 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة التي تديرها حماس.
ووصف العديد من الرهائن الـ105 الذين تم إطلاق سراحهم خلال الهدنة التي استمرت أسبوعًا وانتهت في الأول من ديسمبر/كانون الأول، أنهم كانوا محتجزين في الأنفاق.
وقال المتحدث باسم الجيش دانييل هاجاري يوم الثلاثاء إنه تم العثور على جثتي الرهينتين في “البنية التحتية تحت الأرض” في غزة.
– تدمير الأنفاق –
ولم يذكر الجيش الإسرائيلي بالضبط كيف يخطط لتدمير أو إغلاق الأنفاق في المنطقة الساحلية الصغيرة.
لكن وسائل إعلام إسرائيلية أفادت بأن الجيش يتجه نحو إغراق الأنفاق بمياه البحر التي يتم ضخها من البحر الأبيض المتوسط.
وذكرت القناة 11 العامة يوم الخميس أنه كانت هناك اختبارات ناجحة.
لكن كوهين من راند قال لوكالة فرانس برس إن هناك دائما “عواقب من الدرجة الثانية” لمثل هذه التكتيكات.
وقال: “لا توجد طريقة جيدة لتدمير نفق دون التأثير على البنية التحتية فوق الأرض”.
وتشكك حماس في قدرة إسرائيل على تدمير الأنفاق.
وقال أسامة حمدان، المسؤول الكبير في حماس في لبنان، في مؤتمر صحفي يوم الخميس: “لقد تم بناء هذه الأنفاق من قبل مهندسين مدربين تدريباً جيداً ومتعلمين، وقد أخذوا في الاعتبار أي نوع من الهجمات التي قد تحدث بما في ذلك القصف والمياه”.
– خطر بيئي –
ويتراوح عرض قطاع غزة الضيق بين ستة و12 كيلومترًا (حوالي 3.7 إلى 7.5 ميلًا) فقط، وكان منسوب المياه في القطاع يواجه بالفعل مشكلة كبيرة بسبب أن أصبح مالحًا للغاية، وتفاقم بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر.
وقال إيلون أدار، من معهد زوكربيرج لأبحاث المياه بجامعة بن غوريون في النقب بإسرائيل، إن ذلك يضيف إلى نظام الصرف الصحي الخاطئ المزمن و”الاستخدام غير المنضبط للمبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب في المناطق الزراعية المكثفة”.
وقال أدار لوكالة فرانس برس إن هذه العوامل مجتمعة “كانت لها عواقب وخيمة للغاية على نوعية المياه في غزة”.
