وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن “الإرهابيين” لن يحققوا أهدافهم أبدا
خبير إبطال مفعول القنابل يعمل بجوار سيارة بعد انفجار في أنقرة، الأحد 1 أكتوبر 2023. الصورة: AP
شنت الطائرات التركية غارات جوية داخل كردستان العراق في وقت متأخر من يوم الأحد، بعد أن أدى انفجار وقع في وقت سابق من اليوم نفسه إلى إصابة ضابطي شرطة بالقرب من مبنى البرلمان في أنقرة.
وفي الساعات التي تلت التفجير، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالفعل بأن “الإرهابيين” لن يحققوا أهدافهم أبدًا.
وأعلن حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون منظمة إرهابية، مسؤوليته عن الانفجار. وتشن تمردا مميتا ضد أنقرة منذ أربعة عقود.
والمنطقة المستهدفة في التفجير هي موطن لعدة وزارات أخرى والبرلمان التركي، الذي أعيد افتتاحه كما هو مخطط له في فترة ما بعد الظهر بكلمة من أردوغان.
وقال أردوغان: “الأشرار الذين يهددون سلام وأمن المواطنين لم يحققوا أهدافهم ولن يحققوها أبدا”.
وقالت وزارة الداخلية إن المهاجمين وصلا في مركبة تجارية حوالي الساعة 9.30 صباحا (0630 بتوقيت جرينتش) أمام “بوابة مدخل المديرية العامة للأمن بوزارة الداخلية ونفذا هجوما بالقنابل”.
وقال وزير الداخلية علي يرليكايا للصحفيين خارج الوزارة إن “أحد الإرهابيين فجر نفسه”. وأضاف أن “الآخر قتل برصاصة في الرأس قبل أن تتاح له فرصة تفجير نفسه”.
وأضاف أن شرطيين أصيبا بجروح طفيفة خلال تبادل إطلاق النار، لكن حياتهما ليست في خطر.
وقال مكتب المدعي العام في أنقرة إنه فتح تحقيقا وحظر الوصول إلى المنطقة. وطُلب من وسائل الإعلام المحلية التوقف عن بث الصور من مكان الهجوم.
وقال حزب العمال الكردستاني، في تصريح لوكالة أنباء ANF المقربة من الحركة الكردية، إنه “تم تنفيذ عمل فدائي ضد وزارة الداخلية التركية”.
أفاد مسؤول في كردستان العراق، مساء الأحد، أن طائرات الجيش التركي قصفت أجزاء من منطقة برادوست وقرية بدران.
واعترفت وزارة الدفاع التركية بتنفيذ “عملية جوية” في شمال العراق “لتحييد حزب العمال الكردستاني”.
وقالت الوزارة إنه تم تدمير “20 هدفا يستخدمها الإرهابيون”.
وفي كلمته الافتتاحية، انتقد أردوغان أيضًا الاتحاد الأوروبي لعرقلته محاولة عضوية بلاده، مشيرًا إلى أن تركيا “لم تعد تتوقع أي شيء من الاتحاد الأوروبي، الذي جعلنا ننتظر على بابه لمدة 40 عامًا”.
وقال “لقد أوفينا بجميع الوعود التي قطعناها للاتحاد الأوروبي، لكنهم لم يفوا بأي منها تقريبا”، مضيفا أنه “لن يتسامح مع أي مطالب أو شروط جديدة” لانضمام بلاده إلى الكتلة.
ويجب أيضاً أن تؤكد هذه الجلسة للبرلمان التركي انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.
وكانت المجر وتركيا قد رفعتا في يوليو/تموز الماضي حق النقض ضد انضمام السويد إلى حلف الأطلسي، لكنهما كانتا بطيئتين في التصديق على عضويته.
وأشار أردوغان في يوليو/تموز الماضي إلى أن تصديق البرلمان التركي عليه لن يتم قبل أكتوبر/تشرين الأول، لكن من المتوقع أن تتم الموافقة عليه خلال العام البرلماني الحالي.
ويمارس أردوغان منذ أشهر ضغوطا على السويد لاتخاذ إجراءات ضد تدنيس القرآن الكريم الذي أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين.
وسارع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون إلى التعهد في بيان بأن بلاده “تؤكد مرة أخرى التزامها بالتعاون طويل الأمد مع تركيا في الحرب ضد الإرهاب”.
كما أعرب العديد من القادة الأجانب عن دعمهم لتركيا بعد الهجوم، مع رسائل دعم قادمة من ألمانيا والمملكة المتحدة وسفارة الولايات المتحدة في أنقرة.
وشهدت العاصمة التركية عدة هجمات، لا سيما خلال عامي 2015 و2016، أعلن حزب العمال الكردستاني أو تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن العديد منها.
ويشن حزب العمال الكردستاني تمردا ضد الدولة التركية منذ عام 1984 في صراع أودى بحياة عشرات الآلاف.
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2015، أدى هجوم أمام محطة مركزية في أنقرة، تبناه تنظيم الدولة الإسلامية، إلى مقتل 109 أشخاص.
وكان آخر هجوم بالقنابل في تركيا في أحد شوارع التسوق بإسطنبول في نوفمبر 2022، حيث قُتل ستة أشخاص وأصيب 81 آخرون.
