افتتحت دولة الإمارات العربية المتحدة في الأول من كانون الثاني/يناير فصلاً جديداً في مسيرة الشراكة الاقتصادية المتعددة الأطراف من خلال الانضمام رسمياً إلى تحالف البريكس إلى جانب المملكة العربية السعودية ومصر وإيران وإثيوبيا، مما مهد الطريق أمامها للاستفادة من مجموعة واسعة من الأسواق العالمية.
ويأتي انضمام دولة الإمارات العربية المتحدة بعد تصديق الدول الخمس المؤسسة، البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، على عضويتها، في قمة البريكس الخامسة عشرة في أغسطس في جوهانسبرغ. وكانت إضافة خمس دول سبباً في مضاعفة التحالف، الأمر الذي جعل منه قوة اقتصادية هائلة تمثل ناتجاً محلياً إجمالياً مجتمعاً يبلغ 28.5 تريليون دولار، أو نحو 28% من الاقتصاد العالمي. ويبلغ عدد سكان الكتلة مجتمعة نحو 3.5 مليار نسمة أو 45 في المائة من سكان العالم. كما ستنتج الدول الأعضاء في التحالف نحو 44 في المائة من النفط الخام في العالم.
بالنسبة لثاني أكبر اقتصاد في العالم العربي، فإن قرار الانضمام إلى عضوية البريكس يعكس حرص البلاد على الدفاع عن قيمة التعددية. ويعتقد المحللون أن العضوية ستساعد البلاد “على مواصلة تطوير انتشارها، وتحسين مرونة محفظة شراكاتها الدولية، وتنفيذ خططها التنموية الرئيسية، وتمكين نموذجها الاقتصادي”.
وقال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي إن هذا التطور يشكل جزءا من التزام دولة الإمارات بتعزيز الحوار البناء من خلال منصات نشطة تمثل الاقتصادات النامية والناشئة. “لقد دافعت دولة الإمارات العربية المتحدة باستمرار عن قيمة التعددية في دعم السلام والأمن والتنمية على مستوى العالم.”
ويأتي الانضمام إلى المجموعة القوية وسط محادثات واسعة النطاق حول عملة البريكس لتحل محل الدولار الأمريكي كعملة احتياطية عالمية.
وقال اقتصاديون إن التحالف سيمكن دولة الإمارات من تنويع خياراتها الاستراتيجية وبدائلها وشراكاتها، وتوسيع محافظها الاستثمارية والتجارية، مما يتيح لها أفقاً ديناميكياً. علاوة على ذلك، فإنه يضع دولة الإمارات العربية المتحدة في مكان يسمح لها بالتفاعل بشكل ديناميكي مع الاقتصادات الناشئة، وتعزيز النمو المتبادل والتعاون،
وأضاف: «تؤمن دولة الإمارات بدعم التعددية والمساهمة الفعالة في الساحات الدولية المهمة. ويشمل ذلك، بصرف النظر عن التعامل مع مجموعة البريكس، المشاركة بانتظام في عملية مجموعة العشرين، واستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) في نوفمبر. وتؤكد هذه الخطوة وجهة نظر دولة الإمارات بأن مستقبل الأمن والرخاء العالميين يعتمد على شراكات قوية متعددة الأطراف والتعاون على المستوى الدولي، والالتزام المشترك بتحقيق الاستقرار والتنمية.
يمثل انضمام دولة الإمارات العربية المتحدة إلى البريكس تتويجا لمسار الشراكة المستمر مع هذه الكتلة الناشئة. وانضمت الدولة إلى بنك التنمية الجديد التابع للمجموعة في أكتوبر 2021. وفي يونيو 2023، شاركت الإمارات بنشاط في منتدى أصدقاء البريكس في كيب تاون. وترأستها الدولة المضيفة لمجموعة البريكس برئاسة جنوب أفريقيا.