قصفت إسرائيل قطاع غزة يوم الأحد مع دخول حربها مع حماس شهرها الرابع، بينما انتقد كبير الدبلوماسيين الأمريكيين أنتوني بلينكن “مأساة” مقتل المدنيين وحذر من أن الصراع يهدد المنطقة الأوسع.
وقال وزير الخارجية الأمريكي بلينكن، الذي كان يتحدث في قطر في المحطة الأخيرة من جولته الرابعة في الشرق الأوسط منذ بداية الحرب، إنه يجب السماح للفلسطينيين الذين شردهم القتال “بالعودة إلى ديارهم”.
وفي قطاع غزة المحاصر الذي تديره حركة حماس، أفادت وزارة الصحة عن مقتل 113 شخصا على الأقل خلال 24 ساعة من القصف الإسرائيلي.
وقالت شبكة الجزيرة، ومقرها قطر، إن صحفيين يعملان بها قتلا عندما قصفت سيارتهما في رفح جنوب قطاع غزة.
والشخصان هما مصطفى ثريا، محرر فيديو الذي عمل أيضًا لدى وكالة فرانس برس ومؤسسات إعلامية أخرى، وحمزة وائل دحدوح، نجل مدير مكتب الجزيرة في غزة الذي فقد زوجته وطفلين آخرين في غارة إسرائيلية.
وقالت قناة الجزيرة إنها تدين عمليات القتل و”استهداف” الصحفيين، في حين وصف بلينكن الوفيات بأنها “مأساة لا يمكن تصورها”.
وقال بلينكن “وهذا هو الحال أيضا بالنسبة… لعدد كبير جدا من الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين الأبرياء”.
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس عن غارات جوية على خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب القطاع، ورفح القريبة من الحدود المصرية، حيث لجأ العديد من النازحين.
وأدت الحرب، التي اندلعت بسبب هجمات حماس القاتلة على إسرائيل في أوائل أكتوبر، إلى نزوح ما لا يقل عن 85 بالمائة من سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، وفقا لأرقام الأمم المتحدة.
وقال بلينكن: “يجب أن يتمكن المدنيون الفلسطينيون من العودة إلى ديارهم بمجرد أن تسمح الظروف بذلك”. “لا يمكنهم، ولا يجب الضغط عليهم لمغادرة غزة”.
وقد تحدث بعض الوزراء الإسرائيليين مؤخراً لصالح “تشجيع” سكان غزة على الرحيل وإعادة إنشاء المستوطنات اليهودية في القطاع، رغم أن هذه ليست سياسة إسرائيلية رسمية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي – الذي يدعي أنه “فكك” القيادة العسكرية لحماس في شمال غزة – أنه قتل المزيد من “الإرهابيين” في وسط غزة، بما في ذلك في غارة بطائرة بدون طيار في مخيم البريج للاجئين.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرة أخرى خلال اجتماع لمجلس الوزراء يوم الأحد بأن “ما حدث في 7 أكتوبر لن يتكرر مرة أخرى”.
وقال “هذا هو التزام حكومتي وهذا هو السبب الذي يجعل جنودنا يضحون بحياتهم في الميدان. يجب أن نستمر حتى النصر الكامل”.
– “ليس كابوسا، حقيقة” –
وبدأت الحرب بالهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل نحو 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
واحتجز المسلحون، الذين تعتبرهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة “إرهابية”، نحو 250 رهينة، ما زال 132 منهم في الأسر، بحسب إسرائيل. ويعتقد أن 24 منهم على الأقل قتلوا.
وردت إسرائيل بقصف متواصل وغزو بري أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 22835 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وقال نبيل فتحي، 51 عاماً، وهو أحد سكان غزة: “كانت هذه الأشهر الثلاثة بمثابة ربع قرن. أستيقظ معتقداً أن هذا كابوس عابر، لكنه حقيقة”.
“لقد تم تدمير منزلنا ومنزل ابني واستشهد 20 شخصًا في عائلتنا. لا أعرف إلى أين سنذهب حتى لو نجوت”.
ومع احتدام الحرب في غزة، اندلع العنف أيضًا في الضفة الغربية المحتلة وعلى الحدود الشمالية لإسرائيل، والتي شهدت تبادلًا شبه يومي لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية ومسلحي حزب الله اللبناني المدعوم من إيران.
وتم إجلاء العديد من المدنيين الذين يعيشون على جانبي الحدود.
قال حزب الله يوم السبت إنه أطلق 62 صاروخا على قاعدة عسكرية إسرائيلية، بعد أيام من تحميله إسرائيل المسؤولية عن هجوم في بيروت أدى إلى مقتل نائب زعيم حماس صالح العاروري.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب “مواقع عسكرية” لحزب الله ردا على ذلك، بينما حذر المتحدث باسم الجيش دانييل هاجاري حليف حماس من “جر لبنان إلى حرب غير ضرورية”.
وقال نتنياهو إن إسرائيل “مصممة على الدفاع عن مواطنينا وإعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم… إذا استطعنا فسنفعل ذلك دبلوماسيا، وإذا لم يكن الأمر كذلك فسنعمل بطرق أخرى”.
في المطار الرئيسي بلبنان في بيروت، استخدم مهاجمون إلكترونيون شاشات المغادرة والوصول لعرض رسالة مناهضة لحزب الله، وفقًا لتقارير إعلامية.
وجاء في الرسالة الموجهة إلى زعيم حزب الله: “حسن نصر الله، لن يدعمك أحد إذا قمت بجر البلاد إلى الحرب”. ونفت جماعة مسيحية متشددة ظهر شعارها على الشاشة تورطها.
– تصاعد العنف في الضفة الغربية –
وحذر بلينكن، الذي يقوم بجولة سريعة في الشرق الأوسط، من “لحظة من التوتر العميق في المنطقة”.
وأضاف: “هذا صراع يمكن أن ينتشر بسهولة، ويسبب المزيد من انعدام الأمن والمزيد من المعاناة”.
وفي وقت سابق من يوم الأحد، أجرى بلينكن محادثات في الأردن مع الملك عبد الله الثاني، الذي حذر، وفقا لبيان ملكي، من “التداعيات الكارثية” للحرب بين إسرائيل وحماس وضرورة إنهاء “الأزمة الإنسانية المأساوية” في غزة.
وفي الضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، تصاعدت أعمال العنف القاتلة في الأشهر الأخيرة إلى مستويات لم تشهدها منذ ما يقرب من عقدين من الزمن.
قالت وزارة الصحة الفلسطينية ومقرها رام الله إن سبعة فلسطينيين قتلوا يوم الأحد في غارة إسرائيلية في مدينة جنين شمالي البلاد، كما أبلغت عن مقتل ثامن بنيران إسرائيلية في حادث منفصل.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن ضابطة في شرطة الحدود الإسرائيلية قتلت عندما انفجرت قنبلة على جانب الطريق في سيارتها أثناء مداهمة لجنين، كما قتل مدني إسرائيلي في حادث إطلاق نار منفصل بالقرب من رام الله.
وفي وقت لاحق، قالت الشرطة الإسرائيلية إن الضباط الذين استجابوا لهجوم دهس عند حاجز في الضفة الغربية أطلقوا النار على فتاة فلسطينية، وأكد المسعفون وفاة الطفلة البالغة من العمر ثلاث سنوات.
burs-jd-dcp/fec/ami
