أشخاص يتجمعون بالقرب من الخيام المستخدمة كمأوى مؤقت مع تصاعد الدخان خلال غارة إسرائيلية على خان يونس في جنوب قطاع غزة يوم الخميس. – وكالة فرانس برس
قالت وزارة الصحة في القطاع الفلسطيني الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم الخميس إن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص خلال الليل في غزة، مع تصاعد التوترات الإقليمية بسبب الحرب المستمرة منذ ثلاثة أشهر تقريبًا.
قال مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته، إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من المقرر أن يتوجه إلى الشرق الأوسط، وهي الرحلة الرابعة لكبير الدبلوماسيين إلى المنطقة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر الذي أدى إلى اندلاع حرب غزة الأكثر دموية على الإطلاق.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في حملته لتدمير الجماعة الإسلامية المسلحة، عن مزيد من الضربات في مدينة غزة وما حولها، التي أصبحت الآن منطقة قتال حضرية مدمرة إلى حد كبير، وفي خان يونس، أكبر مركز حضري في جنوب القطاع المحاصر.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن سقوط “عشرات الشهداء وأكثر من 100 جريح جراء القصف الجوي والمدفعي الهمجي المستمر على منازل المواطنين في قطاع غزة”.
اندلعت حرائق ناجمة عن القصف في منطقة دير البلح وسط قطاع غزة ومخيم المغازي للاجئين.
وقال أحد السكان إبراهيم الغمري لوكالة فرانس برس إن “الناس كانوا آمنين في منازلهم، وكان المنزل مليئا بالأطفال”. “كان هناك نحو 30 شخصاً. وفجأة سقطت منازلهم عليهم… ماذا فعل هؤلاء الأطفال؟”
وتصاعدت التوترات أيضًا مع لبنان، الجار الشمالي لإسرائيل، حيث أدت غارة في بيروت يوم الثلاثاء، يُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل نفذتها، إلى مقتل نائب زعيم حماس صالح العاروري، الذي كان من المقرر دفنه يوم الخميس.
قُتل العاروري في جنوب بيروت، معقل حزب الله القوي المدعوم من إيران، والذي تبادل إطلاق النار عبر الحدود مع إسرائيل منذ أشهر، بينما تجنب الجانبان حربًا واسعة النطاق.
وتعهد حزب الله بأن مقتل العاروري وستة آخرين من نشطاء حماس على أراضيه لن يمر دون عقاب، ووصفه بأنه “اعتداء خطير على لبنان… وتطور خطير”.
حذر زعيم حزب الله حسن نصر الله إسرائيل من صراع شامل بعد أن قال قائد الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي خلال زيارة للحدود اللبنانية إن القوات “في حالة استعداد عالية للغاية”.
وقال نصر الله: “في الوقت الحالي، نحن نقاتل على الخطوط الأمامية بعد حسابات دقيقة”، لكنه حذر من أنه “إذا فكر العدو في شن حرب على لبنان، فسنقاتل بلا ضبط النفس، بلا قواعد، بلا حدود وبلا قيود”.
أعلنت الجماعة الشيعية اللبنانية، اليوم الخميس، أن أربعة آخرين من مقاتليها قتلوا خلال الليل، ما يرفع عدد القتلى إلى 129 منذ اندلاع الأعمال العدائية على الحدود.
حذر رئيس الموساد ديفيد بارنيا يوم الاربعاء من أن وكالة التجسس الإسرائيلية “ملتزمة بتصفية حساباتها مع القتلة” الذين نفذوا هجوم حماس.
وقال بارنيع إن كل من “شارك بشكل مباشر أو غير مباشر في مذبحة 7 أكتوبر فدمه على رأسه”.
وأدى هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى مقتل نحو 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
كما احتجز مسلحون في غزة حوالي 250 رهينة، لا يزال 129 منهم في الأراضي الفلسطينية، بحسب إسرائيل.
رداً على ذلك، شنت إسرائيل قصفاً متواصلاً وغزواً برياً أدى إلى تحويل مساحات شاسعة من غزة إلى أنقاض وأودى بحياة ما لا يقل عن 22313 شخصاً، وفقاً لوزارة الصحة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى نزوح 1.9 مليون من سكان غزة، وحذرت منظمة الصحة العالمية من خطر المجاعة والمرض، مع دخول قدر ضئيل فقط من المساعدات إلى القطاع.
وقال سكان ثكالى كانوا يبكون القتلى ملفوفين في أكفان في مستشفى في خان يونس إن غارة جوية على جنوب غزة أدت إلى مقتل فلسطينيين نازحين يعيشون في خيام.
وقال بهاء أبو حطب إن أبناء أخيه قتلوا.
وأضاف أنهم كانوا يعيشون في “خيمة لحمايتهم من البرد، لكن الغارات الجوية الإسرائيلية أصابتهم أثناء نومهم”.
“لماذا؟” سأل. “لأنهم يهددون إسرائيل والولايات المتحدة؟”
مع احتدام الحرب بين إسرائيل وحماس، شهد المتمردون الحوثيون المدعومين من إيران في اليمن إطلاق النار على السفن التجارية في البحر الأحمر، مما أدى إلى تعطيل خط شحن عالمي رئيسي، في هجمات يقول المتمردون إنها تضامن مع حماس.
وحذرت الولايات المتحدة و11 دولة من حلفائها الحوثيين من عواقب غير محددة ما لم يوقفوا الهجمات على الفور.
ووصفت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن البيان، الذي انضمت إليه بشكل خاص بريطانيا وألمانيا واليابان، بأنه تحذير أخير بينما يدرس ضربات عسكرية محتملة إذا استمرت الهجمات.
وقال مسؤول أميركي كبير “لا أتوقع تحذيرا آخر”، ووصف الرسالة بأنها “واضحة للغاية”.
وقال الجيش الأمريكي يوم الأحد إنه أغرق ثلاثة زوارق تابعة للحوثيين في أعقاب هجمات على سفينة حاويات تابعة لشركة الشحن الدنماركية العملاقة ميرسك. وقال المتمردون إن 10 من مقاتليهم قتلوا.
وتصاعدت التوترات الإقليمية بشكل أكبر بعد أن أدى انفجاران مزدوجان في إيران يوم الأربعاء إلى مقتل 84 شخصًا، وفقًا لحصيلة معدلة للقتلى، بالقرب من قبر الجنرال في الحرس الثوري قاسم سليماني، الذي توفي في غارة أمريكية عام 2020 في بغداد.
واتهم المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي “أعداء الأمة الإيرانية الأشرار والمجرمين” وقال: “سيكون لهذه الكارثة رد قاس إن شاء الله”.
وبينما ألقى بعض المسؤولين الإيرانيين اللوم على الولايات المتحدة وإسرائيل، عدوي طهران اللدودين، رفضت واشنطن اقتراحات بشأن تورط أي من البلدين وامتنع متحدث عسكري إسرائيلي عن التعليق.
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر فكرة التدخل الأمريكي بأنها “سخيفة” وقال إن واشنطن “ليس لديها سبب للاعتقاد بأن إسرائيل متورطة” أيضا.
وردد ميللر مخاوف الكثيرين في الشرق الأوسط بشأن توسع الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقال ميلر: “ليس من مصلحة أحد – وليس من مصلحة أي دولة في المنطقة، وليس من مصلحة أي دولة في العالم – أن نرى هذا الصراع يتصاعد إلى أبعد مما هو عليه بالفعل”.
